عايض العصيمي:الرؤى والمنامات بشارات للطائعين ونذر للعاصين
كتب – زهير بن جمعه الغزال
أكد الداعية الشيخ عايض بن محمد العصيمي مفسر الرؤى والأحلام المعروف أن الكلام في عالم الرؤى والمنامات وما يتعلق بهذا العلم من أحكام وقضايا وقصص وحكايات ومنامات كلام لا ينتهي أبداً من قبل الجم الغفير من الناس،وما ذاك إلا لأن تلك المنامات بشارات للطائعين، ونذر للعاصين،ولحب الناس واستشرافهم ولمعرفة ذاك المستقبل الذي يؤملون،وقد قال رسول الله ﷺ:«لم يبق من النبوة إلا المبشرات قالوا: وما المبشرات؟قال:الرؤيا الصالحة».رواه البخاري.
وأشار العصيمي إلى أنه منذ عصر البشرية والاهتمام بالرؤى والأحلام مـوجــود وملموس في حياتهم،فكانت تقض حتى مضاجع الجبابرة والملوك ناهيك عن غيرهم من عامة الناس،وما قصة ملك مصر في عهد يوسف عليه السلام التي غيرت مسار تاريخهم بخافية على الجميع.
وقال الشيخ عايض العصيمي في مقدمة كتابه”خلاصة الكلام في الرؤى والأحلام” الذي ظهر بحلة جديدة وطباعة أنيقة فاخرة “عدة طبعات”،ولاقت الرضا والقبول من المطلعين،قال:فأصل هذه المادة مقالات كتبتها في جريدة الجزيرة في ملحق «آفاق إسلامية»والتي يشرف عليها أخي الأستاذ الفاضل: سلمان بن محمد العُمري،وقد كانت مقالات أسبوعية في كل يوم جمعة،جمعت فيها أفكاري،وهذبت فيها مدادي، وقد عاشت معي هذه المقالات سنتين كاملتين عشت في أيامها وشهورها ولحظاتها، فأخذت جل وقتي،وكدح ذهني،أقلب وأجمع لأحبتي فيها الفوائد وكلام أهل العلم المعتبرين وتأصيله بمراجعه.
وأضاف : قد اختصرت وهذبت مقالاتي اختصاراً تناولت فيها ما يتعلق بالرؤى والمنامات من مسائل شرعية تأصيلية يكثر السؤال عنها من قبل الناس، وما يتعلق بالتعبير والتأويل وطرقه والمسائل المهمة والمفيدة في هذا الباب الجميل،وقد بلغت هذه المقالات مئة كاملة-ولله الحمد والفضل-إذ كانت الخمسون الأولى مسائل نظرية تأصيلية للرؤى والمنامات كالتعريف بالرؤيا والحلم وأضغاث الأحلام والفرق بينها،وآداب كل واحد منها وغيرها من المسائل المهمة في هذا الباب.
والخمسون الثانية تتعلق بتعبير الرؤى والمنامات وفن هذا العلم كطرق التعبير وشروط المعبر وآداب التعبير والمعبر،والمسائل المهمة المتعلقة بالتعبير والتفسير، ولقد اجتهدت أن أُجَمِّلَ واسْتَدِلَّ بما كتبت بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية ثم بأقوال العلماء المعتبرين من علماء الشريعة ومن أصحاب هذا الفن.
وقد ذيلت وكتبت بعد كل مقالة من المقالات وقفة أذكر فيها رؤيا قد عبرت ووقعت فزادت ما كتبت جمالاً ولله الحمد،قد حرص القراء على قراءتها من خلال ما وصلني من رسائل.
وشدد عايض العصيمي القول: لابد لنا جميعاً أن نعلم أن الكلام في الرؤى والمنامات هو كلام في مسائل شرعية علمية أولاها الإسلام العناية الخاصة بها في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة التي لا تخفى على ذي لب ودين، وقد جعل الرسول ﷺ الرؤيا الصادقة في آخر الزمان من علامات القيامة الصغرى،فقال عليه الصلاة والسلام:«إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب.رواه مسلم.
ولهذا كان ينبغي لطلبة العلم والعلماء أن يبينوا للناس حقيقة هذا العلم النفيس وما يتعلق به من آداب وأحكام وتعبير وتفسير وقضايا بارزة؛ وذلك لتعطش الناس لهذا العلم وجهلهم فيه،وحتى لا يدعوا مجالاً لغير الكفء أن يدخل هذا الميدان وهو لا يحسنه فيتلاعب بالناس وبعقولهم،كما نرى ذلك ونشاهده عياناً بياناً في مجتمعاتنا.