كيف تعدّين ابنتك لاستقبال الدورة الشهرية
كتبت عزه السيد
بعض الأمهات يصيبهن القلق والشعور بالتوتّر كلما رأت طفلتها تكبر يوماً بعد يوم وتتساءل.. كيف أخبر ابنتي وأتكلم معها في هذه الأمور (المحرجة )
.
عزيزتي الام يجب أن تدركي أن طفلتك إن لم تأخذ (المعلومات حول هذا الأمر ) منك فإنها حتماً ستأخذها من غيرك ، لاسيما في زمن الطفرة الاتصاليّة ، والصديقات والقرينات من الأقرباء ونحو ذلك .
لذلك مهمّ أن تصل للفتاة معلومات صحيحة وبطريقة ( مهذبة ) لأن ذلك يساعد على التكوين الفكري والنفسي لها تجاه هذا التغيّر ، مما يساعدها على أن يكون سلوكها مقبولاً في التعامل مع هذه التغيرات الفسيولوجيّة .
كما يجب أن تعلمى ما هو العمر الأنسب – لمفاتحة البنت وهو -ما بين ( 9 – 10 )أعوام
لأنها غالباً ما تحدث هذه التغيرات الفسيولوجية عند الفتاة في هذا العمر.. على أن هذا ( العمر ) ليس قاعدة عامة مع كل فتاة . . بل على كل أم أن تلاحظ طبيعة ابنتها وتكوينها الجسمي ، فكلما كان التكوين الجسمي يظهر على البنت بشكل مبكّر كلما كان ذلك إيذاناً بأن بلوغها قد يكون مبكراً .
عزيزتى الام راقبي سلوكك عندما تأتيك ( الدورة الشهريّة ) فابنتك تلاحظك . .
فحين تلاحظ أنك تتذمّرين ، أو تكثرين من الشكوى والاستسلام للألم الذي يصاحب أيام الدورة كلما أعطى ذلك رسائل سلبيّة للطفلة، تحملها معها – لذلك اليوم ، لذلك احرصي في أيام دورتك أن تعيشي الوضع وكأنه ( وضع طبيعي )ً وفي ايّام دورتك .. عندما تلاحظ ابنتك أنك ( تتركين الصلاة ) وفي رمضان (تراك لا تصومين ) لا تتجاهلي أسئلتها حين تسألك ، وردي لها العذر بطريقة لبقة وصحيحة.
اسألي ابنتك ماذا تعرف عن الدورة الشهريّة . .
قد تخجل من الجواب . . لكن بمهارتك (أشعريها بالأمان ).. لأن معرفة المعلومات التي يجب أن تعرفها الفتاة عن الدورة يساعد الأم على أن تعرف ماذا تحتاج ابنتها أن تعرف.. فقد يكون عند الفتاة معلومات تُغني الوالدة عن الدخول في تفاصيل أو أسئلة محرجة لا داعي لها!
يجب عليكي الا تستخدمي أسلوب ( المطاردة ) يعني لا تطاردي ابنتك لتكتشفي عورتها أو لتنظري هل ظهر عليها شعر أم لا ! ، كما لا تطارديها بتتبع ملابسها ، أو فتح باب دورة المياه عليها ، أو إلزامها بالتعرّي أمامك ، أو نحو ذلك . . هذا الأسلوب ينعكس سلباً على نفسيّة الفتاة .
من الافضل ان تفهمي ابنتك أن أول يوم في الدورة هو (حدث سعيد ) بالنسبة للبنت . . لأنه اليوم الذي يعني اكتمال ( أنوثتها ) .. اليوم الذي يعني أنها في مقام ( المسؤوليّة ) والتكليف .. اليوم الذي يعني أنها فتاة لم تعد ( طفلة ) .
عانقي ابنتك في أول يوم للدورة .. باركي لها .. أشعريها بقربك وحبك .هذا يعطيها دافعاً معنويّاً لمواجهة التغيير ، وفي نفس الوقت يعطيها دافعاً معنويّاً لاستقبال ما أمامها من حياة تختلف عما مضى من عمرها . . بعض الفتيات عندما ترى الدم .. يصيبها نوع من الخوف أو الشعور بالذنب أو الخطأ . . لذلك هذه المباركة والمعانقة والإشعار بالأمان يبدد مثل هذه المخاوف عند الفتاة .
يجب الا تسخري منها .. تخطئ بعض الأمهات عندما تتخذ (أول يوم من الدورة ) موقفا للتندّر به عند الأقارب وعند صديقات الفتاة .. هذا الأمر يحرجها كثيراً،لذلك لاتسخري من ابنتك أومن طريقة استقبالها أول يوم في دورتها.. بل أشعريها بالأمان و (الستر ) و(الحياء ) .
يجب ان تحرصي دائما على أن يكون في دورة المياه .. مكاناً مخصّصاً لمستلزمات الفتاة إذا أصابتها الدورة ..أو خصّصي دولاباً أو حافظة في دولاب ملابس ابنتك يحوي المستلزمات الخاصة التي تستعملها الفتاة وقت الدورة .
كما يجب عليكى أن تشرحي لها الأحكام الشرعية التي يلزم الفتاة معرفتها في تلك الحالة ..
– مدة أيام الدورة .
– ترك الصلاة والصيام والطواف بالبيت .
– قضاء الصيام وليس الصلاة .
– صفة دم الحيض .
– كيفية الغسل من الجنابة الكبرى .
– كيفيّة تطييب المنطقة بالمسك .
وبهذه الطريقة ستتمكنى من مساعدة ابنتك على فهم مايحدث لها دون أن تتعرض لأزمه نفسيه قد تؤثر عليها سلبا