لأول مرة منذ 12 ألف عام .. بركان “هايلي جوبي” يثور في إثيوبيا ويربك حركة الطيران

كتبت – د.هيام الإبس
أطلق بركان “هايلي جوبي” في شرق إثيوبيا على الحدود الإريترية أعمدة دخان كثيفة وحمماً بركانية، مساء الأحد، والتي حملتها الرياح شرقاً لتغطي مناطق شاسعة في اليمن وعمان، وفي طريقها للوصول إلى الهند.
تسببت غازات ثاني أكسيد الكبريت والسحب البركانية في تغيير مسار بعض الرحلات الجوية خلال الساعات الماضية، حيث هبطت طائرة كانت متجهة من كانور إلى أبوظبي في مطار أحمد آباد بعد ظهر اليوم الإثنين.
بينما هبطت طائرة هندية أخرى في مطار أبوظبي لفحص محركاتها قبل عودتها إلى الهند مرة أخرى.
أعمدة الدخان وصلت إلى ارتفاع يتجاوز 10 كيلومترات للبركان الذي ثار لأول مرة منذ 12 ألف عام، وفق برنامج علم البراكين العالمي التابع لمؤسسة “سميثسونيان”.
ويقع البركان في إقليم عفر على بعد حوالى 800 كيلومتر إلى شمال شرق العاصمة أديس أبابا بالقرب من الحدود مع إريتريا.
كما أنه موجود في وادي الصدع، وهي منطقة تشهد اضطرابات جيولوجية كبيرة ناجمة عن اصطدام صفيحتين تكتونيتين وتسجل نشاطاً بركانياً مكثفاً، وقد يشكل تهديداً لحركة الملاحة جنوب البحر الأحمر إذا ما استمر في الثوران.
وكشفت صور الأقمار الصناعية، وموقع “Flight Radar 24″ انتشارا كثيفا للأدخنة المتجهة إلى باكستان والهند، وقد تتسبب في انتشار الأمطار الحمضية على واحدة من أكبر سلال الغذاء العالمية، وتدمير مساحات كبيرة من الزراعات، ولم تكشف أي من الدول المتأثرة عن حجم الأضرار الاقتصادية، أو تغيرات كبيرة في حركة رحلات الطيران.
تراقب سلطات الطيران الهندية الوضع عن كثب، حيث من المرجح أن تصل أعمدة الرماد البركاني من البركان الإثيوبي إلى دلهي وجايبور.
وقد غيرت بعض الرحلات الجوية مساراتها بالفعل لتجنب المرور عبر هذه المناطق.
كما أصدرت شركة”أكاسا للطيران” تحذيراً يفيد بأنها تراقب النشاط البركاني عن كثب بما يتماشى مع بروتوكولات الطيران الدولية، مضيفة أن “سلامة الركاب تظل على رأس أولوياتها”.
أما في عُمان، فقد حذرت هيئة البيئة من الآثار المحتملة للغاز والرماد البركاني.
ومع ذلك، لم ترصد محطات الرصد التابعة لها أية زيادة في مستويات الملوثات حتى الآن.
وأفاد برنامج علم البراكين العالمي التابع لمؤسسة “سميثسونيان” أنه لم يسجل أي ثوران لبركان هايلي جوبي منذ العصر الهولوسيني، وهي فترة بدأت قبل حوالى 12 ألف عام في نهاية العصر الجليدي الأخير.




