أراء وقراءاتالمجتمعمصر

كيفية الوقاية من أمرض القلب والأوعية الدموية ..بقلم : الدكتور أشرف عبد العزيز

 

يعد مرض القلب والأوعية الدموية من أكثر الأمراض المسببة للوفاة في كل بلدان العالم منذ عام 1950. نسبة إصابة الرجال بهذا المرض تكون مرتفعة عن النساء. مرض القلب والأوعية الدموية يمكن تفاديها من خلال نمط الحياة السليمة والذي يبدأ عن طريق غذاء سليم.

ما هي أمراض القلب والأوعية الدموية:

يشمل ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع مستوى الكولسترول، تصلب الشرايين Atherosclerosis ، الجلطة القلبيةHeart Infarction ، الذبحة الصدريةAngina Pectoris ، السكتة الدماغيةStroke .

القلب يضخ الدم إلي باقي أعضاء جسم الإنسان عبر الشرايين لتزويدها بالأكسجين، ويتم تزويد الدم بالأكسجين من خلال الدم الذي يصله من الشرايين التاجية. وهناك عدة أشكال وأنواع لأمراض القلب. ينتج تصلب الشرايين عادة عن زيادة في نسبة ترسيب الدهنيات في الشرايين التي تسبب مع الوقت الانسداد والتصلب. والجلطة  القلبية تحدث حينما يسد احد الشرايين التاجية بجلطة (خثرة)، فلا يسمح للدم بالمرور عبره، فيتلف جزء من عضلة القلب. ويحدث هذا التخثر في منطقة الشرايين المصابة بالتصلب، وفي مكان متضيق من الشرايين التاجية. وقد يحدث في بعض الحالات نتيجة انقباض في احد هذه الشرايين. أما الذبحة الصدرية فهي تنتج من نقص مؤقت في تغذية القلب بالدم نتيجة قلة كمية الدم الوارد إليه بسبب ضيق الشرايين التاجية، أو قد تكون نتيجة بعض حالات تضخم القلب، أو لضيق شديد في صمامات القلب، مما يؤدى إلي حرمان القلب من الحصول علي كفايته من الدم اللازم لتغذيته. وتحدث هذه الحالة آلاما عند منطقة الصدر عادة خلال الجهد، وتزول عندما يتوقف المريض عن الجهد. في حين أن السكتة الدماغية ينتج عن انسداد احد الشرايين المغذية للمخ، مما يؤدى إلي انقطاع الغذاء والأكسجين عن جزء من المخ الذي يغذيه هذا الشريان فتحدث السكتة الدماغية.

العوامل المسببة لأمراض القلب والشرايين الناتجة عن الغذاء:

1-    الوزن الزائد والسمنة.           2- ارتفاع ضغط الدم.

3- زيادة نسبة الدهنيات في الدم (كولسترول وجلسريدات ثلاثية).                   4- مرض السكر.

العوامل الأخرى:

1-    التدخين.            2- قلة الرياضة.

3     – الوراثة.          4- الانفعال العصبي.

 

العلاقة بين المتناول من الدهون والصحة

عند تناول الإنسان كمية قليلة من الدهون أقل من 20% من مجموع الطاقة الكلية) وعند زيادة كمية الكربوهيدرات المأخوذة أكبر من 65% من الطاقة، تزداد خطورة عدم كفاية المأخوذ من فيتامين هـ ، و حامض اللينوليك، وحامض اللينولينيك وهذا سوف يؤدى إلى حدوث تغيرات عكسية في كولسترول الليبوبروتينات عالية الكثافة HDL وأيضا الجليسريدات الثلاثية.

إن الحد الأدنى للمأخوذ من الدهون حددت (20% من السعرات الحرارية الكلية) لأن تركيز الجليسريدات الثلاثية في مصل الدم يزداد وأن تركيز كولسترول الليبوبروتينات عالية الكثافة يتناقص وذلك عند تناقص المأخوذ من الدهون وزيادة المأخوذ من الكربوهيدرات ، وبمرور الوقت تزداد خطورة أمراض القلب التاجية. علاوة على تلك المخاطر فانه لا يمكن الحصول على الكميات الموصى بها لعدد من المغذيات عند حصول الإنسان على كمية دهون أقل من 20% من مجموع السعرات الكلية المأخوذة.

