كاتبة سعودية:اسرائيل ليست عدوة..سأزورها ولن أزور الفلسطينيين
بقلم / الدكتور محمد النجار
بعد أن صمتت الجهات الرسمية السعودية على زيارة المدون السعودي الى الكيان الصهيوني “اسرائيل” والذي ينشر اسمه حسابه بتويتر باللغة العبرية (محمد سعود – Mohammed Saud מוחמד סעוד) .
وفي الوقت الذي حاول بعض الإخوة السعوديين اصحاب النيات الحسنة نفي الخبر أو نفي أن يكون هذا الشخص سعوديا أصلا ، بل بالغوا في النفي ووصفوا الخبر بأنه مؤامرة من قطر وتركيا لتشويه السعودية خاصة بعد محاولته زيارة القدس القديمة و دخوله المسجد الاقصى وقد طارده المقدسيون حتى الأطفال منهم وبَصَقَوا على وجهه وأسمعوه وصفهم له بالخيانة وطردوه من المسجد الأقصى . ظهر سعود هذا على تويتر من الرياض ليعلن احتفاله بزيارة اسرائيل .
هذا الصمت الرسمي شجع كاتبة سعودية تدعى “سكينة المشيخص” في إعلان نيتها لزيارة الكيان الصهيوني ” اسرائيل” حسب البي بي سي عربي، وعدم زيارتها للفلسطينيين ، ووصف السلام مع اسرائيل بأنه مكسب للجميع، وزعمت بأنه: “لاتوجد عداوة بين إسرائيل والسعودية، وإن ما صوروه لنا في الذاكرة العربية بأن إسرائيل عدو، هذه العداوة لم أتلمسها على أرض الواقع، لا توجد مشكلة سياسية ما بين المملكة وإسرائيل، لدينا قطيعة سياسية بسبب تبني المملكة للقضية الفلسطينية، ولكن لا توجد لدينا مشكلة سياسية”.
وأضافت الكاتبة السعودية : “إسرائيل لم تطلق علينا حتى رصاصة، ولم تزرع خلية تجسسية في أراضينا، ولم تفعل كما فعلت إيران”.
وأستطردت قائلة : السلام مع إسرائيل ليس خسارة بل مكسب للجميع… وأعتقد أن فرصة السلام مع إسرائيل قريبة بإذن الله”.
والأغرب في حديثها أنها قالت : انها ستزور اسرائيل لكن لن تزور العرب الفلسطينيين.
وكأن تلك الكاتبة السعودية “سكينة المشيخص” تصف موقف السعودية الرسمي والديني بأنه كان خاطئا طوال السنوات السبعين الماضية منذ اغتصاب اليهود الصهاينة لارض فلسطين ومقدساتها ، كما أنها في هذا السياق تتهم السلطات السعودية بتلقين ابنائها المسلمين أباطيل تتمثل في اغتصاب اليهود لأرض فلسطين وأن قضية فلسطين هي القضية المحورية للسعودية والتي كان ملوك السعودية منذ الملك عبدالعزيز مرورا بكل الملوك وحتى الملك سلمان ، وقد آن الاوان لتصحيح موقف السعودية الخاطئ ، وإعادة تصحيح ذلك الموقف في نفوس ابناءها بأن اسرائيل هي صاحبة الحق في فلسطين وأن العرب والمسلمين ليس لهم أي حق في فلسطين ، وأن فلسطين أرض يهودية ،وأنه يحق لليهود قتل الفلسطينيين وإبادتهم من أجل تحرير كل ارض فلسطين لصالح اليهود .
الغريب في الأمر أن تلك الاصوات بدأت تتعالى وترتفع ، بل ويرتفع سقفها في الإعلام الاسرائيلي وسط صمت السلطات السعودية التي لم تُعارض هذا التوجه من الكتاب والصحفيين والذي كان يمكننا اعتباره توجها فرديا ، بل كأن هذا الصمت يعطي الضوء الأخضر لهؤلاء الذين يذبحون القضية الفلسطينية ويقطعونها من رأسها وجذورها ، كما يقطع الخط على المدافعين عن المملكة العربية السعودية بأنها لازالت تدعم قضايا المسلمين وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي اجتمع عليها علماء المسلمين بما فيهم العلماء السعوديين انفسهم طوال السبعين سنة السابقة ، كما أن هذا الصمت يؤيد بطلان الاصوات التي قالت بأن تلك شائعات مغرضة من قطر وتركيا
و الأغرب من ذلك هو الصمت الكامل من جانب علماء السعودية تجاه تلك الممارسات العلنية والتي تؤيد اتجاهات الكتاب السعوديين في الدفاع عن اسرائيل ، والدعوة للتطبيع معها وزيارتها بل والتحالف وتحقيق السلام معها لأنه مكسب للجميع كما قالت تلك الكاتبة “سكينة المشيخص” . وللتذكرة فقد شاعت اخبار منذ عدة سنوات بأن الشيخ محمد العريفي سيزور المسجد الأقصى وثارت وفتها الدنيا في السعودية ضده والآن يعلن أمثال محمد سعود وسكينة مشيخص وغيرهم دون أن يظهر صوت ولو خافت من هيئة كبار العلماء ومشايخ السعودية يعارضون فيه ذلك الاتجاه المحموم نحو اسرائيل التي هي العدو الحقيقي والمغتصب ارض المسلمين..
فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44) الاحقاف
والله المستعان وإليه يُرجع الأمر كله