كيف المخرج؟!
كيف المخرج؟!
هذا الكلام أظنه واجب الوقت الآن، وودت لو أنه كان وردا يتواصى به الناس ويتناقلوه…
في زمن الشبهات المزلزلة هذا، والشهوات المقلقة، وتغول الرأسمالية الفتاكة وعنف التغريب، فإنه مما يخيف حقا، أن أولادنا وهذه الاجيال المسكينة لا تكاد تسمع دينا، لا يسمعون قال الله وقال رسوله إلا لماما!
هذا الكم الهائل من ظلمات الجهل والخبث والرذيلة والتشوهات يصب في آذانهم على مدار الساعة، أفلام، مسلسلات، أغاني، مهرجانات، كم هائل من الشبهات والشهوات امتلأت به السماوات المفتوحة إضافة للحياة المعاشة، هذا كله في غياب كامل أو شبه كامل عن سماع الدين- الوحي-.
وهذا وايم الله منذر بخطر وبيل وشر مستطير…
أيها الأخوة: أكثروا من تذكير أبنائكم بقال الله وقال الرسول، املأوا هواتفهم بالمقاطع والعظات الهادفة، والقراءات المميزة…
يا جماعة الخير: أدركوا أولادكم قبل أن يلتهمهم ذاك الثعبان الفتاك…
اجعلوا للقرآن قراءة وحفظا وتعلما وتعليما وعملا وتدبرا نصيبا وافرا من يومهم وليلتهم…
أعيدوا أولادكم إلى حلق القرآن، اجعل للقرآن حصة يومية، فهو- والله- أهم من علوم الدنيا أجمع، القرآن أهم وفوق الفيزياء والكيمياء والرياضيات وسائر علوم البشر..
يا جماعة الخير، فساد أبنائكم وظلمة قلوبهم وتشتتهم، كل ذلك لن يبدده إلا نور الوحي….
نجاتكم وإصلاح بالكم وصدقتكم الجارية استثمروها في أولادكم؛ بتقريبهم من الوحي، فهو والله حائط الصد العظيم والحصانة الأكيدة ضد كل انحراف….
على بوابة القرآن العظيم تتحطم سهام الشبهات والشهوات، فلا تتركوهم يواجهوا تلك النيران المستعرة دون حصن من الوحي منيع…
وقت نزول الوحي: هو تلك اللحظة الفارقة التي اتصلت بها الأرض بالسماء، فهدى بعد ضلال، وأنار بعد إظلام، وشفى بعد مرض، وعلم بعد جهالة عظيمة..
ولحظات الانقطاع عن السماء؛ هي لحظات تراكم الظلمات وغشيان الجهالات وفشو الأمراض وتشتت النفوس وأنين الأرواح..
خلاصة القول؛ وحقيقة الحقائق أن المصلحين الحقيقيين في الحضارة الإسلامية التي هي أعظم وأرسخ حضارة عرفتها البشرية، لم يكونوا بمعزل عن القرآن وعلومه…
فالوحي سبيل نجاة وإفاقة حقيقية من تلك العثرات المتتابعة…
أجزم بلا أدنى ريب أن الوحي هو المخرج والنجاة، فأعيدوا البوصلة إلى وجهتها الصحيحة إن أردتم نجاة حقيقية ومخرجا أكيدا…
والله وحده الموفق والهادي إلى سواء الصراط، وهو جواد كريم، بر رحيم.
والحمد لله في الأولى والآخرة…
مختارة من صفحة الدكتور محمد سرور النجار على فيس بوك.