كيْفَ أنساك وقد عَلّمْتَنِي الدينَ والحياةَ..
بقلم / الدكتور محمد النجار
لم يكن غنياً بالمال ولكنه كان غنياً باستمساكه بدين الله .. ولم يكن ضعيفاً ، بل كان قوياً بإيمانه وركونه الى الله.
كُنت طفلاً أجلس بجانبه وهو يُصلى ، فَأتَعَلْقُ بكتفيه وهو يَسجدُ لله .. فزرع الصلاةَ في قلبي وكياني منذ نعومة أظفاري.
علمني الحُروف وأنا لا زلت أحاول الإمساك بالقلم ، وعلمني القراءة قبل أن أدخل المدرسة .. فزرع في قلبي حب القراءة والعلم .
كان يمسك المصحف ويقرأ كتاب الله في البيت ، فزرع في قلبي حب القرآن الكريم ، وتلاوة الذكر الحكيم .
أحاديثُ تربوية تعلمتها من والدي .. تأثرت بها حياتي
كان والدي” الشيخ أحمد النجار” يَرحمه الله حريصاً على رواية أحاديث رسول الله ﷺ معنا بالبيت، وضمنُ الأحاديث التي حفظتها من لسانه مباشرة لكثرة تكرارها علينا :
• يقولُ النبيُّ ﷺ ((لا تصاحبْ إلا مؤمنًا ، ولا يأكلْ طعامَك إلا تقيٌّ)). رواه أحمد وأبو داود والترمذي وحسنه الألباني..
وهو حديث تربوي عظيم يحثنا فيه النبي ﷺ على عدم مصاحبة سوى المؤمنين الأتقياء ، ولا يَدخل بيوتنا سوى المتقين ، ولا يأكل طعامنا إلا الصالحون ، وهذا التوجيه النبوي غاية في الأهمية لمن أراد سلامة نفسه ، وبيته ، وأسرته ، وعلاقاته مع الناس أجمعين . لأنَّ الصديق المؤمنَ يدلُّ صديقَه على الإيمانِ والخيرِ والصلاح ، ويَكونُ عُنوانًا لصاحِبه، وأَّما الفاسق والفاجر وسيئ السمعة يضر بصاحبه ويشوه سمعته ، وسمعة أسرته. فضلا عن دفعه إلى سخط الله .
كما أن المؤمنَ التقي يَتَقوَّى بطعامِكَ على طاعةِ اللهِ، وإذا دخلَ بيتَكَ كان أمينا لا يتطلَّعْ إلى عوراتِكَ، وإذا رَأى شيئًا أو عورة أو ضعف حالك ستَره عليكَ ، أمَّا غيرُ االمؤمن التقي مِن الفاسقينَ الفاسدين فهُم على العَكسِ مِن ذلكَ ، يَكشفون عوراتك ، ويَحتقرون ويُحقرون شأنك ، ويستصغرون أمرك ، فاحذر مصاحبة الفاسدين والفاسقين ، ولا يكن لك صديق سوى من المؤمنين الصالحين.
والحديث الثاني :
• يقولُ النبيُّ ﷺ:
((إِنَّمَا مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالحِ والجَلِيسِ السّوءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِير، فَحَامِلُ الْمِسْكِ إمَّا أنْ يُحْذِيَكَ وَإِمَّا أنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً)). متفق عليه. رواه أبو موسى الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري
وقد طَبَق والدي هذين الحديثين ، فكان صديقه فضيلة الشيخ أحمد شلابي (والد الأستاذ عبدالمحسن شلابي) الذي كان يزورنا كل يوم جمعة ويرتل القرآن الكريم ويتناول معنا الإفطار أحيانا ، وكان والدي يحبه ويستبشر به كثيراً يرحمهما الله.
الشيخان ..والبرنسيسة عمة الملك
وقد حكى لنا الشيخان (والدي الشيخ أحمد النجار و فضيلة الشيخ أحمد شلابي): كيف ذهبا الاثنان (الى قصر الأميرة – البرنسيسة نازلى حليم – عمة الملك فاروق يرحمهما الله)، وحاولت الحراسة منعهما ، فتجرأ والدي واخترق الحرس بسرعة ، فرأته االبرنسيسة ، فأشارت للحرس بالسماح لهما .
