كان إمامًا في الزهد .. سيدًا في الورع
بقلم: د. شعبان عبد الظاهر
هكذا كنت يا سيدي إمامًا في الزهد سيدًا في الورع، كنت عزيز النفس عالي الهمة، كنت قابضًا على دينك وقافًا عند حدوده، كنت ناصحًا ودودًا في نصحك، أبًا رحيمًا وشيخًا وقورًا ومعلمًا متواضعًا، مت وما زلت حيًا في قلوبنًا، حيًا بعلمك بأخلاقك بوقارك بزهدك وبنقاءك، فإليك أقول:
ما مات من زرع الفضائل في الورى … بل عاش عمرًا ثانيًا تحت الثرى
فالعلم يحيي ميتًا ولربمـــــــــــــــا… مات الذي مـــــــــا زال يسمع أو يرى
ووفاءً مني لسيدي وأستاذي العالم الثبت الحجة الورع التقي النقي د. رمضان الشرنباصي فإني أقدم لكم ترجمته التي جاءت في رسالتي الدكتوراه التي تشرفت برئاسته رحمه الله للحكم عليها وهو شرف أظل حياتي أفخر به وإضافة علمية إلى الرسالة وإليكم الترجمة:
د. رمضان الشرنباصي: هو معالي الأستاذ الدكتور: رمضان علي السيد الشرنباصي، مفخرةُ الإسلامِ، وجوهرةُ العالمِ العربي، ذلكم الرجلُ الوقورُ، والبطلُ الجسورُ، الذي يصدقُ فيه بحقٍ وصفُ الحبيبِ المصطفى خيركم من ذكركم اللهَ رؤيتُه، وزاد في عملِكم منطقُه، وذكركم في الآخرةِ عملُه، ولد السيد الأستاذ الدكتور/ رمضان في الرابع عشر من شهر يناير لعام ألف وتسعمائة وأربعين من الميلاد، في برهيم التابعة لمركز منوف محافظة المنوفية.
وقد حصل سیادته على درجة الإجازة العالیة من كلیة الشریعة والقانون جامعة الأزهر عام 1966م بتقدير جيد جدًا مع مرتبة الشرف، ثم حصل على ماجستير في أصول الفقه عام 1969م، ثم حصل على دكتوراه في الفقه المقارن عام 1973م مع مرتبة الشرف الأولى من جامعة الأزهر، ثم عين سيادته معيدًا بكلية الشريعة والقانون ثم مدرسًا مساعدًا ثم مدرسًا بذات الكلية، ثم مدرسًا بقسم الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق جامعة المنصورة، ثم رئيسًا للقسم ثم وكيلًا للكلية لشئون التعليم والطلاب،
ثم انتقل سيادته إلى كلية الحقوق جامعة الإسكندرية، رئيسًا للقسم، ثم وعمل رحمه الله أستاذ متفرغ بقسم الشريعة الإسلامية، له العديد من المؤلفات والأبحاث والكتب القيمة الرصينة، منها: السكوت ودلالته على الشرعية؛ والمدخل لدراسة الفقه الإسلامي؛ وأحكام الأسرة في الشريعة الإسلامية؛ وأحكام الميراث في الشريعة الإسلامية، وأصول الفقه، وغيرها الكثير من الكتب والأبحاث، حتى ملأ علمه الأفاق وذاع صيته، واشتهر رحمه الله بغزارة علمه وتواضعه الجم وحسن خلقه، كما أشرف رحمة الله عليه على العديد من الرسائل العلمية، وحصل سيادته على العديد من الجوائز والأوسمة العلمية.
وأعير إلى كل من جامعة صنعاء والإمارات العربية، مدرسًا في جامعاتها، مبلغًا رسالة ربه، فقد حمل هم الإسلام ولا يجد مناسبة يوضح فيها سماحة الإسلام وعظمته إلا واستغلها، مرشدًا وموجهًا ومعلمًا، رحم الله الدكتور رمضان، وغفر له واسكنه فسيح جناته.
المصدر:
المعاملات التي تمثل تحايلا علي الربا تكييفها الفقهي وحكمها الشرعي دراسة فقهية مقارنة، د. شعبان عبد الظاهر صابر، ط١، مكتبة الوفاء القانونية، الاسكندرية- مصر، ٢٠٢٠م، ص٩٧ هامش رقم3.