كامل إدريس يكشف ملامح “حكومة الأمل المدنية” في خطاب تاريخي للشعب السوداني

كتبت: د. هيام الإبس
في خطاب تاريخي وجّهه إلى الشعب السوداني، كشف الدكتور كامل الطيب إدريس، رئيس الوزراء المكلف، عن ملامح وتفاصيل مشروع حكومته الجديدة التي حملت اسم “حكومة الأمل المدنية”، مؤكداً أنها ستكون بوابة عبور السودان نحو مرحلة جديدة من التعافي السياسي، والتنمية الشاملة، بعد سنوات الحرب والدمار.
22 وزارة ووحدات مستقلة لإعادة بناء الدولة
أعلن إدريس أن الحكومة ستتألف من 22 وزارة، إلى جانب وحدات إدارية مستقلة، مصممة بعناية لتحقيق الاستقرار، والنهوض بمقدرات الدولة، ووضع السودان على طريق السلام والعدالة والتنمية المتوازنة.
أولًا: الوزارات السيادية والاستراتيجية
-
الدفاع والداخلية: أولوية لاستعادة الأمن القومي والاستقرار.
-
الخارجية والتعاون الدولي: إطلاق دبلوماسية نشطة لبناء شراكات دولية فاعلة.
-
العدل: إصلاح شامل للمنظومة القضائية وترسيخ دولة القانون.
-
المالية: إدارة حكيمة للموارد ومكافحة الهدر وتحفيز النمو.
ثانيًا: وزارات التنمية الاقتصادية
-
الزراعة والري: تحويل الزراعة إلى قاطرة للاقتصاد الوطني.
-
الثروة الحيوانية والسمكية: الاستفادة من الثروات الطبيعية كموارد استراتيجية.
-
المعادن: تحقيق طفرة في قطاع التعدين (الذهب، النحاس، اليورانيوم).
-
الطاقة: التركيز على الطاقة المتجددة، ومنها الشمسية والنووية السلمية.
-
الصناعة والتجارة: تحفيز التصنيع المحلي وتوسيع الصادرات.
ثالثًا: وزارات الخدمات الاجتماعية
-
الصحة: بناء نظام صحي متكامل وعادل.
-
التعليم والبحث العلمي: إصلاح المناهج وربط التعليم بسوق العمل.
-
الشباب والرياضة: تمكين الشباب وإشراكهم في القرار الوطني.
-
البيئة والاستدامة: حماية الموارد الطبيعية ومكافحة التصحر.
رابعًا: وزارات التحول الرقمي والبنية التحتية
-
التحول الرقمي والاتصالات: مواكبة الذكاء الاصطناعي والتحول التكنولوجي.
-
البنى التحتية والنقل: إعادة إعمار ما دمرته الحرب وتحديث شبكات النقل.
خامسًا: وزارات الهوية والتماسك الاجتماعي
-
الثقافة والإعلام والسياحة: تعزيز الهوية السودانية والانفتاح الثقافي.
-
الشؤون الدينية والأوقاف: ترسيخ منهج الوسطية ومحاربة الفكر المتطرف.
وحدات إدارية مستقلة لتعزيز الحوكمة
-
هيئة النزاهة والشفافية: آلية لمحاربة الفساد ومراقبة الأداء الحكومي.
-
المجلس القومي للتخطيط الاقتصادي: لتحديد أولويات التنمية.
-
الجهاز القومي للاستثمار: لتيسير وجذب الاستثمارات الداخلية والخارجية.
مراجعة شاملة للهياكل الموازية
أكد إدريس عزمه على إعادة هيكلة الهيئات والمفوضيات غير الفعالة التي تستنزف الموارد، موضحاً أن الحكومة ستُبقي فقط على الحد الأدنى من هذه الكيانات، وبشروط زمنية واضحة، لمنع تضخم الهياكل الحكومية الموازية.
جذور الأزمة السودانية كما يراها إدريس
رأى الدكتور كامل إدريس أن أزمات السودان تعود إلى مجموعة من الأسباب المتداخلة، أبرزها:
-
غياب الشخص المناسب في المكان المناسب.
-
ضعف الإدارة العامة وغياب القيادة الرشيدة.
-
انعدام التنمية المتوازنة والعدالة في توزيع السلطة والثروة.
-
تفشي الفساد بأشكاله المختلفة.
-
غياب ثقافة قبول الآخر سياسيًا، طائفيًا، وجهويًا أو دينيًا.
كلمة رئيس الوزراء: حكومة كفاءات برؤية غير تقليدية
قال إدريس إن حكومة الأمل ستكون حكومة كفاءات مستقلة، تعمل وفق رؤية علمية وإنسانية تستهدف:
-
وقف الحرب وإحلال السلام.
-
إعادة بناء الاقتصاد على أسس الإنتاج الحقيقي.
-
تحقيق العدالة الاجتماعية، وتمكين الشباب والمرأة.
-
إصلاح الخدمات الأساسية وتحسين جودة الحياة.
التحديات المقبلة أمام الحكومة
-
تحقيق التوازن بين الضرورات الأمنية والتنمية الاقتصادية.
-
تعويض ما فُقد من وقت وموارد خلال سنوات الأزمة.
-
كسب ثقة الشعب والداعمين الدوليين.
رسالة الحكومة: الأمن والرفاه والكرامة
أكد الدكتور إدريس أن شعار الحكومة هو “الأمل”، وأن رسالتها تتجسد في بناء وطن آمن، عادل، مزدهر، يحفظ كرامة الإنسان السوداني، وينقله من محنة الحرب إلى أفق التنمية والسلام والنهضة الشاملة، قائلاً:
“الأمل ليس شعاراً، بل التزام ومسار سيادي لبناء سودان جديد، مدني، متقدم، ومزدهر.”