
كلمات / عصام زايد
جلست
القرفصاء
محتضنة
وليدها وقد
بدأ الكلام،
لم يقل “بابا”،
ولكن قال “الطعام”
التقم ثدياً جافاً
تلوث بالتراب،
أمسك بيده ثوبا تصخر بالرمال،
وشد حجابا تحول إلى أسمال.
نظرت إليه،
قالت: “الدقيق آت،
فاصبر وأعني
على عجن دمعي بما تبقى
من بقايا طعام
أنظر، أرى في الأفق
كيس طحين،
توقف عن الصراخ
حتى أرى،
أكيس هذا من الدقيق
أم كفن شهيد؟
اقتربت من الكيس،
كان يترنح على الإسفلت
مثل قلب نزف حتى الإعياء،
تطايرت منه كتل من دقيق
مختلطة بالدماء
لمحت بين الخيوط الممزقة
أصابع صغيرة متيبسة،
تمسك بخبز من دقيق
محاولة للحياة.
تراجعت خطوة،
كأن الأرض صارت بلا قاع،
والسماء سقفاً من رماد.
ضمت وليدها،
فارتجف بين ذراعيها
وهمست له:
“نم يا صغيري…
فالخبز هنا يجيء على عربات الشهداء،
عصام زايد
كاتب وباحث وخبير في علوم الإدارة