من اختيارات / محمود حسن
دا عشان الناس اللى بتقول ان الشذوذ ملوش علاقه بالدين
أول مرة أفهم قصة سيدنا لوط
بالمعنى العميق دة ….
سيدنا لوط في الأصل كان من نفس قرية سيدنا إبراهيم .. والأكتر إنه كان قريب سيدنا إبراهيم [كان ابن أخو إبراهيم ] لما نزلت الرسالة على سيدنا إبراهيم وإبتدا يدعو قومه .. سيدنا لوط كان من أول الناس الي آمنت بـ عمه إبراهيم [أغلب الظن إنه الوحيد هو وساره الي آمنوا برسالة إبراهيم في القرية دي ].. (فآمن له لوط) .. [آية 26 : سورة العنكبوت]
بعدها هاجروا هما الاتنين من بلد قومهم وراحوا أرض الشام
سيدنا لوط ساب عمه وإتجه لقرية إسمها ( سدوم / في فلسطين ) .. في الوقت ده ربنا أنزل عليه النبوة فـ بقى مُكلّف هو كمان بدعوة قوم آخرين هم أهل سدوم والقرى الي حواليها [ يُقال إنهم كانوا 7 قرى]
الناس دول كانوا بيعملوا كل حاجة وحشة .. بيقطعوا الطريق ويخونوا الصديق ويوصّوا بعض بالإثم , كان الي بيؤمرهم بالمعروف أو ينهاهم عن المنكر يبقى هو الي غلط ومايسلمش من أذيتهم..
الأبشع من كل المعاصي الي كانوا بيعملوها إنهم زوّدوا عليها كبيرة من الكبائر محدش عملها قبلهم (أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين) .. [ آية 80 : سورة الأعراف ]
إستبدلوا الإناث بالذكور .. فـ بقت شهوة الراجل للراجل الي زيه أكبر بكتير من شهوته لأي ست (أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل وتأتون في ناديكم المنكر) .. [آية 29 :سورة العنكبوت ]
بقت الرجالة في القرية دي هم الأهداف المرغوبة , وأي حد سَوي ونقي وطاهر يبقى في نظرهم مجرم يستاهل الطرد والعقوبة (أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ) .. [آية 82 : سورة الأعراف ]
حتى أي شخص يمر بالصدفة من مدينتهم [ مسافر أو غريب أو ضيف ] مايسلمش منهم .. مايسبهوش في حاله
كانوا مرضى ورافضين يتعالجوا .. كانوا بيجاهروا بالمعصية ويعملوها في كل مكان حتى في الطرقات والنوادي .. [النادي هو المكان الي بيجتمعوا فيه بالنهار يتناقشوا ويتشاوروا ويتكلموا .. أما لو كان الإجتماع بالليل فيبقى إسمه سامر مش نادي]
(أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ) .. [ آية 29 : سورة العنكبوت]
(أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون) ..[آية 54 : سورة النمل]
بقوا يقولوا لسيدنا لوط إستضف انت النساء عندك وسيبلنا الرجالة!
