أراء وقراءات

كيف نؤهل أبنائنا للذهاب للمدرسة

 

 

بقلم : غاده حسن

أمي الحبيبة
لما الانتظار…..
الم يأتي موعد عودتك للبيت..
دموعك تشعرني بالخجل وسط زملائي…..
أود أن استمتع بوقتي في الروضة لا تقلقي انا بخير واسعد بتجربة جديدة لاول مرة بدونك
لحظة من ذاكرة الطفولة يسبقها خمس خطوات تربوية
الذهاب للمدرسة لأول مرة يالها من تجربة جديدة قد تكون مؤلمة وقد تكون رائعة والأكيد أنها تجربة مثيرة للجميع الأم المحتضنة لأبنها ما هو شعورها عندما يفارقها للذهاب للروضة والطفل الذي يعتمد على أمه في تلبية احتياجاته وإشباع حاجته بالأمان كيف ينفصل عنها.
هل هو شيء سهل ؟ من الممكن أن يمر ذلك اليوم وكأنه فاجعة مؤلمه للأم والابن ويترتب عليه كره الصغير للروضة وعدم رغبته للذهاب مره أخرى ومن الممكن أن يكون يوم من أجمل الأيام سعادة في ذاكرة أسرته ويتحول إلى ذكرى لا تنسى وهذا يرجع إلى كيفية تهيئة الصغير للذهاب للمدرسة وتأهيله النفسي والمهاري لخوض هذه التجربة.
لا تلوم صغارك على سلوكياتهم الغير صحيحة بل لومي نفسك لأنك لم تقومي بواجبك على أكمل وجه.
قوم بالخطوات التربوية لحل مشكلات أبنائك على النحو المناسب لهم واستمتعي معهم بحلول مشكلاتهم. فعلى سبيل المثال، نجد كثير من الأطفال يخافون من الروضة ويحدث عندهم ما يسمى بقلق الانفعال والأم وللأم دور في علاج هذا فهي تستطيع أن تهيأ طفلها نفسياً ليستوعب انفصاله عنها للذهاب إلى الروضة وإليك خطوات بسيطة لتهيأ كل أم طفلها نفسياً قبل التحاقه بها.
من المهم أن يعتاد الطفل الاعتماد على نفسه في كل شيء تقريباً حتى يسهل عليه الانفصال عنها أثناء تواجده بالروضة.
ترك الطفل في مكان ما لفترة زمنية بسيطة حتى يتعود على الانفصال عن أمه لفترة قصيرة في جو ممتع عند الجدة أو أحد الأصدقاء ويفضل أن يكون هناك أطفال في مثل سنه.
الحديث مع الطفل عن الروضة وما بها من ألعاب وصلصال وأطفال وكيف سيقضى بها وقت جميل.
اصطحاب الطفل أثناء تفقد الرياض لاختيار الروضة المناسبة له وأخذ رأيه أي الحضانات أفضل من الأخرى وعند الاستقرار على الحضانة المناسبة له.
شراء ملابس الذهاب للروضة الجديد وحافظة الطعام والحقيبة للطفل مع توعيته أن كل هذه الأشياء سوف يستخدمها في أول يوم يذهب فيه للروضة وعند عودته يجد أمه وأفراد أسرته ينتظرونه ليحكى لهم عن الخبرات الجديدة التي اكتسباها في هذا اليوم مع توثيق هذه التجربة بقدر مستطاع.
بعد هذه الخطوات الخمس ماذا نتوقع أن يكون شعور أبنائنا تجاه الروضة وهل سيكون هناك مشكلة في الذهاب للروضة أو المدرسة بعد ذلك.
ولمزيد من التوضيح كيفية تحقق كل خطوة من الخطوات السابقة بطريقة سهلة وكيف تهيئ طفلك لها لتحقيق نتيجة أفضل.
أولا: تهيئة الطفل للاعتماد على نفسه
حتى يسهل عليه الابتعاد عن أمه لفترة قصيرة
كثيراً ما تشتكى من عدم اعتماد صغيرك على نفسه في تناول الطعام حتى سن متقدم وتنسى أنك أنت من جعلتيه يعتاد على أن تضعي له الطعام في فمه لقمة لقمة وهو ليس له ذنب غير أنه هو الذي ألف ما تعود عليه أليس كذلك هذه المشكلة ولكن أين الحل…….. ؟؟
الحل بكل بساطه هو:
– التعود على السلوك المرغوب فيه مثلما أعتاد السلوك الغير مرغوب فيه خطوة خطوة وإذا كان الأمر الغير مرغوب فيه مثل تناول الطعام بمفرده يصعب عليه، قومي بالتعامل معه خطوة خطوة حتى يتمكن من القيام به بمفرده في جو من اللعب والمرح.
– مراقبة الطفل وهو يلعب مع دميته وخاصة الإناث وانظري كيف يتصرف معها ستندهشي عندما تريه يقوم بدورك معها وقد ينتقد
– أستطيع وحدي ” عندما تسمعي من أبنائنا ما يعبر به عن ثقته في نفسه وقدرته على تحقيقها وهى الخطوة الأولى للاعتماد على النفس والذهاب للروضة لأول مرة بدون بكاء.
ثانياً: الابتعاد عن الأم لفترة قصيرة مع عدد من الأطفال لتعود الابتعاد عنها تمهيداً للذهاب للروضة
التصاق الطفل بأمه شيء طبيعي في المراحل الأولى من العمر الطفل الذي خرج من داخلها وتكون من دمائها وتربى على لبنها كيف ينفصل عنها أو يبتعد لفترة طويلة لابد من خطوات كثيرة ولكنها تطبق لقانون واحد فقط التدرج في إيجاد بديل….
التدرج في الابتعاد عن طفلك أقضى التزاماتك المنزلية أثناء انشغال طفلك بمشاهدة أفلام الكرتون أو اللعب بأحد الألعاب الجديدة التي يكتشفها لأول مرة ولكن راقبيه من بعيد حتى لا تفاجأ بكارثة أو مشكلة تنتج أثناء بعدك عنه.