مسجد ومدرسة وحَمَّام
واستمعت لهما فَطَلَبَا منها بناء مسجد للمنطقة ، فتبرعت بقطعة أرض بمساحة ضخمة ، ثم طلبا منها بناء المسجد لعدم قدرة أهل المنطقة على البناء ، فقامت ببناء المسجد على حسابها الخاص في كفر نصار في الأربعينات من القرن الماضي ، وكان أكبر مسجد في منطقة الهرم حتى مدينة الجيزة، ولازال المسجد قائما حتى الآن رغم مرور قُرابة ((80)) سنة على بنائه ، وشَيَّدتْ مدرسة إعدادية نموذجية على مساحة كبيرة ، وتم تسميتها بمدرسة الحليمية تخليداً لذكرى تلك الأميرة الطيبة يرحمها الله ، كما شَيَّدتْ حَمامَا عاما للأهالي ، ولازالت المدرسة قائمة مع المسجد والحمام العام حتى الآن ، بل تم مؤخرا تشييد مستشفى على جزء من المدرسة نظرا لمساحتها الضخمة ، وأدعو الله أن يَجْعَلَ هذا العمل الخيري الكبير الرائع في ميزان هذه الأميرة ، وأيضا في ميزان هذين الشيخين يرحمهما الله.
الحياة ليست حظوظا
وقد عَلَّمني والدي أن لكل مجتهد نصيبا ،، فلا أعتمد على الحظ الذي لا يصنع لي شيئا ، وأن الأقدار لا تُدبر لي ما قَصَّرْت أنا فى تدبيره لنفسي . فالحياة ليست حظوظاً ،وإنما إجتهاد وأخذ بالأسباب ثم التوكل على الله .
نصيحة والدي الغالية في الزواج
كان والدي حريصاً على نقل تجاربه ومعارفه لنا ، فقد نَصَحَنِي بشدة بالحرص على الزواج من العائلات الطيبة المشهورة بالتقوى والصلاح حتى ولو كانوا فقراء ، فإن الأصل الطيب أفضل من الذهب والدراهم والدولارات.
كما نصحني بالزواج من بنات الرجال العقلاء أصحاب الكلمة في بيوتهم وعائلاتهم ، وليس الرجال الذين يخضعون لأهواء زوجاتهم.
عدل والدي مع زوجتيه وأبنائه
لم يكن والدي يرحمه الله منحازاً لأي من زوجتيه أو لأحد من أبنائه من الزوجتين ، بل كنت أشعر من حُسن معاملة زوجة أبي معنا “يرحمها الله” أنها “أمي” ،وكنت أناديها “أمي” ، فالناس لهم أم واحدة وأنا لي أمي التي ولدتني ،، وأمي الثانية هي زوجة أبي.
ضُرَّتان طيبتان
وكانت علاقة أمي حفظها الله وبارك الله فيها ، علاقة طيبة مع زوجة أبي يرحمها الله
وكان أخواي العزيزان من الأب “محمود” و “شديد” وأختاي أيضا من الأب سيدة وعائشة في غاية الود الحب معنا أنا وشقيقي العزيز جمال وإخوتي البنات العزيزات هدى ونصرة وفادية ،ولم نشعر أنهم إخوة غير أشقاء من الأب مثلما نرى في بعض العائلات الأخرى. يَرحم اللهُ إخوتي الذين رحلوا وبارك في ذرياتهم ، ويبارك اللهُ في إخوتي الأحياء وذرياتهم جميعا .
شكرا .. والدتي
أشكر والدتي يحفظها الله على حرصها على تعليمي والسهر من أجلنا ، وصبرها معنا وحرصها علينا ،، كانت تستيقظ قبل الفجر.. تنخل الدقيق ، وتعجن ، وتخبز ، وتغسل ، وتطبخ دون أن تُظْهر لنا تعبها .. فجزاها الله عنا كل خير، وأطال الله عمرها وأحسن عملها ..فهي نور بيننا .. ونلتمس رضاها ودعاءها.
