الصراط المستقيم

قيام الليل ( 1 )

بقلم .ا.د/ نادية حجازى نعمانقيام الليل ( 1 ) 4

قال الحسنُ البَصري رَحِمهُ اللهِ : لم أجد في العبادةِ شيئاً أشدُ من الصلاةِ في جوف الليل فقيل له : ما بالُ المتهجدين أحسنَ الناسِ وجوهاً؟ فقال : لأنهم خَلَو بالرحمن فألبسهم من نوره وقال النبي (ص) عليكم بقيام الليل فإنه دَأْب الصالحين قبلكم وهو قربةً إلى ربكم ومغفرةً للسيئات ومنهاةً عن الإثم) وقال الله تعالى :” تتجافى جنوبُهم عن المضاجع ” وقال : “وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا” صدق الله العظيم وقال تعالى : ” وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا” 64 الفرقان وعن القيام والأسباب الميسرة لقيام الليل يجب أن نعرف أن احياء القلوب يتم بثلاثة وسائل:
1- شدة الخوف من الله
2- تدبر القرآن
3- قُيام الليل وهو نوع من العبادة لله التي خلقنا الله من أجلها فهو سبحانه وتعالى يقول في حديثٍ قُدْسي يا عبادي ما خلَقتكم لأستأنسَ بكم من وَحشة ولا لأستكثر بكم من قِلة ولا لأستعين بكم من وحدة على أمر قد عجزت عنه ولا لجلب منفعةٍ ولا لدفع مَضره وإنما خلقتكم لتعبدوني طويلاً وتذكروني كتيراً وتسبحوني بكرةً وأصيلاً.
إن قيام الليل هو دأب الصالحين، وتجارة المؤمنين، وعمل الفائزين، ففي الليل يخلو المؤمنون بربهم، ويتوجهون إلى خالقهم وبارئهم، فيشكون إليه أحوالهم، ويسألونه من فضله، فنفوسهم قائمة بين يدي خالقها، عاكفة على مناجاة بارئها، تتنسم من تلك النفحات، وتقتبس من أنوار تلك العبادات، وترغب وتتضرع إلى عظيم العطايا والهبات.
قيام الليل في القرآن
ذكر الله عز وجل المتهجدين فقال عنهم: “كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ” [ الذاريات:18.17] قال الحسن: كابدوا الليل، ومدّوا الصلاة إلي السحر، ثم
جلسوا في الدعاء والاستكانة والاستغفار.
وقال تعالى: “أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ” [الزمر:9] أي: هل يستوي من هذه صفته مع من نام ليله وضيع نفسه، غير عالم بوعد ربه ولا بوعيده؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.