قلب سيدنا لوط كان بينفطر من الحزن بسبب تصرفاتهم .. هو رسول مبعوث ليهم بالهدى , لكن أي هدى لناس زي دول .. فـ كان الحال إن محدش آمن بدعوته غير أهل بيته .. ومش كل أهل بيته كمان .. لإن زوجة سيدنا لوط كفرت وكتمت كفرها .. أظهرت الإيمان لكن من جواها كانت كافرة ومش مقتنعة بدين سيدنا لوط.. [زوجته دي كانت من أهل سدوم أصلا .. إتجوزها بعد ما إستقر في سدوم .. ساعتها كانت زوجته الأولى أم بناته إتوفت]
_
قوم سيدنا لوط مش بس كفروا بـ رسالته دول كمان زوّدوا في أفعالهم وكبائرهم .. وبقوا يهددوا سيدنا لوط , يا يسكت عن دعوتهم ويبطّل يكلمهم عن الطهارة والقيم والأخلاق والفضائل ويدعوهم لله الواحد , يا هيعاقبوه ويطردوه هو وأهله من البلد .. (قالوا لئن لم تنته يا لوط لتكونن من المُخرَجين( .. [ آية 167 : سورة الشعراء ]
كان رد سيدنا لوط عليهم رد ثابت مش خايف ولا متردد .. صمم على موقفه وأعلنها صراحةً إنه ضد الي بيعملوه وهيفضل ضده (قال إني لعملكم من القالين) .. [ آية 168 : سورة الشعراء ]
وبعدها لجأ لـ ربه بالدعاء .. قاله يارب نجيني من الي بيعملوه (رب نجني وأهلي مما يعملون ) .. [ آية 169 : سورة الشعراء ]
لكن هم فضلوا في اللي هما فيه .. وزادوا فيه أكتر وأكتر , وصل بيهم الحال انهم مش شايفين غير شهوتهم وبس .. مش قادرين يفوقوا ومش عايزين يفوقوا
آخرة إيه الي بيتكلم عنها النبي .. خلاص هما همهم الوحيد الدنيا وبس ..
قالوله (ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) .. [ آية 29 : سورة العنكبوت ]
فـ حق عليهم العذاب .. وإستجاب الله دعوة نبيه
_
ربنا بعت ملائكة العذاب لقوم لوط .. راحت الملائكة دي الأول لـ سيدنا إبراهيم وبشرّوه بـ ابنه إسحاق [زي ما حكينا في قصة سيدنا إبراهيم] .. وقالوله إن ربنا باعتنا لـ قرية ظالمة هي قرية سدوم , هنعذب أهلها ونخليهم عبرة .. سيدنا إبراهيم في عز فرحته بالبُشرى العظيمة الي بشرّوهاله إلا إن رحمته كانت أكبر من فرحته .. فـ فوراً فكر في سيدنا لوط .. حاول يجادل الملائكة , قالهم بس سدوم دي فيها لوط .. قالوله ربنا أعلم باللي فيها وهو سبحانه أخبرنا بمن فيها , وهينجّي لوط وأهله ماتخافش عليهم .. وماتجادلناش في أمر الله لإنه قضاه وكتبه خلاص فلآزم يتنفذ ..
(وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَىٰ قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ ۖ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ (31) قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا ۚ قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا ۖ لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ ) .. [ العنكبوت]
( فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَىٰ يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ (74) إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ (75) يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَٰذَا ۖ إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ ۖ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ (.. [هود ]
_
خرجت الملائكة من عند سيدنا إبراهيم مُتجهين لقوم لوط في صورة بشر ..
أول ما شافهم خاف عليهم وشال همهم .. (سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَـذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ)
لكن زوجة سيدنا لوط أول ما شافتهم في البيت اتسللت من غير ما سيدنا لوط يحس وراحت قالت لأهل القرية إن في غرباء غاية في الجمال موجودين في بيت لوط
في مدة بسيطة جداً كان الخبر إنتشر .. راح أهل القرية بسرعة مستعجلين “ومُهرولين” لبيت سيدنا لوط .. (وجاءه قومه يهرعون إليه)
طلبوا منه إنه يخلي الضيوف يخرجولهم برا .. سيدنا لوط ماكنش بييأس وكان لسه مستمر في محاولة النصيحة حتى لو الأمل ضعيف
قالهم (هَـؤُلاء بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ) .. [آية 78 : سورة هود]
المقصود ببناتي هنا هو نساء القوم بشكل عام [ لإن النبي بيبقى بالنسبة لـ قومه في مقام الوالد] , فـ هو حب يبعدهم عن الفاحشة بـ توجيههم للإناث الي مخلوقين ومُهيئين ليهم في الحلال .. حَب يقنعهم بالفطرة
وبعدها حاول يفكّرهم بربنا و يصحّي فيهم التقوى (فَاتَّقُواْ اللّهَ)
وفي محاولة يائسة منه للمس النخوة جواهم قالهم (وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي) .. [آية 78 : سورة هود ]
يعني لا تُلحقوا بي العار والذل بإنكم تئذوا ضيوفي وتجبروهم على عمل الفاحشة
لكن لا حياة لمن تنادي .. غلبت عليهم شهوتهم وسيطرت عليهم أهوائهم .. فأصرّوا على طلبهم (قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد ) .. [ آية 79 : سورة هود ]
إزداد حزن سيدنا لوط , حس إنه لوحده , راجل غريب جاي من بعيد من غير عشيرة تحميه ولا أولاد ذكور يتسند عليهم وينصروه
قفل الباب ورجع لضيوفه .. كان الضيوف هادئين جداً مش باين عليهم أي خوف أو اضطراب
فإندهش سيدنا لوط من رد فعلهم رغم كل الي سمعوه!