في حالة الغياب عن طفلك لأول مرة لا تجاوز ساعة واحدة على الأكثر على شرط تركه في مكان آمن يشعر فيه بالأمان والمتعة مع أحد الأقارب ممن عندهم أطفال في نفس السن تقريباً.
بعد تدريب الطفل علي الجلوس بدون أمه سيزداد ثقة في نفسه ويشعر أكثر بالأمان مما يؤهله للذهاب إلى الروضة بدون خوف أو بكاء في أول يوم روضة.
ثالثاً: الحديث مع الطفل عن الحضانة أو الروضة
وما بها من ألعاب ترفيهية جميلة لتشويقه لها
الخوف ظاهرة عند الأطفال ولكن هل سئلنا أنفسنا ما هو أكثر شيء يخاف منه أطفالنا………..؟
كثير من الأولاد يخافون من بعض الحيوانات مثل الكلاب والقطط وبالمقارنة مع الأطفال التي ترى هذه الحيوانات الأليفة في بيوتهم لا يخافون منها نهائياً.
بالقياس على ذلك فإن الخوف عند ألأطفال هو الخوف من المجهول…….
المجهول فقط هو سبب الرعب والخوف ليس عند الأطفال فقط بل عند الكبار أيضاً ولنسأل أنفسنا من منا لا يخاف من المستقبل فقط لأنه مجهول ولا نعلم ماذا يمكن أن يحدث فيه إذا كان هذا حالنا نحن الكبار فما بالك بالصغير قليل الخبرة……..؟
كسر حاجز الخوف من المجهول عند أطفالك بالحديث معهم عن الروضة وما بها من العاب وأطفال ولا مانع من اصطحابه والسير به من الشوارع التي توجد بها رياض أطفال أثناء خروجهم مع ذويهم حتى يرى الأطفال في مثل سنه بعد انقضاء اليوم مما يشعره أن الذهاب للروضة أمر عادى وطبيعي بل ومتع أيضاً.
تذكر أن الخطوة الأولى هي بناء الثقة بالنفس من تناول طعام والذهاب إلى المرحاض والابتعاد عنك لفترة سواء مع أطفال مثله أولاً في مكان اّمن ثم يأتي بعد ذلك التعرف على الروضة حتى لا تصبح بالنسبة له مكان مجهول وبالتدريج بل يجب تعريفه بها بشكل تدريجي يجعله يتمنى اليوم الذي سوف يذهب إليها بل ويطلبه هو.
كم من التجارب شعرنا بالخوف من خوضها ولكن مع الوقت وجدنها شئ عادى.
دورنا هو جعل المجهول شيء عادى لأطفالك حتى يشعروا بالقوة ويزدادوا ثقة بأنفسهم.
الذهاب للروضة اختيار لا إجبار
رابعاً: اصطحاب الطفل أثناء اختيار الروضة المناسبة
وأخذ رأيه في الروضة التي سوف يلتحق بها
الحرية مسؤولية أليس كذلك ؟ كم من النتائج تحملناها بمجرد أنها اختيارنا
وكم سعدنا بهذه الاختيارات وكم تحملنا حتى نحتفظ بحرية اتخاذ القرار إذا كانت
هذه القاعدة لها أساس قوى في التعامل مع الصغار ويتم توظيفها توظيفاً جيداً ستكون الحل السحري لكثير من المشكلات وخاصة مع الأطفال الذين يتسمون بالعناد والرأي المستقر.
الذهاب للروضة للمرة الأولى أمر ليس سهل على الأطفال ولكن عندما يكون من اختيارهم وإرادتهم الكاملة سيصبح الوضع أكيد مختلف عندما يشعر الطفل بأنه اختار الروضة وإذا لم تعجبه سيقوم بتغييرها الى روضة أخرى لأن الروضة مصدر للمتعة واكتساب المهارة وليست الشيء المجهول المجبر عليه حتماً سيكون الوضع مختلف.
وحتى وإن حدث أي شيء غير مرغوب فيه أثناء وجوده إذا كانت المشكلة بسيطة مثل طول فترة البقاء بالروضة أو قلة الألعاب ذكرى طفلك أن هذا المكان من اختياره وعليه تحمل مسؤوليته على الأقل لفترة قبل تغييرها له إذا وجدتي ضرورة لذلك.
تمهيد الطريق للطفل حتى يسير عليه بسرعة وإن تعسر فلا نلوم إلا أنفسنا.
خامساً: التجهيز للذهاب للروضة وأول يوم فيها
كل أطفالنا تنتظر يوم العيد لما له من بهجة وملابس جديدة وهدايا وحلوى وزيارة أقارب أليس كذلك إذا كانت هذه مظاهر تشعرنا بالسعادة وتجعل الأطفال تنتظر ذلك اليوم لما لا نضفى على الذهاب للروضة هذا الجو وخاصة إذا كان من الضروري شراء ملابس جديدة وزى خاص للروضة.
إضافة جو من البهجة والاهتمام حول حدث الذهاب للروضة سواء منك أو من باقى أفراد العائلة مثل التهنئة بهذه المناسبة ارتداء الملابس والتقاط الصور بها وشراء الحلوى بكميات كبيرة لتقديمها كهدايا للأطفال في الروضة وما إلى ذلك من التصرفات البسيطة التي تجعل الذهاب للروضة شيء ممتع وذو بهجة للجميع.
عند عودة ابنك من الروضة في أول يوم حاولي بقدر المستطاع أن تتفرغي لابنك في هذا اليوم حتى لا يفتقد وجودك عند عودته للبيت أعدى له بعض الحلوى احتفالا به واستمعي له واجعليه يحكى لك عما حدث معه طوال اليوم وعن الخبرات التي اكتسبها وكافئيه على ذلك إذا كان هناك ما يستحق المكافأة حتى يحب الذهاب للروضة في اليوم الثاني وتذكري دائماً أنت وحدك المسألة عن خلق الدافعية وحب طفلك لروضته فلا تتخلي عن أداء واجبك.

