كُنَّ أَنْتَ
بقلم / مدحت مرسي
فِي يَوْمِ فَقْدِ اَلشِّبْلِ اَلرَّضِيعِ أَهْلُهُ مِنْ اَلْأَسْوَدِ وَظَلَّ هَائِمًا عَلَى وَجْهِهِ إِلَى أَنَّ مَرَّ بِهِ قَطِيعُ مِنْ اَلْغَنَمِ فَسَارَ اَلشِّبْلُ مَعَهَا وَصَاحِبُهَا وَأَكْلُ اَلْأَعْشَابِ كَمَا تَأْكُلُ وَكَانَ يَرْعَى اَلْكَلَأُ كَمَا تَرْعَى إِلَى أَنَّ شَبَّ وَكَبُرَ وَنَمَا وَتَرَعْرَعَ وَلَكِنَّهُ لَا يَزَالُ يُمَأْمِئُ كَمَا تُمَأْمِئ اَلْغَنَمَ وَلَمْ يَلْفِتْ اِنْتِبَاهُهُ تَفَوُّقُهُ عَلَيْهَا قُوَّةٌ وَشَجَاعَةٌ .
وَفِي صَبَاحِ ذَهَبَ لِيَشْرَبَ مِنْ اَلنَّهْرِ فَرَأَى صُورَتُهُ فَتُعْجِبُ إِنَّهَا لَا تُشْبِهُ أَبَاهُ اَلْكَبْشَ وَلَا أَخَاهُ اَلْحَمْلَ وَلَا أُمَّهُ اَلنَّعْجَةَ ! !
فَصَادَفَ فِيلاً وَسَأَلَهُ : منْ أَنَا ؟ قَالَ لَهُ : أَنْتَ أَسَدٌ وَسَلِيلٌ أَسْوَدَ .
حِينئِذٍ زَأَرَ زَئِيرٌ طَارَتْ لِهَوْلِهِ قُلُوب اَلْكِبَاشْ ، تِلْكَ اَلَّتِي كَانَ يُمَأْمِئُ مَعَهَا قَبْلَ قَلِيلٍ .
مَاذَا حَدَثَ لِهَذَا اَلْحَيَوَانِ ؟
وَمَا اَلَّذِي طَرَأَ عَلَيْهِ ؟
وَمَا اَلَّذِي تَغَيَّرَ فِيهِ ؟
لَا شَيْء سِوَى أَنَّهُ اِكْتَشَفَ نَفْسَهُ ،
وَأَبْدَى قُدْرَتَهُ
، وَكَشَفَ اَلْغِطَاءُ عَنْ ذَاتِهِ
. فَكُنْ وَاثِقًا مِنْ نَفْسِكَ وَحِينئِذٍ سَيَتَبَيَّنُ لَكَ أَنَّكَ تَمْلِكُ اَلْكَثِيرَ .
مدحت مرسي
تربوي وخبير تنمية بشرية