إبتدا القوم يخبطوا جامد على الباب
سيدنا لوط في عز الضيق قال ياريت كان عندي عشيرة وقوة تخليني أحمي ضيوفي منهم , أو مكان ينفع أحتمي بيه منهم انا وضيوفي (قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ) .. [ آية 80 : سورة هود]
سيدنا لوط كان عارف إنه تحت حماية الله الي أشد من أي ركن وأقوى من أي قوة .. لكن المقصود كان رغبته في أي حاجة فورية تمنع الناس دي من إيذاء الضيوف
ومن رحمة ربنا ومن صدق نية سيدنا لوط , ربنا إستجاب فعلا لطلبه قبل حتى مايطلبه .. فـ بعتله الحماية الفورية والقوة الجبارة قبل ما يتمناها ..
[ حبيبنا النبي لما كان بيقرأ الآية دي كان بيقول ” رحمة الله على لوط لقد كان يأوي إلى ركن شديد ” ..]
لما الضيق بلغ ذروته واشتد بـ لوط كربه وقال كلمته
إتحركت الملايكة وقامت , قالوله ماتخافش يا لوط , إنت فعلا تحت حماية ركن ربك الشديد .. إحنا ملائكة وربنا بعتنا هنا عشان ننجيّك .. (وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ ) [ آية 33 : سورة العنكبوت ] ..
وننفذ العذاب على قومك ..(قالوا إنا مهلكو أهل هذه القرية إن أهلها كانوا ظالمين) .. [ آية 31 : سورة العنكبوت ]
أشار جبريل بـ إصبعه [ أو يُقال بـ جناحه] .. فإتعمى الناس من ورا الباب .. (وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَن ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ) .. [ آية 37 : سورة القمر]
إلتفتت باقي الملايكة لسيدنا لوط وقالوله خد أهلك وأخرج من البلد فوراً
ومحدش فيكم يلتفت ولا يبص ورا أبداً
هتسمعوا أصوات تهتز من فظاعتها الجبال , لكن إوعوا تلتفتوا والي هيلف وشه ناحية القرية بعد ماتطلعوا منها هيصيبه من العذاب زي الي هيصيبهم
تخيل مدى العذاب! .. عذاب بيصيب الشخص بمجرد النظر إليه!
ساعتها الملايكة بلّغت سيدنا لوط إن زوجته كافرة .. هي صحيح هتخرج معاه هو وأهله , لكنها كفرت وكانت من الغابرين , فـ هتلف وشها وهيصيبها زي الي هيصيبهم وبكده يتحقق العدل في إنها ماتهربش من العذاب رغم الكفر ..
(فأنجيناه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين) .. [آية 83 : سورة الأعراف] ..
الغابرين معناها الهالكين ..