فريضة الحج ..مع والدي وزوجتيه
لم يستطع والدي آداء فريضة الحج قبل وفاته ، لكن الله علام الغيب كتبها له ، فقد أكرمني الله وأديت فريضة الحج عن نفسي ، ثم أديت الحج عن والدي يرحمه الله ،والأجمل أنني حججت عن زوجة أبي لأن ظروفها الصحية لم تكن تسمح لها بالحج،
رؤية في المنام .. تحققت لوالدتها
والغريب أنه في نفس أيام الحج التي كنت أحج فيها عن زوجة أبي ، رأت ابنتها – ولم تكن تعلم أنني أحج عن والدتها – رأت والدتها تحج واقفة مع الحجاج في عرفات – فقامت من النوم وأسرعت إلى والدتها في الصباح ، وأخبرتها بالرؤية الجميلة حتى تفرح بها ، ففرحت فرحاً شديدا ـ وأخبرتها بأن أخاكِ “..” يحج عني وهو الآن واقف في عرفات .. ورفعت يَدَها الى السماء تدعو لي ، يرحمها الله .
أجمل حِجْة بصحبة والدتي
لن يجد الإنسان سعادة أجمل من صحبة والديه ،، وقد أكرمني بصحبة والدتي في مدينة الدمام ، جلست معي أنا وزوجتي وكانت أياما جميلة ، ثم جاء موسم الحج ،وذهبنا أنا وأمي وزوجتي إلى المدينة المنورة لزيارة مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم مكة وأداء العمرة ثم أداء مناسك الحج .
مشهد رهيب ..أمي تحت ألأقدام في صحن الكعبة
كنت أطوف بالكعبة “طواف القدوم” للحج ، بصحبة أمي وزوجتي وسط أمواج البشر ، ونتيجة اندفاع تلك الحشود عند الظهر ، وقع بعض كبار السن ولم يستطيعوا الوقوف ، ودهسهم الحجاج دون أن يقصدوا ، ومنهم أمي التي وقعت وأوشكت على الموت تحت الأقدام، فعزمت بكل قوة – وكان العزم من الله – ودفعت الناس بعيداً وساعدتني زوجتي ، وشددت أمي ، وأخرجتها من تحت الأقدام ، وخرجنا بها من الطواف في حالة خطيرة .. وجلسنا بجانبها حتى تتنفس وذهبنا بها الى مستشفى للحجاج بالحرم وشفاها الله ، وأكملنا مناسك الحج.
المسلمون الأتراك يبكون معنا على أمي
رأى الطائفون الأتراك المشهد وحالة أمي المتدهورة ، فجلسوا حول أمي يحاولون مساعدتها ويحاولون دفع الهواء لها ، جلسوا يدعون الله ، ويبكون من أجل أمي . وقد شعرنا بهؤلاء بأنهم إخوة لنا .. صحيح أنهم ليسوا عرباً ، وليسوا مصريين ، لكنهم مسلمون.
يُعيد ابنته الغضبانة إلى بيت زوجها
عندما كانت تختلف إحدى أخواتي مع زوجها وتترك بيتها وتأتي إلى بيت أبيها ، كانت تتناول العشاء مع أبيها وأسرتها ، ثم يَذهب بها الوالد إلى بيت زوجها ، ويطرق الباب ويقول لزوجها : أحضرت لك الأمانة ، وكل واحد يعمل بأصله.. ويتركها ويمشى.
هكذا تعلمت من والدي الدين والحياة
لقد اتخذت كل سلوك وتعاليم ومقالات والدي منهجاً في حياتي ، وسلكت بها دروب الحياة في أسفاري ، وإقامتي ، ومعاملاتي ، وتربية أبنائي ، وأدعو الله أن يجزي والدي عنا كل خير.
آخر كلمات والدي ليلة وفاته
كان نائما قريبا منا ليلة أول يوم في السنة الهجرية، في الأول من ديسمبر ..وسمعناه يَلعن الدنيا كما لَعَنَهَا رسولُ الله ﷺ في الحديث المشهور:
((الدُّنيا ملعونةٌ ، ملعونٌ ما فيها ، إلا ذكرَ اللهِ و ما والاه ، و عَالِمًا أو متعلمًا)) رواه أبوهريرة وابن مسعود وصححه الألباني.
وقام للصلاة ،، ثم صَعَدَتْ روحه الجميلة الطاهرة إلى خَالِقِها وبارئها ،، يرحمه الله .. كان صباح يوم الجمعة.. وما أصعبها من جمعة ، في أول محرم هجري ..وأول ديسمبر1977م ، ورحل عنا بجسده ، فدمعت عيوننا وحزنت قلوبنا ، وننتظر يوم لقائه.
