أخبار العالماحدث الاخبارتقارير وتحقيقات

كيف حددت إسرائيل مواقع واحداثيات تواجد القادة الإيرانيين وقتلتهم بدقة في دقائق معدودة؟

‏حرب الظل: حين تكون الطائرات ثانوية… والعقول هي السلاح

 

إسرائيل تخوض مع إيران حربًا غير معلنة منذ سنوات، تُعرف بـ”حرب الظل”. ساحة المعركة فيها ليست فقط سوريا ولبنان والعراق… بل كل ما هو “غير مرئي”.

 

المعركة الحقيقية تدور بين الموساد وبين أجهزة إيران الأمنية.

‏القادة ليسوا أهدافًا سهلة

 

عندما نتحدث عن أشخاص مثل إسماعيل قاآني (قائد فيلق القدس) أو أمير علي حاجي زاده (قائد القوة الجوفضائية) أو حتى حسين سلامي نفسه (قائد الحرس الثوري)، فنحن نتحدث عن رجال يعيشون في ظل السرية القصوى، ويتحركون وفق بروتوكولات أمنية مشددة.

 

ومع ذلك… تم استهداف بعضهم بدقة، وقتل بعضهم فعلًا.

كيف يحدث ذلك؟ لنفكك الإجابة إلى أربعة محاور رئيسية:

 

🔹 اختراق بشري (HUMINT)

🔹 اعتراض إشارات (SIGINT)

🔹 اختراق إلكتروني (Cyber Warfare)

🔹 صور جوية وفضائية (IMINT)

 

كل محورٍ منها يشكّل “عينًا” من أعين إسرائيل داخل إيران وخارجها.

‏ العنصر البشري – الجاسوس الذي يقف خلف الستار

 

من داخل إيران، هناك من يعارض النظام… ومن يستفيد ماليًا.

 

الموساد نجح في زرع عملاء داخل مفاصل الدولة، وفي محيط القيادات العسكرية، وحتى بين الحراس أو الطواقم اللوجستية.

 

🔸 كيف؟ بالمال، بالابتزاز، أو بالمعتقد الأيديولوجي.

 

حتى اغتيال “محسن فخري زاده” (العقل النووي الإيراني) عام 2020، تم عبر معلومات قدمها أشخاص من داخل إيران.

‏التجسس على الإشارات والاتصالات – سلاح الوحدة 8200

 

الوحدة 8200 التابعة للجيش الإسرائيلي تُعد واحدة من أقوى وحدات اعتراض الإشارات في العالم.

 

يمكنها التنصّت على:

 

مكالمات القادة

 

رسائلهم النصية

 

البريد الإلكتروني

 

حتى الاتصالات المشفّرة بين أفراد الحرس

 

وهنا لا تحتاج أحيانًا إلى معرفة ما قيل، بل فقط من تواصل مع من، ومتى، وأين كان وقتها؟

 

حرب السايبر – حين يتحوّل هاتف القائد إلى خائن

 

برمجيات مثل “بيغاسوس” الشهيرة قادرة على تحويل هاتف أي شخص إلى “جاسوس متنقّل”:

 

يسجل الصوت

 

يصور بالكاميرا دون علم المستخدم

 

يرسل الموقع الجغرافي لحظة بلحظة

 

يُعتقد أن إسرائيل اخترقت هواتف عدد من قادة الحرس الثوري، أو على الأقل هواتف المساعدين والمرافقين.

 

وهكذا، يتحرك الهدف… وتتحرك الكاميرات فوق رأسه!

‏ العيون في السماء – الأقمار الصناعية والدرونز

 

إسرائيل تمتلك أقمارًا صناعية للتجسس (سلسلة “أفق”)، تمر فوق إيران عدة مرات يوميًا، وتلتقط صورًا عالية الدقة.

 

كما تمتلك طائرات مسيّرة يمكنها التحليق لساعات، وجمع صور ومقاطع حية من مناطق حساسة في سوريا أو العراق.

 

يتم ربط هذه الصور بالمعلومات الأرضية لتكوين خريطة ثلاثية الأبعاد لتحركات الهدف.

 

مثال عملي: كيف يتم قتل هدف مثل أمير علي حاجي زاده؟

 

▪ عميل على الأرض يبلغ بوجوده في مكان معين.

▪ يتم التحقق من وصول هاتفه عبر إشارات GPS أو اتصال.

▪ يتم تأكيد الأمر بصور جوية أو من طائرة بدون طيار.

▪ ترسل وحدة التحكم إشارة الإطلاق لصاروخ موجّه أو طائرة مسيّرة لتستهدفه بدقة.

 

الضربة تحدث في توقيت تكون فيه النتيجة شبه مؤكدة.

‏هل هذا اختراق لإيران؟ أم فشل أمني داخلي؟

 

الحقيقة أنه كلاهما معًا.

 

إيران تُنفق المليارات على أمن قادتها، لكنها تتعامل مع عدو استثمر عقودًا في بناء شبكة تجسس عابرة للحدود، مدعومة بأقوى تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات.

 

كل ثغرة صغيرة… يتم تحويلها إلى “قنبلة موجهة”.

 

🔻كل اجتماع مغلق قد يكون مراقبًا.

 

🔻كل سيارة مصفحة قد يتم تعقبها.

 

🔻كل رقم هاتف قد يكون بابًا مفتوحًا.

 

🔻كل شخص “غير مرئي”… قد يكون هو نفسه العدو.

 

🔻وهنا تكمن عبقرية الموساد: استهداف الرأس بدل الجسد، والقائد بدل الجندي.

مختارة من حساب “فارس العمري” على منصة x.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى