السودان
كامل إدريس: السودان يعمل على مراجعة شاملة لملف سد النهضة

كتبت : د.هيام الإبس
أكد رئيس الوزراء السودانى كامل إدريس، أن حكومته ستجرى “دراسة معمقة ومراجعة تفصيلية” لملف سد النهضة الإثيوبى بالتنسيق مع كل من القاهرة وأديس أبابا، مشدداً على اهتمام السودان البالغ بقضية مياه النيل باعتبارها مسألة استراتيجية مرتبطة بالأمن القومى والتنمية جاءت تصريحات إدريس خلال مؤتمر صحفى عقده بمدينة بورتسودان شرق البلاد، عقب عودته من نيويورك حيث شارك فى أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأوضح أن حكومته تتابع عن كثب تطورات ملف سد النهضة ومياه النيل، وتعمل على تنسيق الجهود مع مصر وإثيوبيا “بما يحقق المصالح المشتركة ويضمن الاستخدام العادل للموارد المائية”.
وأشار رئيس الوزراء إلى عمق علاقات التعاون التى تربط السودان بالبلدين، مؤكداً أن المراجعة التفصيلية لملف السد ستضع فى الاعتبار التوازن بين مصالح الأطراف الثلاث، وأهمية الحفاظ على الاستقرار الإقليمى.
وتأتى تصريحات إدريس فى وقت يواجه فيه السودان فيضانات واسعة النطاق اجتاحت عدداً من الولايات نتيجة ارتفاع منسوب مياه النيل.
وقد تسببت هذه الفيضانات فى خسائر فادحة شملت غمر مساحات واسعة من الأراضى الزراعية والمنازل، وتضرر البنية التحتية، إضافة إلى نزوح مئات الأسر بعد أن غمرت المياه القرى والطرق الحيوية، وأدت إلى إغلاق جسور مهمة، مما أعاق حركة التنقل والإمدادات.
وحذرت السلطات السودانية من تفاقم الأوضاع مع استمرار هطول الأمطار الغزيرة وارتفاع منسوب النيل الأزرق، حيث وجهت نداءات عاجلة لفرق الإغاثة لتكثيف المساعدات للمتضررين، خاصة فى المناطق الريفية المعزولة.
ويأتى هذا فيما أثير جدل داخلى حول تأثير سد النهضة على فيضانات السودان، لاسيما بعد أسابيع من إعلان إثيوبيا اكتمال بناء السد، وهو ما نفته أديس أبابا بشكل قاطع، مؤكدةً أن الفيضان الحالى يعود لعوامل طبيعية مرتبطة بالأمطار الموسمية.
وفى المقابل، أصدرت وزارة الزراعة والرى السودانية تحذيراً باللون الأحمر بشأن احتمالية وقوع مزيد من الفيضانات على امتداد مجرى النيل، مؤكدة أن خمس ولايات سودانية من بينها العاصمة الخرطوم متأثرة بشكل مباشر بارتفاع مستويات المياه القادمة من النيلين الأزرق والأبيض.