كيانات سياسية ومسلحة توقع مع الدعم السريع على الميثاق السياسي للحكومة الموازية في السودان
كتبت: د. هيام الإبس
في خطوة مثيرة للجدل، وقعت كيانات سياسية ومسلحة، إلى جانب “قوات الدعم السريع”، مساء أمس السبت، ميثاقًا تأسيسيًا لتشكيل حكومة موازية في السودان. جرت مراسم التوقيع في العاصمة الكينية نيروبي، وسط إجراءات أمنية مشددة وتعتيم إعلامي، ما يثير تساؤلات حول تداعيات هذه الخطوة على المشهد السياسي في السودان.
توقيع الميثاق وسط إجراءات أمنية مشددة
أكد مصدر مقرب من منظمي المراسم، وفقًا لـ”وكالة الصحافة الفرنسية”، أن التوقيع تم بنجاح، حيث وافق المشاركون على الميثاق الذي يمهِّد الطريق أمام تشكيل “حكومة سلام ووحدة” في المناطق التي تسيطر عليها “قوات الدعم السريع” داخل السودان.
“تحالف السودان التأسيسي” وتشكيل حكومة موازية
أعلنت المجموعات المشاركة في الإطار السياسي الجديد عن نفسها تحت اسم “تحالف السودان التأسيسي”، وهو تحالف يسعى إلى تكوين “حكومة السلام والوحدة”، التي يُتوقع أن يتم إعلانها من الخرطوم، وفقًا لتصريحات سابقة للمشاركين.
وشمل التوقيع على الميثاق شخصيات بارزة، من بينهم:
- فضل الله برمة ناصر – رئيس حزب الأمة القومي
- عبد الرحيم دقلو – قائد قوات الدعم السريع
- جوزيف توكا – نائب رئيس الحركة الشعبية – شمال
- محمد حسن التعايشي – عضو مجلس السيادة السابق
- علاء الدين نقد – ممثل تنسيقية النقابات والمهنيين
- أسامة سعيد – ممثل مؤتمر البجا المعارض
- مبروك مبارك سليم – ممثل حزب الأسود الحرة
- أبو القاسم إمام – رئيس حركة تحرير السودان – الثورة الثانية
كما ضم التحالف عدة فصائل من تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (“تقدُّم” سابقًا)، التي انقسمت بعد خلافات داخلية، إضافةً إلى حركة العدل والمساواة (جناح سليمان صندل)، تجمع قوى تحرير السودان بقيادة الطاهر حجر، وحركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي بقيادة الهادي إدريس، وعدد من القوى السياسية والمدنية الأخرى.
فصل الدين عن الدولة وتأسيس جيش جديد
جاء في الميثاق الموقع أن الحكومة الموازية ستعمل على تأسيس دولة علمانية ديمقراطية لا مركزية، تقوم على مبادئ الحرية والمساواة والعدالة، دون انحياز لأي هوية ثقافية أو عرقية أو دينية.
كما تضمن الميثاق الدعوة إلى إنشاء جيش وطني جديد موحد ومهني، يعكس التنوع والتعددية داخل السودان، وذلك استجابةً لمطالب القوى السياسية والمسلحة المتحالفة مع “الدعم السريع”.
أهداف الحكومة الموازية
وفقًا للميثاق، تهدف الحكومة المرتقبة إلى:
- إنهاء الحرب في السودان
- ضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق
- الحفاظ على وحدة البلاد في ظل الأوضاع الحالية
السياق العام للحرب في السودان
منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 بين الجيش السوداني و”قوات الدعم السريع”، تعرض السودان لأكبر أزمة إنسانية في العالم، حيث أسفرت المواجهات عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 12 مليون شخص.
المشهد السياسي
يعد توقيع هذا الميثاق خطوة حاسمة نحو إعادة تشكيل المشهد السياسي في السودان، لكنه في الوقت ذاته يثير تساؤلات حول مدى تأثيره على الأزمة المستمرة في البلاد، ورد فعل الأطراف المحلية والدولية على الحكومة الموازية المزمع تشكيلها.