[وفي تفسير تاني بيقول إنها ماخرجتش معاهم اصلا , يُذكر إن سيدنا لوط بعد ماعرف إنها من الهالكين ما قالهاش إنه هيخرج .. والسبب إنه جاله الأمر الربّاني في الآية (فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ) هنا فسرها بعض العلماء إن المقصود باللإستثناء هو إستثناء امرأتك من “فأسْرِ بأهلك” .. فـ بعد مراعاة قواعد اللغة والبلاغة والمُقدم والمؤخر .. هتبقى الجملة ” فأسر بأهلك إلا امرأتك”
بمعنى إن ربنا أمره ياخد أهله كلهم إلا زوجته
وفي الحالة دي بيفسروا كلمة “الغابرين” بـ الباقيين للهلاك .. يعني الي قعدوا في البلد ووقع عليهم العذاب .. فتكون هي من الغابرين الي ماخرجوش من البلد وفضلوا فيها وأصابهم العذاب]
سيدنا لوط سألهم هو العذاب هيحصل دلوقتي ؟! [ و في تفسير القرطبي وابن كثير مذكور انه سيدنا لوط إستعجل العذاب لقومه .. فالملائكة ردت عليه بإن معاد العذاب ربنا كتبه وحدده في صباح اليوم التالي , وصبّروه بإن الصباح مش بعيد] (إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ) .. [آية 81 : سورة هود]
[ لكن حتى تأخير العذاب ده كان فيه حكمة .. الظاهر إن دي كانت مهلة لسيدنا لوط مش لقومه .. مهلة للنبي هو وأهله عشان يبعدوا قدر المستطاع عن القرية قبل مايتحقق فيها العذاب]
فعلا فوراً وفي ظلمة الليل خرج هو وبناته[ وقد تكون زوجته خرجت معاهم ] , إبتدوا يمشوا بعيد لحد ما الصبح قرّب ..
_
الصبح إبتدا يطلع والعذاب إبتدا يحصل
جبريل بطرف جناحه إقتلع مدنهم السبعة ورفعها كلها لفووق في السما .. وبعدين قلَبهم مرة واحدة و رزعهم في الأرض .. فـ إتنكّست المدن [ التنكيس هو إنك تقلب الشيء فتخلي راسه تحت , والجزء الأسفل منه فوق]
أثناء ما كانوا بيتقلبوا كان في حجارة من جهنم بتتساقط عليهم من السما .. حجارة ناشفة قوية ومتتابعة , كان مكتوب عليها اسمائهم! من شدة خطأئهم وفظاعة كبائرهم ربنا خصص ليهم حجارة من جهنم بأساميهم! (مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ) .. [آية 34 : سورة الذاريات]
إستمر المطر وإستمر العذاب .. مات الجميع وإتنكّست المدن في الأرض
قعدت المدن تدخل جوا الارض لحد ما دخلت مقلوبة وإنفجر الماء فـ غطّاها تماماً ..
(إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزا من السماء بما كانوا يفسقون) .. [آية 34 : سورة العنكبوت ]
(فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود) .. [ آية 82 : سورة هود]
(فأخذتهم الصيحة مشرقين (73) فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل) .. [ سورة الحجر ]
والصيحة المقصود بيها هنا العذاب والهلاك , ويُقال كانت صاعقة كبيرة وأصوات عالية جدا جدا .. بس الصيحة دي كانت مجرد بداية للعذاب الأصعب الي واجهوه بعد كدا .. ومٌشرقين يعني عند شروق الشمس
_
كل ده كان سيدنا لوط وأهله سامعينه ,, سامعين أصوات مرعبة تخلي الي يسمعها يخاف حتى إنه يتخيّل بيحصل فيهم إيه
كلهم قاوموا نفسهم وما إلتفتوش وراهم , إلا زوجته إلتفتت فـ إنتهت في ثواني .. تآكل جسدها وتفتت زي مايكون فص ملح وداب
إنتهى العذاب وإنتهى القوم الظالمين أصحاب الفاحشة العظيمة , لكن العظة ما بتنتهيش .. ربنا خلّى مكانهم موجود من بعدهم عشان يبقى عبرة لغيرهم .. (ولقد تركنا منها آية بينة لقوم يعقلون ) .. [آية 35 : سورة العنكبوت] ( وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ (137) وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ) .. [سورة الصافات] يعني أهل مكة في أسفارهم للتجارة , كان منهم قوافل بتروح للشام , دول بقى كانوا بيعدّوا على المكان الي كان فيه قرية سدوم دي ذهاباً وإياباً , فربنا بيقولهم إعتبروا وإتعظوا دانتوا بتعدّوا على مكان العذاب صبح وليل..
