Site icon وضوح الاخبارى

قوات الإسرائيلي تُفني عائلات فلسطينية كاملة في غزة: جريمة متواصلة بلا رادع

قوات الإسرائيلي تُفني عائلات فلسطينية كاملة في غزة: جريمة متواصلة بلا رادع 3

الإحتلال الإسرائيلي أباد أكثر من 2,180 عائلة بالكامل وأكثر من 5,070 عائلة لم ينجُ منها سوى فرد واحد

كتب /هاني حسبو

في مشهد يفوق حدود التصور، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب مجازر مروعة في قطاع غزة، أبرزها ما جرى صباح يوم الثلاثاء الماضي  28 أبريل، حين استهدفت طائرات الاحتلال ما تبقى من عائلة الأغا، التي فقدت معظم أفرادها قبل أسابيع في قصف دموي سابق. وباستهداف الأبناء الناجين، تكون العائلة قد مُحيت بالكامل من السجل المدني الفلسطيني، في جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني.

استهداف ممنهج لعائلة الأغا

لم تكتفِ طائرات الاحتلال بالمجزرة التي ارتكبتها في 23 مارس/آذار الماضي، حين قصفت منزل التربوي جهاد الأغا، ما أدى لاستشهاده مع زوجته المربية حنان الأسطل، وأربعة من أبنائهما (إدريس، ووئام، وجنان، وأبرار). فبعد أن نجا ثلاثة من الأبناء، جاء القصف مجددًا ليستهدفهم، ويُقتل عبادة الأغا وشقيقته أفنان وطفلها صهيب، إضافة إلى الطفلة خديجة الأغا.

وبحسب المركز الفلسطيني للإعلام، ارتقى في الغارة ذاتها الشهيد محمد باسم الأغا وطفلاه، وأُصيب عدد من الجرحى، بينهم والدة الشهيدين، إلى جانب استشهاد الشاب محمد نائل الأغا. بذلك، تكون عائلة الأغا قد تعرضت للإبادة الكاملة، في جريمة بشعة تُظهر النية المبيتة لدى الاحتلال لمحو العائلات الفلسطينية.

محو العائلات: سياسة واضحة

المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أكد أن استهداف العائلات الفلسطينية يتم بشكل متكرر وممنهج. فقد وثّق المرصد مجازر مشابهة استُخدمت فيها الطائرات الحربية والمسيرات الانتحارية، من بينها قصف منزل عائلة كوارع في خان يونس، ما أدى لاستشهاد 12 فردًا، بينهم الأم زينب المجايدة وأطفالها الستة.

وفي مجزرة أخرى وقعت بتاريخ 25 أبريل/نيسان، قُصفت خيمة نازحين بمنطقة المواصي، ما أدى إلى استشهاد إبراهيم أبو طعيمة، وزوجته الحامل هنادي، وأطفالهما الثلاثة. وفي اليوم نفسه، أُبيدت عائلة العمور بقصف على منزلهم، راح ضحيته الزوجان وأبناؤهما التسعة.

قوات الإسرائيلي تُفني عائلات فلسطينية كاملة في غزة: جريمة متواصلة بلا رادع 1

تقنيات القتل الدقيقة تسقط مزاعم “الخطأ”

أشار المرصد إلى أن الطائرات المُسيّرة الانتحارية التي يستخدمها الاحتلال مزودة بكاميرات دقيقة وأنظمة توجيه تسمح باتخاذ قرار مباشر بالضرب أو الامتناع. وهذا يعني أن أي قصف يتم عن سبق إصرار، وليس نتيجة “أخطاء” كما تدعي إسرائيل.

دعاية الاحتلال: كذب مكشوف

رغم كل الأدلة المصورة والشهادات الحية، زعم رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أن جيشه لا يستهدف المدنيين، قائلاً إنهم قتلوا “12 ألف مقاتل دون أن يُقتل أي مدني”. هذا التصريح المثير للسخرية قوبل باستنكار واسع، خاصة مع نشر منظمات دولية وإعلام عالمي بيانات توثق المجازر الجماعية التي تُرتكب ضد العائلات الفلسطينية.

أهداف مُعلنة.. وتصريحات عنصرية

منذ بداية العدوان في أكتوبر 2023، أعلن قادة الاحتلال نواياهم علنًا. قال وزير الحرب السابق يوآف غالانت: “نحن نحارب حيوانات بشرية”. أما المتحدث باسم جيش الاحتلال، فقال بوضوح: “المعابر مغلقة، لا كهرباء، غزة تحت الحصار، وهناك المئات مدفونون تحت المباني”.

إبادة موثقة بالأرقام

المكتب الإعلامي الحكومي في غزة كشف أن الاحتلال يقتل يوميًا ما يعادل 90 شهيدًا، ويُبيد ما بين 4 إلى 9 عائلات يوميًا. كما قتل أكثر من 18,000 طفل، و12,400 امرأة، وأباد أكثر من 2,180 عائلة بالكامل، إضافة إلى أكثر من 5,070 عائلة لم ينجُ منها سوى فرد واحد.

التطهير العرقي سياسة ممنهجة

أكد المرصد الأورومتوسطي أن ما يجري في غزة ليس مجرد “عمليات عسكرية”، بل سياسة إبادة جماعية وتطهير عرقي، تهدف إلى محو الوجود الفلسطيني في القطاع. ووثّق المرصد أن 94% من ضحايا الغارات خلال أسبوع واحد هم من المدنيين، بينهم 51% أطفال، و16% نساء، و8% كبار سن.

زرع الرعب ومحو الملاذات الآمنة

الاحتلال لا يكتفي بقصف الأحياء السكنية، بل يستهدف بشكل متكرر مراكز الإيواء المؤقتة والخيام التي تؤوي النازحين، بهدف إيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا، وبث الرعب بين السكان، ودفعهم للنزوح القسري مرارًا.

تواطؤ دولي وصمت مريب

استنكر المرصد حالة الصمت الدولي، والتواطؤ الواضح في قبول الروايات الإسرائيلية الكاذبة، مما يمنح الاحتلال غطاءً قانونيًا زائفًا لاستمرار جرائمه. وبيّن أن التحقيقات التي تدّعي إسرائيل فتحها لا ترقى لمستوى العدالة، بل توفر غطاء شكليًا لحماية الجنود المتورطين.

Exit mobile version