بُكاء لم أر مثله من زوج أختي
وفي مشهد رهيب .. رأيت زوج أختي الكبيرة يهرول مسرعا فور سماعه خبر وفاة والدي ، وقدماه تتخبطان في بعضهما ويبكي بكاء الأطفال .. يأتي ويرتمي على والدي وهو مُسَّجَّى ، ويصرخ باكياً من قلبه قبل عينيه.. بكاء لم أر مثله.. وهو يردد ويقول كلمات بلهجته الصعيدية التي لا زلت أبكي عندما أتذكرها :
“لماذا تركتنا ياخوي ..الله يرحمك ياخوي”.
كان يبكي بكاء طفل فقد أمَه وأباه ..
يرحمك الله ياعم مَهدي بكلماتك التي أَدْمَتْ القلوبَ وأَدْمَعَتْ العيون.. ويعلم الله أنني بكيت وأنا أكتب تلك الكلمات ..
جنازة مهيبة يوم الجمعة
وشهد جنازته بعد صلاة الجمعة حشودا ضخمة من الرجال من جميع المناطق حولنا ، ساروا بالجنازة مشياً على الأقدام عدة كيلومترات يحملون جثمانه الطاهر من قرية كفر نصار بالهرم إلى مقابر نزلة السمان.
مشهد رهيب .. طائر مذبوح
كنت أسير بين الحشود الضخمة كالطائر المذبوح الذي يرفرف قبل خروج روحه من جسده .. وما إن وصلنا الى لحظة إخراجه من التابوت لنقله إلى قبره إلا وأنا الطائر الجريح ارتمي على جسده الطاهر وأمسك بجسده وتلابيب كفنه ولا أريد أن يُدخلوه قبره أو أن يأخذوني معه.. وأظل بجانبه وتحت رجليه ويصير معي مثل مايصير معه إلى يوم يُبعثون، لكن هيهات فقد أخرجوني ،،فكنت الطائر المذبوح الذي كان يرفرف وحانت لحظة خروج روحه ويفارق الحياة ..
فيلم طويل عند القبر
جلست عند القبر وكأنني خرجت من الدنيا ، وأصبح شريط ذكريات والدي معي يدور في عقلي وقلبي وضميري منذ طفولتي ، رأيتني وأنا بين يديه يُدَلْنِّي..رأيتني وهو يُعلمني الحُرُوفَ والحديثَ رأتني وهو يأخذني معه إلى عمله وكأنه يحمل معه مَلاكاً يُشير لزملائه إليه. .ويظهر أمامي كيف كان يَرْحَمُني وأنا أُخُطئ ، ويُسامحني وأنا أُخالفه ، ويغفر لي عندما أذنب ، رأيته وهو يَحْلُمُ بَأَحْلامي ويسعى لتحقيقها بكافة مايستطيع حتى بعد أن كُبرت سنه ، وابيض شعره ، وضعف نظره وجسمه. تذكرته عندما تأخرت في عملي فذهب يسأل عني وهو لايزال يراني طفلاً صغيراً رغم تَخَّرُّجي من الجامعة.
إنها عين الحب والرحمة التي كان ينظر بها لي . وها أنا الآن أقف على القبر وقد فقدت تلك العين الرحيمة ، والنظرة الحبيبة .. كم هي من لحظات حزينة أريد فيها أن أسترجع أبي وأرتمي في حضنه من جديد..
طال الوقت وأنا في مكاني لا أريد أن أغادره ،، لكن أخذني إخوتي الكبار محمود وشديد ورجعنا الى البيت دون أبي التي لازالت روحي معه هناك في المقابر ..
ليتك حياً أرْتَمِي في حُضْنِكَ
كم كنت أتمنى أن يكون والدي حياً معنا بعد أن كبرت سني ، فأرتمي في حضنه ، وأقترب من قلبه ، وأسمع تسبيحه ودعاءه . كنت سأجلس سعيدا بين يديه ،، بل تحت قدميه .. وألتمس رضاه ودعاءه ..
كيف أنساك وقد علمتني الدين والحياة
لقد فقدت من كان يحمل همي ..فقدت من كان يرشدني في دروب الحياة ..فقدت من كان يحزن لحزني ويتألم لألمي ، فقدت من كان يفرح لفرحي . ولازالت روحي معه في كل صلاة وصيام إلى أن ألقاه في ديار الخلود برحمة الله ..