زيادة المأخوذ من الدهون أكثر من ( 35 % من الطاقة الكلية) تزداد خطورة الإصابة بالسمنة (البدانة) وأيضا أمراض القلب، هذا يكون راجعا إلي أن زيادة المأخوذ من الدهون عن 35% من الطاقة الكلية يرتبط بزيادة السعرات وأيضا الأحماض الدهنية المشبعة.

إن الحد الأعلى من المأخوذ من الدهون يرتبط بكمية الأحماض الدهنية المشبعة الموجودة بالغذاء الذي يمد بأكثر من 35% من السعرات من الدهون. الاختبارات العملية والجهود المبذولة في هذا الصدد أشارت إلى أن قلب الإنسان يتأثر عند تناوله أكثر من 35% من السعرات الكلية في صورة دهون، لان هذه النسبة سوف تؤدى إلي زيادة الأحماض الدهنية المشبعة بشكل غير مقبول. ولان الأحماض الدهنية المشبعة موجودة في كل الدهون فان المأخوذ العالي من الدهون يرتبط بزيادة تلك الأحماض.

وتوصى هيئات الصحة العالمية بنسبة الدهون الكلية المأخوذة التي تتراوح بين (20 – 35% من السعرات الكلية) للبالغين، كذلك توصى أيضا بنسبة (25 – 35%) للأطفال ما بين عمر (4 إلي 18 عام)، في حين أن النسبة المأخوذة من الدهون للأطفال ما بين (2 إلى 3 سنوات) تتراوح ما بين (30 إلي 35% من الطاقة الكلية).

يجب أن نعلم:

1-    الوجبات الغذائية المحتوية علي أكثر من 35% من مجموع السعرات الكلية دهون ربما تؤدى إلي زيادة خطورة تلك السعرات العالية ومن بينها بعض أمراض السرطان مثل سرطان الثدي Breast Cancer وأيضا سرطان القولون      Colorectal Cancer  .

2-    الوجبات الغذائية المحتوية علي أكثر من 35% من مجموع السعرات الكلية ربما تؤدى إلي حدوث مرض السكر كما أقرته كثيرا من الدراسات البيئية التي أجريت في كثير من المعاهد الطبية، لان هذا يرتبط بعوامل أخرى علي سبيل المثال السمنة أو (البدانة).

نصائح غذائية لمرضى القلب وارتفاع مستوى كولسترول الدم.

1-    تجنب تناول وجبات طعام كبيرة الحجم بطيئة الهضم لأنها تتطلب وفرة من الدم للجهاز الهضمي فيزداد العبء الواقع علي قلبك، وقد تسبب شراهتك في الطعام شعورك بحالة ضيق في التنفس نتيجة ضغط معدتك الممتلئة علي الحجاب الحاجز.

2-    عند شعورك بضيق في التنفس أو بأعراض الذبحة الصدرية اجعل وجبات طعامك خفيفة في مكوناتها وصغيرة الحجم وسهلة الهضم وتناول وجبة عشائك قبل وقت كافي من نومك (قبل النوم بساعتين).

3-    استبعد الأغذية الغنية بالكولسترول كالدهون الحيوانية والسمن الحيواني والزبد والقشدة وصفار البيض ولحم الأعضاء كالمخ والكبد واللسان والكلاوى.

4-    قلل من تناول مرق اللحم والدجاج لارتفاع محتواهم من الكولسترول.

5-    يمكن أن تتناول اللحم الأحمر قليل الدهن كلحم العجل، مرتين أو ثلاث مرات أسبوعيا.

6-    انزع الجلد من الدجاج قبل الطهي، إذ أن أكثر الدهون تتركز فيه، وعند الطهي تنتقل هذه الدهون إلى لحم الدجاج أو المرق.

7-    في حالة استهلاك الحليب ومشتقاته يجب اختيار الأنواع الخالية أو قليلة الدسم. إن الجبن الأصفر تحتوى علي نسبة دهون أكثر من الجبن الأبيض.

8-    أصبح مسموحا استهلاك البيض مرتين أسبوعيا حتى ولو كنت تشكو من نسبة كولسترول مرتفعة في الدم حيث أشارت الأبحاث الحديثة بأن نسبة الكولسترول الموجود بالبيض ليس من النوع الضار.

9-    امتنع عن تناول المأكولات المحمرة (المقلية) لأنها تحتوى علي كميات كبيرة من الزيوت التي علي الرغم من عدم احتوائها علي الكولسترول، فإنها تزيد من نسبة الدهون الأخرى بالدم.