ربنا أراد إننا نتفكّر .. كان بيوجّهنا إننا مانعديش القصة كده وخلاص , لازم نفهم هم حصلهم كده ليه , بيقولنا بصوا , لاحظوا , تفكّروا وإفهموا ..
(وأمطرنا عليهم مطرا فانظر كيف كان عاقبة المجرمين ) .. [ آية 84 : سورة الأعراف ]
(إن في ذلك لآيات للمتوسمين) .. [ آية 75 : سورة الحجر]
(إن في ذلك لآية للمؤمنين ) .. [ آية 77 : سورة الحجر ]
_
• العلماء بيقولوا إن مكان المدن السبعة بقى بحيرة غريبة كده ماؤها أجاج شديد الملوحة وكثافة الماء أعظم من كثافة مياه البحر المالحة
في البحيرة دي صخور معدنية ذائبة توحي بإن الحجارة اللي إتضرب بيها قوم لوط كانت شُهب مشتعلة [ يُقال إن البحيرة دي هي ” البحر الميت ” ! .. الي معروف عنه إن الحياة فيه معدومة لشدة ملوحته وكثافة مياهه]
• قصة سيدنا لوط إتذكرت في القرآن 14 مرة في 14 سورة [سورة الأنعام/ سورة الأعراف/ سورة هود/ سورة الحجر/ سورة الأنبياء/ سورة الحج/ سورة الشعراء/ سورة النمل/ سورة العنكبوت/ سورة الصافات/ سورة ص/ سورة ق/ سورة القمر/ وسورة التحريم ]
ربنا أراد انه ينبّهنا على الذنب العظيم الي إرتكبوه , ويحذّرنا ويكررلنا العذاب الي حصلهم فـ يوصلّنا العظة والعبرة , عشان نفهم كويس هما عملوا إيه فـ إستحقوا إيه ..
• ربنا مش بيحرّم علينا حاجة غير لمصلحتنا .. مش بيمنعنا من حاجة إلا ويكون فيها ضرر كبير لينا .. رغم إنه خالقنا وليه حرية التصرف فينا .. هو الوحيد اللي ليه حق المنع بدون أسباب , لكنه مابيستعملش الحق ده , وفي كل مرة بنكتشف إن المنع كان بأسباب وأسباب قوية جداً كمان ..
وعشان كدا إكتشفوا حديثاً أسباب منع الشذوذ المتمثلة في أضراره ..
من ناحية صحية أضرار الشذوذ كتير جدا .. خد عندك :
[العُقم / الإيدز / الزهري / السيلان / الهربس / مرض السويداء /إرتخاء عضلات المستقيم وتمزقه / التيفود والدوسنتاريا / خلل بالجهاز المناعي / المندثرة / سرطان الشرج / عدم التحكم في اخراج الفضلات مما يسبب التلوث وعدم الطهارة الدائم ]
وعن الصحة العامة فـ هو بيسبب لصاحبه ضيق في الصدر وخفقان في القلب وله تأثير على خلايا المخ, ده غير اضطرابات الحصر النفسي واضطراب دائم في النفسية والمزاجية ..
من ناحية إجتماعية , جريمة الشذوذ عند الرجل بتسبب عدم رغبة الرجل في المرأة وبالتالي إنقطاع النسل ومع مرور الزمن هيكون ده سبب كافي لفناء البشر.