احدث الاخبارفلسطين

كتائب القسام تعلن وقف عمليات تبادل الأسرى ردا على الانتهاكات الإسرائيلية

استياء قطري بسبب تعليمات نتنياهو لوفد التفاوض بعدم التطرق للمرة الثانية 

كتب – محمد السيد راشد

في مفاجأة غير متوقعة، أعلن الناطق باسم “كتائب القسام”، أبو عبيدة، مساء اليوم الاثنين، عن تأجيل تسليم الأسرى الإسرائيليين الذين كان من المقرر الإفراج عنهم السبت القادم، وذلك بسبب الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة.

بيان كتائب القسام

صرّح أبو عبيدة في بيان رسمي: “راقبت قيادة المقاومة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية انتهاكات العدو وعدم التزامه ببنود الاتفاق، حيث تم تأخير عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة، واستهدافهم بالقصف وإطلاق النار في مختلف المناطق، إضافة إلى عدم إدخال المواد الإغاثية بكافة أشكالها وفق ما تم الاتفاق عليه، بينما نفذت المقاومة كافة التزاماتها”.

وأضاف: “بناءً على ذلك، سيتم تأجيل تسليم الأسرى الصهاينة الذين كان من المقرر الإفراج عنهم يوم السبت القادم الموافق 15-02-2025، حتى إشعار آخر، ولحين التزام الاحتلال بتعويض استحقاق الأسابيع الماضية وبأثر رجعي. ونؤكد على التزامنا ببنود الاتفاق طالما التزم بها الاحتلال”.

تعثر المفاوضات حول المرحلة الثانية

تمتنع إسرائيل حتى الآن عن إجراء مفاوضات حول المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، والتي كان من المقرر أن تبدأ الاثنين الماضي. في المقابل، أرسل رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وفدًا إسرائيليًا منخفض المستوى إلى الدوحة، مع تعليمات بعدم التطرق للمرحلة الثانية من الاتفاق.

بحسب الاتفاق، يتعين على الجيش الإسرائيلي البدء في سحب قواته من محور فيلادلفيا في اليوم الـ42 من بدء سريان الاتفاق، والذي يصادف مطلع مارس المقبل، على أن يستمر ذلك لمدة ثمانية أيام، مما يعني الانتقال إلى المرحلة الثانية التي تتضمن وقف الحرب على غزة.

التداعيات السياسية داخل إسرائيل

يواجه نتنياهو معارضة داخلية حادة بشأن هذه الخطوة، إذ يخشى أن يؤدي وقف الحرب إلى انسحاب حزب “الصهيونية الدينية” بزعامة بتسلئيل سموتريتش، إضافة إلى حزب “عوتسما يهوديت” بزعامة إيتمار بن غفير، مما قد يسقط الحكومة بسبب فقدانها الأغلبية في الكنيست.

كتائب القسام تعلن وقف عمليات تبادل الأسرى ردا على الانتهاكات الإسرائيلية 2
نتنياهو يخضع لضغوط المتطرفين في حكومته

وللتعامل مع هذا المأزق، تجري مداولات داخل إسرائيل حول “اتفاق مرحلي” بدلاً من الانتقال المباشر من المرحلة الأولى إلى الثانية، بحيث يستمر تبادل الأسرى دون إعلان رسمي عن إنهاء الحرب. وأشارت صحيفة “معاريف” والقناة 12 إلى أن هذا الخيار قد يُعرف باسم “دُفعة رمضان”، ويهدف إلى تأجيل تصعيد الأوضاع مع حلول الشهر الفضيل.

استياء قطري من نتنياهو 

نقلت صحيفة “هآرتس” عن مصدر إسرائيلي أن قطر تشعر باستياء شديد من نهج نتنياهو وتصريحاته حول تهجير الفلسطينيين، خاصة بعد عدم إرسال وفد إسرائيلي رسمي إلى الدوحة لبدء المفاوضات. وأوضحت الصحيفة أن الدوحة نقلت رسائل غاضبة إلى إسرائيل، محذرة من أن السلوك الإسرائيلي يُعرّض استمرار إطلاق سراح الأسرى للخطر.

مطالب إسرائيل والمرحلة الثانية

وفقًا لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، يخطط نتنياهو لطرح مطالب إسرائيلية جديدة للمرحلة الثانية من الاتفاق، تشمل:

  • إبعاد قيادة حماس من غزة.
  • تفكيك الجناح العسكري “كتائب القسام”.
  • نزع سلاح المقاومة.
  • إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين.

وتشير الصحيفة إلى أن هذه المطالب قد تؤدي إلى إنهاء الحرب من جانب إسرائيل، إلا أن حماس من المتوقع أن ترفضها، مما قد يدفع إسرائيل إلى تمديد المرحلة الأولى لأطول مدة ممكنة لضمان إطلاق سراح المزيد من الأسرى.

سيناريوهات مستقبلية

وفقًا لمصادر أمنية إسرائيلية، فإن رفض حماس تمديد المرحلة الحالية قد يضع إسرائيل أمام خيارين صعبين: إما استئناف العمليات العسكرية في وقت لا يزال فيه 65 محتجزًا إسرائيليًا في الأسر، أو القبول بشروط حماس للانتقال إلى المرحلة الثانية.

في الوقت ذاته، صرّح وزير “الشتات الإسرائيلي”، عميحاي شكلي، أنه يعارض المرحلة الثانية من الصفقة، معتبرًا أنها “خطيرة وغير واقعية”، مشددًا على ضرورة استمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة.

تعنت اسرائيل 

تظل الأوضاع في غزة متوترة في ظل استمرار تعنت إسرائيل ورفضها للانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، مما يهدد بانهيار المفاوضات وعودة الأعمال العسكرية. في المقابل، تواصل المقاومة الفلسطينية تأكيد التزامها بالاتفاق شريطة التزام الاحتلال به.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.