بقلم / رمضان النجار
قبل الخوض فى كيفية أن تصبح مصر دولة إقتصادية كبرى يجب أن نعرف أولا ماهى الدول الإقتصادية الكبرى التى تتحكم حاليا فى إقتصاد العالم ؟، وما هو السبب فى أن تصبح هذه الدول دولا إقتصادية كبرى يحصل مواطنيها على أعلى دخول للفرد فى العالم وهذه الدول هى الولايات المتحدة الأمريكية والصين واليابان وكوريا الجنوبية وألمانيا وفرنسا وروسيا .
كيف أصبحت هذه الدول دولا إقتصادية كبرى
لم تكن هذه الدول التى ذكرتها تنعم بالإستقرار بل خاضت حروبا كثيرة أثرت عليها وعلى إقتصادها .ومات الملايين من هذه الدول بسبب الحروب والصراع من أجل البقاء . ولم تكن هناك إكتشافات نفطيه كانت سببا فى الرخاء كدول الخليج. بل كان السبب الأول فى تقدم هذه الدول إقتصاديا هو رغبة الشعب نفسه فى التقدم والخروج من أزماته والصبر والثبات من أجل تحقيق الأهداف التى سعت تلك الدول لتحقيقها.
فعلى سبيل المثال دولة كالصين وبعد إحتلال بريطانيا لها فترة من الزمن أغرقت فيها الصين بالأفيون حتى أصبح الشباب فيها عاجزون عن العمل، وبعد احتلالها فترة من اليابان ، تحررت الصين وضرب الشعب الصينى أروع الأمثلة فى الكفاح من أجل دولتهم وقاموا بزراعة كل شبر فى الصين وفتحوا المصانع وتوغلوا فى العالم كله يبحثون عن إحتياجات كل دولة ليصنعوا لها إحتياجاتها بأقل التكاليف لم يبالغوا فى أسعار منتجاتهم بل دخلوا كل أسواق العالم بكل ماهو جديد ورخيص يكون فى متناول الجميع,
قامت الصين بالغزو الإقتصادى للعالم كله عن طريق التحكم فى المواد الخام التى تشتريها من كل دول العالم حتى جلد الطيور والحيوانات حتى أصبحت الصين تتحكم فى ثلث إقتصاد العالم وحدها ولاتوجد دولة فى العالم ليست مدينة للصين حتى الولايات المتحدة الأمريكية نفسها مدينة للصين بأكثر من تريليون دولار . أصبح الشعب الصينى يشارك كله فى تقدم الصين إقتصاديا ولم يكن هناك من مواطنيها من يقوم بإعاقتها إقتصاديا أو أن يكون سببا فى تراجع الإقتصاد فيها بل ساهم كل افراد الشعب فى دعم الإقتصاد الصينى .
ماذا فعل الشعب المصرى والحكومة المصرية خلال السنوات الماضية
بعدالشرح السابق عن كيفية ظهور الصين كدولة إقتصادية كبرى بسبب دعم مواطنيها ومشاركتهم فى تقدم الصين إقتصاديا. أشرح لكم كيف وصلت مصر لهذا الحال من التدنى إقتصاديا حتى أصبحنا معيرة لباقى دول العالم . منذ بداية السبعينات ظهرت نماذج من الشعب المصرى لتنفتح على العالم إقتصاديا وبدأت مرحلة التوسع فى الإستيراد للسلع الإستهلاكية ودخلت الأسواق المصرية جميع المنتجات التى كانت تصنع فى مصر ليحدث التنافس بينها وبين المنتجات المصرية. فيصبح التنافس فى صالح المنتج الأجنبى على حساب المنتج المحلى ليكون سببا فى إغلاق بعض المصانع وطرد العمال منها بعد ذلك .
ظهرت تجارة العملة بشكل كبير جدا فى السبعينات و الثمانينات لتوفير العملة الأجنبية للمستوردين لشراء ما يلزم من سلع أجنبيه معظمها سلعا إستهلاكية قضت على مدخرات المصريين وجعلتهم فريسه لكل ماهو جديد ومستورد من الخارج . أصبحت ثقافة الشعب إستهلاكية فقط ودب الكسل فى قلوب المواطنين حتى قاموا بتبوير الأرض الزراعية وبناء المساكن والأبراج التى إستنزفت ثروات الشعب وجعلت من البعض وحوشا تبحث عن الثراء فقط وأصبحت الأنانية تهدد الدولة فى إقتصادها . إشاعات كثيرة جعلت قطاع كبير من الشعب يحتكر السلع الغذائية لترتفع أسعارها على الطبقة الضعيفة من الشعب . قام العديد من المواطنين بجمع العملة الأجنبية من الأسواق وشراء الذهب والعقارات ليزيد الأزمة الإقتصادية تفاقما فى وقت تحتاج الدولة فيها لكل مواطن شريف يمد يد العون لهذا الوطن الذى عانى كثيرا من السلبية والأنانية .
والرد على السؤال كيف نصبح دولة إقتصادية كبرى ؟ يكون من خلال علاج هذه الثقافة المبنية على الأنانية والجشع والطمع الذى تفشى وسط المجتمع المصرى وأصبح سببا رئيسيا فى تراجع الإقتصاد الوطنى. بالإضافة لما فعلته الحكومات السابقة من بيع للقطاع العام وتصدير المواد الخام الذى تقوم عليها كثير من الصناعات بأسعار زهيدة على الرغم من أنها مواد خام يمكن أن تقوم عليها العديد من الصناعات التى يحتاجها السوق المحلى . أصبحت الإجابة على السؤال واضحة وضوح الشمس الدولة المصرية تحتاج لقلوب ترعاها وتحميها من الجشع والطمع والأنانية المفرطة .
رمضان عبد الفتاح النجار
كاتب وباحث