كنا نتساءل كيف نجعل أطفالنا تذهب للروضة في أول يوم بدون بكاء والآن نتساءل ما الذي يجعل أطفالنا تبكر في أول يوم لها في الروضة بعد أن يشعر في الثقة بنفسه عندما يتناول طعامه بمفرده وكذلك يستطيع أن يقضى حاجته بدونك فالشعور بالاستقلال من أهم الأشياء تيني الثقة بالنفس وعدم الخوف.
كما أن الاعتياد على الابتعاد عن الأم بشكل تدريجي يجعل من الجلوس في الروضة أمر عادى أو على الأقل ليس بغريب إلا إذا كان طفلك يخاف من الأماكن الغريبة والناس الغرباء وهذا شيء طبيعي فالخوف من المجهول صفة أساسية من صفات البشر بشكل عام.
ولكن عندما يتعرف الطفل على الروضة قبل الذهاب لها والانتظام بها يجعل الأمر يختلف وخاصة إذا كانت من اختياره هو ، ليس الروضة فقط بل وملابسه وأدواته وحقيبته كل هذا في جو من البهجة والسعادة بالطفل الصغير الذي كبر وذهب للروضة ويتعلم مهارات جديدة طفل يشعر بفرح من حوله وأنه محور اهتمامهم وسعادتهم بسبب هذه التجربة الجديدة بعد كل هذا هل من الممكن أن يبكى طفلك وهو ذاهب للروضة في أول يوم له.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.