اذا كان كورونا ظهر ((قاتلاً)) في القرن الواحد والعشرين في عام 2019م كنذير شؤم على البشرية ، وتسبب في اصابات اكثر من ((200)) الف شخص ، منهم أكثر من ((100))ألف في اوربا وحدها حتى تاريخ 19-03-2020 م، وقتل الالاف من البشر واصبح يهدد البشرية أجمع في كل مكان، ولم تنج من شره أي دولة حتى الدول الكبرى .
بينما ظهر كورونا في مصر في القرن العشرين ، منذ أكثر من مائة عام لكنه لم يكن بهذا الشر القاتل والنذير المشئوم ، وانما كان شيكولاته مصرية فاخرة يتناولها الشعب المصري ويصدرونها للدول العربية (حسب العربية نت).
مصر كانت جاذبة للأوربيين :
كانت مصر في القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين تتمتع بسمعة عالمية بموقعها المتميز واقتصادها القوي وآثارها العالمية ..وبهذه الميزات كانت مصر جاذبة للأوربيين من حيث الاقامة والعيش فيها او محاولات استعمارها واستغلال الطاقات البشرية والاقتصادية مثلما اصبحت الآن اوربا وامريكا جاذبة للمصرييين والعرب للسفر اليها والاقامة فيها نتيجة التخلف الاقتصادي والعلمي وسوء ادارة البلاد العربية رغم اقتصادياتها الهائلة .
وكانت علاقة اليونان بمصر متميزة تمتد بين حضارتين قديمتين ” الحضارة اليونانية والحضارة المصرية” واستوطنت اعدادا كبيرة من اليونانيين في مصر وكانت اكبر جالية يونانية في الاسكندرية. وكان من بين هؤلاء اليونانيين رجل يوناني اسمه ((تومي خريستو إيفن جيبور)) .
كورونا المصرية :
وكان “كورونا” اسماً لأول شيكولاته عرفها الشرق الاوسط حين صنعوها في مصر قبل ((100))عام، صنعها ذلك الرجل اليوناني ((تومي خريستو إيفن جيبور))الذي أسس شركته في القرن الماضي (القرن العشرين) عام 1919م أسماها (رويال لإنتاج الشيكولاته) بمدينة الاسماعيلية ثم انتقلت الى الاسكندرية وظلت عشرات السنين تنتج لمصر والعالم العربي .
مصريون ويونانيون في كورونا:
وكان يعمل في مصنع (كورونا) يونانيون ومصريون على حد سواء ، يبذلون طاقتهم ويبتكرون اشكالا وألوانا من الشيكولاته مما أدى الى ظهور اسم كورونا كمنتج شيكولاته مصري متميز حقق مكاسب مالية هائلة لصاحب تلك الشركة أمكنه من انشاء دار عرض للسينما ازدهرت كما كانت الحياة مزدهرة في مصر .
تأميم مصنع كورونا :
وحسب ((العربية نت)) لم يستمر ذلك الحال ، حيث تم تأميم الشركة بقرار من الزعيم المصري جمال عبدالناصر عام(1963م)، ولم يتحمل صاحبه (خريستو) خسارة مصنعه الذي بذل فيه جهده وحياته ، فقرر الرحيل من مصر الى سويسرا ، ولم يعد الى مصر وتم تحويل منزل صاحب الشركة الى مقر تابع للأمن.
أما شقيقه (ديمي)، فقد مات حزنا على ضياع الحلم الذي صنعه بيديه هو وشقيقه (خريستو) ، وقد أوصى بدفنه في الاسكندرية.
خصخصة الشركة وبيعها :
وفي ظل ما أسموه بالإصلاحات الاقتصادية ، تخلت الدولة عن شركاتها و مصانعها الوطنية والسير بعكس مسار ثورة يوليو التي أممت الشركات والمصانع الخاصة في الخمسينات عند بداية الثورة ، فقامت الحكومة المصرية بخصخصة المصانع والشركات التي تملكها الدولة وبيعها للمستثمرين وإعادتها للقطاع الخاص ومن ضمنها شركة كورونا التي تم بيعها عام ((2000م)) الى ” مجموعة شركات سونيد” التي يمتلكها المهندس سامي سعد ، والتي مازالت تنتج الشيكولاته حتى الان باسم (((كورونا))).
ويرى البعض ان خصخصة القطاع العام لم تكن في صالح الاقتصاد المصري بما شابها من شوائب وكان ينبغي الحفاظ عليها مع اصلاح مسارها لتكون سندا للاقتصاد المصري.
اللهم وفق كل من يصلح ويعمل لصالح وطنه وشعبه ودينه.. د.محمد النجار 20-03-2020م الجمعة 25رجب1441هـ