10-  استعمل الزيوت النباتية بأنواعها المستخرجة من الذرة أو الزيتون أو عباد الشمس أو بذرة القطن كمصدر للأحماض الدهنية غير المشبعة لجسمك في تحضير طعامك بدلا من الزيوت المهدرجة المعروفة تجاريا بالسمن الصناعي الغنية بالأحماض الدهنية المشبعة التي يستطيع الجسم تكوينها دون الحاجة إلي الحصول عليها في صورة دهون غذائية.

11-  قلل من تناول المشروبات المحتوية علي الكافيين كالشاي والقهوة لاعتقاد بعض العلماء بعلاقة ارتفاع كولسترول الدم نتيجة الإكثار منها.

12-  تناول الأسماك مرتين أو ثلاثة مرات أسبوعيا للاستفادة من التأثيرات المفيدة لزيوتها  المحتوية علي أحماض دهنية غير المشبعة من نوع 3ɷ والتي تعمل علي خفض مستوى دهون الدم والكولسترول.

13-  أكثر من استعمال البصل والثوم في صورتهما الطازجة في طعامك وخاصة في طبق السلطة الخضراء لتأثيراتهما المفيدة في تقليل مستويات دهون الدم والكولسترول.

14-  تناول القليل من المكسرات (لوز – بندق – عين جمل ) 50 جم أسبوعيا حيث أنها تحتوى علي دهون غير مشبعة وبعض العناصر الأخرى الهامة لتقليل مستوى الكولسترول بالدم.

15-  تجنب تناول الأغذية المملحة كالمخللات والمكسرات المملحة والأسماك المملحة كالرنجة والفسيخ.

16-  استبعد عن طعامك الأغذية المسببة لإنتاج أحجام كبيرة من الغازات داخل الأمعاء كالكرنب والقرنبيط والفجل والكرات والجرجير لان التجمع الكبير من الغازات داخل أمعائك قد تدفع الحجاب الحاجز في صدرك للأعلى ومن ثم شعورك بضيق في التنفس.

17-  في حالات الشكوى من الغازات التي توجد بالبطن استعمل في علاجها منقوع بعض الأعشاب كالينسون والشمر والكراوية أو إضافة الكمون والكزبرة أو تناول خضروات ورقية كالنعناع والشبت والكزبرة الخضراء في طبق السلطة، فقد أثبتت الأبحاث أهميتها في تخفيف تلك الغازات وتقليل مستوى الكولسترول في الدم.

18-  لا تكثر من تناول السكر والحلوى لان السكر يتحول داخل الجسم إلي دهون تترسب في الأوعية الدموية وأنسجة الجسم.

19-  أكثر من تناول الأغذية الغنية بالألياف كالخضروات الورقية والحبوب بقشورها واستعمال الخبز الأسمر، هذا لاحتوائهم علي ألياف هامة ومفيدة للوقاية من أمراض القلب وتقليل مستوى الكولسترول.

20-  إذا كنت زائد الوزن أو بدينا قلل وزنك بشكل تدريجي إلي مستواه الطبيعي بإتباعك نظام غذائي متزن.

21-  تجنب التعرض للقلق والضغوط النفسية في حياتك اليومية تفاديا لتأثيراتهما الضارة علي صحتك.

22-  تجنب تناول الأدوية التي تسبب ارتفاع مستوى دهون الدم مثل حبوب منع الحمل والمركبات مدرة للبول أو العلاج بهرمونات الأستروجين دون استشارة الطبيب.

23-  ينصح الأطباء أحيانا عند ارتفاع دهون الدم تناول المريض المستحضرات الدوائية لفيتامين النياسين وهو احد أفراد فيتامين (ب) لتقليل مستوى الدهون في الدم.

24-  علاج الأمراض التي تزيد فرص ارتفاع دهون الدم مثل مرض السكر والقصور الكلوي المزمن وحالات الانسداد الصفراوي وحالة انخفاض الغدة الدرقية.

25-  التوقف عن التدخين لان النيكوتين يرفع مستوى البروتينات الدهنية من نوع ألفا وبيتا في الدم.

26-  مارس الرياضة البدنية بانتظام لفائدتها في تقليل فرص ارتفاع الكولسترول في الدم.

ا.د اشرف عبد العزيز عبد المجيد
استاذ التغذية جامعة حلوان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.