كمبالا.. عنف شديد وإصابة 34 لآجئًا سودانيًا داخل معسكر كيرياندونقو

كتبت : د.هيام الإبس
أصيب 34 لآجئًا سودانيًا على الأقل جراء هجوم عنيف بالسواطير والأسلحة البيضاء، نفذه عدد من لآجئى جنوب السودان، داخل معسكر كيرياندونقو الذى يبعد نحو 4 ساعات شمال العاصمة الأوغندية كمبالا، بينهم حالات فى حالة حرجة، وسط أجواء من الذعر والانهيار الأمنى.
وقال مختصون إنه لا تعرف حتى الآن أسباب هذه الاشتباكات التى شهدها المعسكر، حيث تنتمى غالبية المجموعة التى هاجمت المعسكر الى قبيلة “النوير”.
الهجوم امتداد لهجوم نفذه أكثر من 30 شخصاً من جنوب السودان
وقال نزار مصطفى إدريس، رئيس الجمعية الثقافية السودانية فى المعسكر، إن الاشتباكات تأتى امتدادًا لهجوم وقع قبل ثلاثة أيام نفذته مجموعة تُقدّر بأكثر من 30 شخصاً من جنوب السودان، استهدفت المعسكر ليلاً، وتم احتواء الموقف حينها.
وأكد أن المجموعة استخدمت فى هجوم الخميس أسلحة بيضاء، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الجرحى، تم نقل اثنين منهم إلى مستشفى “قولو” لتلقى العلاج، وأشار إلى أن الشرطة الأوغندية انسحبت فى بداية الأحداث بسبب تصاعد التوتر بين الطرفين.وفقاً لـ “سودان تربيون”
وانتقد إدريس تقاعس الجهات المعنية، من بينها مفوضية شؤون اللآجئين والمنظمات العاملة فى المعسكر، محذراً من تكرار هذه الحوادث نتيجة غياب التدخل الفاعل.
بيان من سفارة السودان
من جانبها، أعربت سفارة جمهورية السودان في العاصمة الأوغندية كمبالا عن قلقها العميق إزاء الأحداث التي شهدها معسكر اللاجئين السودانيين بمنطقة كرياندقو – بيالي مساء الخميس الموافق 10 يوليو 2025، والتى أسفرت عن إصابة عدد من المواطنين السودانيين بجروح متفاوتة.
إصابات وسط اللاجئين وإدانة للأحداث
وأكدت السفارة في بيان رسمى اليوم الجمعة 11 يوليو 2025، أنها تتابع تطورات الوضع في المعسكر عن كثب، مشيرةً إلى أن الأحداث التي وقعت أثرت بشكل مباشر على سلامة اللاجئين السودانيين المقيمين في المعسكر، دون أن تذكر تفاصيل دقيقة عن الأسباب التى أدت إلى اندلاع هذه الأحداث أو طبيعة الإصابات.
شكر وامتنان لحكومة وشعب أوغندا
وجددت سفارة السودان شكرها لجمهورية أوغندا، قيادةً وحكومةً وشعباً، على استضافتهم الكريمة للآجئين السودانيين على أراضيهم، مثمنةً الجهود التي تبذلها السلطات الأوغندية لضمان سلامة اللاجئين وتوفير ظروف إنسانية مناسبة لهم، رغم التحديات الأمنية والاجتماعية المحيطة.
ثقة فى التدخل الرسمى لمعالجة التوتر
وأعربت السفارة عن ثقتها الكاملة في أن السلطات المختصة في أوغندا ستقوم باتخاذ التدابير اللازمة التي من شأنها إعادة الأمن والاستقرار داخل المعسكر، مشددةً على أهمية التحقيق في الأسباب الكامنة وراء هذه الأحداث وتقديم الحلول التى تمنع تكرارها مستقبلاً.
تحركات دبلوماسية مكثفة لمعالجة الأسباب
وأوضح البيان أن السفارة السودانية في كمبالا تواصل اتصالاتها ولقاءاتها الرسمية مع المسؤولين في الحكومة الأوغندية، وذلك بهدف معالجة الدوافع التى أدت إلى اندلاع هذه الأحداث المؤسفة، مؤكدةً حرصها على إيجاد حلول عاجلة تُعيد الطمأنينة إلى نفوس اللآجئين وتضمن سلامتهم.
خلفية المعسكر وموقعه
يُذكر أن معسكر كرياندقو – بيالي يُعد من أكبر مراكز استقبال اللآجئين السودانيين فى جمهورية أوغندا، ويؤوي الآلاف ممن فروا من مناطق النزاع فى السودان، خاصة منذ اندلاع الأزمة المسلحة فى الخرطوم وولايات دارفور فى عام 2023، ويواجه سكانه ظروفاً معيشية صعبة تتطلب دعماً إنسانياً متواصلاً.
