أراء وقراءات

كتاب الوجه

بقلم الفنان / أمير وهيب 

رتبت لي الصدفة مرة أخرى مشاهدة برنامج من الستينيات اسمه ” أهل الفكر ” تقدمه المذيعة ليلى رستم في حوار مع ” فؤاد صروف ” و هو كاتب لبناني ولد سنة ١٩٠٠ تقلد عدة مناصب فكان رئيس مجلتي المقتطف والمختار وشغل منصب رئيس الجامعة الأمريكية في بيروت كما كان عضوا في العديد من الهيئات العالمية والثقافية في العالم العربي . ومن أبرز مؤلفاته فتوحات العالم الحديث ، الإنسان والكون ، العالم الحديث في المجتمع الحديث توفي سنة ١٩٨٥.

اتفق العديد من الباحثين أن فؤاد صروف كان من أوائل المحررين العلميين في الصحافة العربية ، حيث أنه أنجز أكثر من ٧٠٠ مقالة علمية في مختلف المواضيع. تطرق الحوار إلي أن ” فؤاد صروف ” هو من يقوم ب ” تعريب ” الكلمات الاجنبية و أسمائها المرتبط بالإختراعات الحديثة وكانت الكلمة محل الحوار هي Television باعتباره اختراع عجيب في هذا التوقيت و تعريبها ” تلفاز ” وكان يتحدث ببراعة الكاتب و العالم و مع ذلك لم يسلم من غلاسة ليلى رستم.

* الملاحظة المؤكدة أننا في مصر نعشق ” الكلام ” في نفس الموضوع ، نردده و نكرره ، سواء كان إنجاز أو مشكلة.

* *  في حالة تكرار الكلام عن الانجاز هو أمر مقبول ولكن الكلام عن المشكلة بهذا الشكل دون إيجاد حل هو كلام يدل على قصور ذهني و مع ذلك نتجنب الحل ونستمر في الكلام.

* لو كان فؤاد صروف ، في هذا التوقيت وفي هذا الحوار ، كان يبدو عليه الانشغال ب ” تعريب ” الكلمات الاجنبية ومن ٦٠ سنة لذلك يمكن الأخذ في الاعتبار أن عدد الكلمات قليل و اختراع ” التليفزيون ” تأثيره مذهل و الرجل كان يخفف من الصدمة على العرب ، إنما حاليا قائمة الكلمات طويلة جدا و تعريبها هو فعل غير صحيح ، لأن ” التعريب ” شئ و ” الترجمة ” شئ اخر.

* *  الجاهل الذي لا يعرف القراءة والكتابة يستخدم كلمة ” راديو ” و لن يستخدم ” مذياع ” ، و الاسماء لا تترجم الا في حالات التزوير والاحتيال لأنها يمكن أن تخدع.

* ولأن فعل الترجمة إلي اللغة العربية و إيجاد مرادف هو أمر مستحيل ، اذا لماذا الإصرار على التعريب في نفس توقيت استخدام المصطلحات بأسمائها ،ومن زمن مضى و على رأسها كلمة ” البنطلون  ” مرورا ب ” اللمبة ” وصولا الي ” لوجيستية ” و ” براجماتية ” و ” برلمانية ” و غيرها من القائمة الطويلة.

* * حتى في كلمة ” شيف مطبخ ” لا نستخدم كلمة ” طاهي ” و هو أمر غير مفهوم فعلا هل ” شيف ” لها شأن أكبر ؟؟

* لا يوجد مبرر للانشغال بهذه المشكلة لأنها ليست مشكلة أما اذا كان هناك شريحة من المثقفين تعتبرها مشكلة فانصح بعدم الانشغال بها على نطاق واسع عام ،والعمل على إيجاد حل في إطار من الكتمان وعدم التحدث فيها نهائيا إعلاميا لان الكلام في هذا الشأن هو تشتيت للذهن و إهدار الوقت.

* قائمة الكلمات والمصطلحات الأجنبية الجديدة و المرتبطة بأسماء اختراعات و مذاهب فكرية طويلة جدا و لا يمكن تعريبها و لا حتى استخدام الكلمة مترجمة.

* * من يمكن أن يتعامل مع الفيسبوك على أنه كتاب الوجه ؟؟؟

أمير وهيب 

فنان تشكيلي وكاتب ومفكر 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.