كيف أنساك والدي الحبيب وقد علمتني الدين والحياة .. ليتك حياً ارتمي في أحضانك مثلما كنت طفلا صغيرا يحتاج والده سندا له ، ورفيقا يبتغي به رضا الله ..
سامحني يا أبي ..
يعلم الله كم أتذكرك في دعائي وصلاتي وأدعو لك ولزوجتك ولإخوتي منها يرحمهم الله جميعا . ودائما أتذكرك مع أبنائي ..وأطلب منهم الدعاء لك ولكل أحبابي ..لعلهم بعد رحيلنا يتذكروننا بالدعاء ..
الدعاء :
اللهم اغفر لوالدي الحبيب وزوجته وإخواني وأخواتي وجميع موتى المسلمين، اللهم عافهم واعف عنهم ، اللهم اغسلهم بالماء والثلج والبرد ونقهم من الذنوب والخطابا كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس .. اللهم اجعل قبورههم روضات من رياض الجنة ياكريم . اللهم أجعل ما عندك لهم خيرا من الدنيا ومافيها ، اللهم ارزقنا قبل الموت توبة ، وعند الموت شهادة وبعد الموت جنة ونعيما ، اللهم لاتخرجنا من الدنيا إلا وأنت راضٍ عنا ياأرحم الراحمين واحفظ ابناءنا وذرياتنا إلى يوم الدين ، واجمعنا جميعا على حوض النبي صلى الله عليه وسلم ، واسقنا من يده الشريفة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدا ..وارزقنا لذه النظر الى وجهك الكريم ،، ياأرحم الراحمين .
أبنُك الذي لاينساك
محمد بن أحمد النجار
نصيحتى للشباب :
ونصيحتي لكل من يقرأ كلماتي أن يدرك أن الوالدين كنز ثمين لايفرط فيهما ، وأن الأب هو السند المتين والظهر القويم للأبناء ..لن يتمنى لك أحد أن تكون أفضل وأعظم منه سوى أبيك .. واعلم بأنك لن تجد أمنا وأمانا في أي مكان غير أحضان أبيك ، فقلب الأب هو هبة الله للأبناء .
خالي العزيز لقد قرأت كلماتك المعبرة كلها .. وقد تأثرت بكل كلمة فيه رغم أنني لم ادرك و لم اعش تلك الفترة التي تتحدث عنها ! ولكنني تأثرت بها وكأنني احيا بها من خلال كلماتك
الصادقة المعبرة عن جدي العزيز رحمه الله .. لدرجة أنني تمنيث أن أكون معاصرة لتلك الفترة التي كان يعيش بها جدي العزيز وتمنيت لو انني نشأتُ وتربیتُ وتعلمت على يديه مثلك .. وحظيتُ
بما حظيتَ به انت .. فأنا دائماً أؤمن بمقولة ” الناس موتي واهل
العلم احياء ” و دائماً أحب أن أضيف إليها بعض الجمل .. فليس
فقط اهل العلمِ بل اهل الإيمان والأخلاق النبيلة والسيرة الطيبة أحياء أيضاً ..
ويشهد الله انني من خلال كلماتك الصادقة قد تعلمت منك الكثير .. و مر أمام عيني شريط حياتي بما فيه ..
من لحظات سعيدة و لحظات تعيسه كان يغلب عليها الشقاء والمعاناة .. التي لم أرغب يوماً اني اعيشها ولكن هي من عند الله سبحانه وتعالى فأنا أؤمن أن من كل محنه تأتي منحة لك .. وقد منحني الله نعم كثيرة ووفقني في حياتي الدراسية وعوضني عن
أشياء كثيرة قد لا تبدو للبعض ! ولكنني أدركها جيداً .. فالحمد لله رب العالمين على كل ما مررث به .. لأن لولاه ما كنت أنا اليوم ..
ويشهد الله أنني أسعي دائماً لأترك بصمه طيبة وسيرة حسنه بين من حولي .. مثل جدي العزيز رحمه الله .. الذي كلما سمعت أو قرأت عنه تمنيت رؤيته والحديث معه لكي اتعلم منه
الكثير والكثير عن الدين والحياة .. أسأل الله أن يوفقني لما يحبه ويرضاه ويعينني في طريقي اليه ..
خالي العزيز أسأل الله أن يديم عليك الصحه والعافية والأخلاق النبيلة وأن يجعلك قدوة حسنة لمن حولك ..
😥
رحمه الله وغفر له 😍