دعوات لضبط النفس والحوار
ودعا مراقبون المجتمع الدولى ومنظمات الإغاثة إلى لعب دور أكبر فى دعم الاستقرار داخل معسكرات اللآجئين، من خلال تعزيز برامج الحماية والتوعية، وتوفير الدعم النفسى والاجتماعى للآجئين، خاصة فى ظل التوترات التى قد تنشأ بين المكونات المختلفة داخل المعسكرات.
وتبقى الأوضاع فى كرياندقو تحت المراقبة وسط دعوات لضبط النفس وتغليب الحوار، فى انتظار نتائج التحقيقات التى وعدت بها السلطات المختصة.
النازحون إلى طويلة يواجهون الأسوأ.. الكوليرا والجوع والعراء
يشهد الوضع الإنسانى فى قرية طويلة بولاية شمال دارفور تدهوراً خطيراً ، فى ظل موجات نزوح متصاعدة من مدينة الفاشر ومعسكر زمزم، مع اقتراب فصل الأمطار وتفشى وباء الكوليرا، بحسب ما كشفه المجلس النرويجى للآجئين فى تقريره الصادر الجمعة 11 يوليو 2025.
379 ألف نازح فى ثلاثة أشهر
وقال المجلس إن قرية طويلة استقبلت ما يقارب 379 ألف نازح خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وسط ظروف قاسية ونقص حاد فى المواد الأساسية، ما جعلها تواجه أزمة إنسانية شاملة، خصوصاً مع تفاقم الأوضاع الصحية وضعف البنية التحتية.
وأشار المجلس إلى أن النازحين، الذين يُقدر عدد كبير منهم بنساء وأطفال، يفرّون من مدينة الفاشر ومعسكر زمزم سيراً على الأقدام لمسافة تصل إلى 60 كيلومتراً ، ما يعكس حجم المأساة التي يواجهها المدنيون جراء الحرب والحصار.
انهيار الخدمات وندرة الغذاء والماء
فى السياق ذاته، أكد المدير القطرى للمجلس النرويجى للآجئين فى السودان، شاشوات سراف، أن “الوضع فى طويلة ينهار”، مضيفاً أن “العائلات تعيش على الفتات وتنام فى العراء، وسط تفشى الكوليرا ونقص مياه الشرب والمراحيض، مع تدهور متواصل فى ظروف المعيشة اليومية”.
وأشار إلى أن اقتراب موسم الأمطار ينذر بكارثة إنسانية أكبر، حيث سيؤدى إلى تفاقم الوضع الصحى وتدهور البنية التحتية التى هى أصلاً شبه منهارة.
تقييم ميدانى يكشف حجم المأساة
وبحسب تقييم أجراه المجلس النرويجى فى يونيو 2025، فإن أربعة معسكرات جديدة فى منطقة طويلة تؤوى حالياً نحو 213 ألف شخص، ولا يتمتع سوى 10% من السكان بإمكانية وصول موثوقة إلى المياه، فيما يمتلك أقل من 10% من الأسر مراحيض خاصة بها.
وأكد التقرير أن معظم العائلات في المعسكرات تقتصر على وجبة واحدة أو أقل يومياً ، ما يعكس شبح المجاعة الذى يخيم على المشهد، مع وجود نقص كارثى فى الغذاء والفيتامينات والمكملات الغذائية، ما يهدد حياة الأطفال والحوامل وكبار السن.
غياب التعليم وضعف البنية الصحية
أشار التقرير أيضاً إلى وجود 11 مركزاً تعليمياً فقط يخدم جميع الأطفال فى المعسكرات، وهو عدد ضئيل جداً مقارنة بحجم الكثافة السكانية، مما يهدد بانقطاع جيل كامل من الأطفال عن التعليم.
وأوضح المجلس أن 39% من النساء فى المعسكرات هن إما حوامل أو مرضعات، و22% من الأسر تضم أفرادًا من ذوى الإعاقة، وهى أرقام تعكس مدى هشاشة الفئات المستضعفة وسط هذا الواقع المرير.
موجات نزوح غير مسبوقة
ومنذ أبريل الماضى، شهدت منطقة طويلة موجة نزوح غير مسبوقة، حيث فرّ نحو 782 ألف شخص من الفاشر ومعسكر زمزم، هرباً من العنف المتصاعد والحصار المطبق الذى فرضته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، مما أدى إلى شح المواد الغذائية وارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية بصورة خانقة.
