قوات الدعم السريع ترتكب مجزرة في ولاية النيل الأبيض والبرهان يرفض حكومة مفروضة من الخارج

كتبت: د. هيام الإبس
ارتكبت قوات الدعم السريع مجزرة مروعة في قريتي الكداريس والخلوات بريف القطينة، ولاية النيل الأبيض، حيث استهدفت المدنيين بنيرانها، ما أدى إلى مقتل المئات وإصابة آخرين بجروح خطيرة.
وأفادت منصة نداء الوسط أن قوات حميدتي أجبرت المواطنين على النزوح بعد نهب ممتلكاتهم وممارسة انتهاكات جسيمة بحقهم. كما أكدت مصادر محلية أن أعداد القتلى قد تتزايد بسبب الإصابات الخطيرة وعدم القدرة على حصر الضحايا بالكامل حتى الآن.
انتهاكات جسيمة وعمليات اختطاف
كشفت مصادر ميدانية أن سكان مدينة القطينة وأريافها تعرضوا لعمليات اختطاف وإخفاء قسري من قبل عناصر قوات الدعم السريع، حيث طالبت الميليشيات بفدية مالية مقابل إطلاق سراح المختطفين، بينما عُثر على جثث بعضهم في أماكن متفرقة بعد تصفيتهم.
كما سُجلت حالات فقدان جماعي لعدد من الأهالي أثناء محاولتهم عبور نهر النيل، حيث بلغ عدد الضحايا المعروفين حتى الآن 26 شخصًا.
في المقابل، نفت منصة نداء الوسط تعرض النساء والفتيات للعنف الجنسي، مشيرة إلى أن شباب ورجال المنطقة قاموا بتأمين خروج النساء والأطفال وحمايتهم من قوات الدعم السريع.
البرهان: لا حكومة مفروضة من الخارج
في سياق آخر، أعلن الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي، رفضه القاطع لأي حكومة يتم فرضها من الخارج، مؤكدًا أن السودان لن يقبل بشخصيات منبوذة لم تشارك في الميدان.
وقال البرهان، خلال فعالية إطلاق منصة التعليم الإلكتروني بمدينة بورتسودان، إن الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لن يحددا مصير السودان، مشددًا على أن الشعب السوداني وحده من يقرر مستقبله، وأضاف:
“لن نسمح بعودة شخصيات منبوذة مثل عبد الله حمدوك إلى الحكم، ولن تُفرض علينا أي حلول خارجية.”
التطورات الميدانية في أم درمان
في تطور عسكري مهم، حاصر الجيش السوداني سوق ليبيا بمحلية أمبدة بأم درمان من ثلاثة محاور، مما أجبر قوات الدعم السريع على التراجع من عدة مناطق كانت تسيطر عليها منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023.
وتشير التقارير إلى أن الجيش السوداني نجح في السيطرة على جسر ود البشير، الرابط بين أم درمان وأمبدة، بعد قتال عنيف، كما تمكن في منتصف يوليو 2024 من استعادة أكبر مخزن ذخائر تابع لقوات الدعم السريع في أمبدة.
تصاعد الأزمة الإنسانية
أدت الحرب المستمرة في السودان إلى نزوح نحو 12 مليون شخص، ومقتل أكثر من 160 ألف مدني، وفق تقديرات غير رسمية. ووصفت الأمم المتحدة الوضع الإنساني في السودان بأنه أكبر كارثة إنسانية يشهدها العالم حاليًا.