حصار الفاشر وتأثيره على النزوح
فرضت قوات الدعم السريع حصارًا خانقًا على مدينة الفاشر، كبرى مدن إقليم دارفور، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية وقطع الإمدادات الحيوية، وقد دفع هذا الحصار آلاف السكان إلى الفرار باتجاه قرى مثل طويلة، فى مشهد ينذر بانفجار إنسانى وشيك ما لم يتم التدخل العاجل.
إثيوبيا تمدد تُجميد رحلاتها إلى بورتسودان
من جهة أخرى، مددت الخطوط الجوية الإثيوبية تعليق رحلاتها الجوية من وإلى مطار بورتسودان الدولى حتى 31 يوليو الجارى، وذلك بعد أن كانت قد أوقفت عملياتها فى مايو الماضى نتيجة للهجمات الجوية التى تعرضت لها مدينة بورتسودان.
خلفية قرار التعليق
كانت الخطوط الجوية الإثيوبية قد بدأت تشغيل رحلاتها إلى مطار بورتسودان الدولى فى منتصف أكتوبر من العام 2024، لكنها أصدرت قراراً بتعليق رحلاتها فى مطلع مايو الماضى عقب العدوان الذى شنته قوات الدعم السريع على المطار، مما أسفر عن توقف حركة الملاحة الجوية وتهديد أمن الطيران المدنى.
وجاء هذا القرار بعد أن شهدت بورتسودان تصعيداً عسكرياً أدى إلى إغلاق المطار وتعليق الرحلات الدولية، ما ألقى بظلاله على حركة السفر والتجارة فى المنطقة الشرقية من السودان.
الخطوط الإثيوبية.. التوسع فى بورتسودان كان استراتيجياً
وأكدت الخطوط الجوية الإثيوبية فى أكتوبر 2024 أن توسيع شبكتها لتشمل مدينة بورتسودان كان جزءاً من خطة استراتيجية تهدف إلى تعزيز الربط بين الدول الأفريقية ودعم التعاون الاقتصادى والسياحى الإقليمى.
وقالت الشركة حينها إن افتتاح هذا الخط الجديد يأتى لتوفير وسائل سفر مريحة وآمنة للمسافرين بين السودان وإثيوبيا، وربط مدينة بورتسودان الساحلية بشبكة وجهات الخطوط الجوية الإثيوبية الواسعة التى تمتد إلى عدة قارات.
وذكرت إذاعة فانا الإثيوبية أن الخط الجديد يسهم فى تسهيل الحركة التجارية ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية، خاصةً فى ظل الأهمية الجغرافية لبورتسودان الواقعة على البحر الأحمر.
انقطاع الرحلات يضاعف عزلة شرق السودان
أدى توقف الرحلات الجوية الإثيوبية من وإلى بورتسودان إلى مزيد من العزلة للمنطقة الشرقية، التى كانت تعتمد بشكل كبير على الربط الجوى لتأمين احتياجاتها من الخدمات والسفر الخارجى، لا سيما فى ظل توقف عدد من شركات الطيران الأخرى عن الهبوط فى مطار المدينة نتيجة تصاعد المخاطر الأمنية.
وكانت بورتسودان قد تحولت فى الأشهر الماضية إلى مقر بديل للحكومة السودانية بعد اندلاع النزاع فى العاصمة الخرطوم، مما جعل المطار يشكل نقطة استراتيجية حيوية للربط مع الخارج.
الخطوط الإثيوبية بين الأوائل فى التصنيف العالمى
فى سياق متصل، احتلت الخطوط الجوية الإثيوبية المرتبة 36 عالمياً فى تصنيف شركات الطيران، متقدمة على الخطوط الجوية الملكية المغربية التى جاءت فى المرتبة 55، بينما حلت الخطوط الجوية الجنوب أفريقية فى المرتبة 69.
ويأتى هذا التصنيف العالمى ليعكس المكانة المتنامية للخطوط الإثيوبية، والتى تُعد الأكبر فى القارة الأفريقية من حيث عدد المسافرين، وحجم الشبكة، وعدد الوجهات، وفقاً لتقارير الطيران المدنى.
آمال باستئناف الرحلات مع تحسن الأوضاع
فى ظل استمرار تعليق الرحلات، تتطلع السلطات المحلية والمواطنون فى بورتسودان إلى تحسن الأوضاع الأمنية بما يسمح بعودة الشركات الدولية، وفى مقدمتها الخطوط الإثيوبية، إلى تشغيل رحلاتها مجدداً.
وتعول الجهات الاقتصادية فى المدينة على عودة الرحلات الجوية كخطوة حاسمة لإنعاش التجارة والسياحة، خاصة مع اعتماد الميناء والمطار كمنافذ استراتيجية فى ظل استمرار الصراع المسلح فى أجزاء واسعة من البلاد.