لاجئون سودانيون يواجهون أزمات في أوغندا: السجن المؤبد والخلافات السياسية
كتبت: د. هيام الإبس
يواجه اللاجئون السودانيون في معسكر كيرنانغدو بأوغندا تحديات متعددة، تتراوح بين الأحكام القضائية الصارمة التي تصل إلى السجن المؤبد وظروف معيشية قاسية، إلى جانب تصاعد الخلافات السياسية والإثنية التي تؤثر على حياتهم اليومية.
ظروف مأساوية في السجون والمعسكرات
كشف عثمان آدم، الناطق الرسمي باسم المكتب القيادي للاجئين السودانيين في معسكر كيرنانغدو، أن بعض اللاجئين السودانيين يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد بسبب مخالفات قانونية، مشيرًا إلى زيارات ميدانية تُجريها الجهات المعنية للاطلاع على أحوالهم وتقديم الدعم اللازم. وأوضح أن المحتجزين يعانون من الاكتظاظ وسوء الظروف الصحية داخل السجون.
أما في المعسكرات، فالوضع ليس أفضل بكثير؛ إذ يعاني اللاجئون من:
- مساكن متهالكة لا تصمد أمام الرياح والأمطار.
- نقص الخدمات الأساسية كالعلاج والتعليم.
- الجوع وانتشار الأمراض نتيجة غياب الدعم الإنساني الكافي.
صراع البقاء وسط الاستقطاب السياسي
بحسب تقرير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بلغ عدد اللاجئين السودانيين في أوغندا حتى أكتوبر 2023 نحو 54,343 شخصًا، من بين إجمالي 1,741,331 لاجئًا في البلاد. ورغم أن اللاجئين فروا من ويلات الحرب بحثًا عن الأمان، إلا أن الصراعات السياسية والإثنية التي تركوها خلفهم امتدت إلى تجمعاتهم في العاصمة كمبالا ومعسكرات اللجوء.
حادثة تخريج الطلاب السودانيين
شهد حفل تخريج طلاب سودانيين في معهد نيلسون في نوفمبر الماضي توترات سياسية، حيث تبادل الحضور هتافات مؤيدة لطرفي الصراع في السودان (الجيش وقوات الدعم السريع)، ما كاد يؤدي إلى اشتباكات جسدية لولا تدخل العقلاء.
أزمة توزيع المساعدات
في نوفمبر الماضي، برزت أزمة داخل معسكر كيرنانغدو أثناء توزيع مساعدات إنسانية قدمتها السفارة الإماراتية. ورغم وضع خطة توزيع قائمة على مبدأ المساواة، نشبت خلافات بين اللاجئين السودانيين ومجموعات قادمة من كمبالا.
أوضح عثمان آدم أن السفارة الإماراتية قدمت مساعدات تضمنت سلال غذائية، وتم توزيع 30% منها للاجئين من جنوب السودان، و70% للسودانيين داخل المعسكر، إلا أن بعض المجموعات اعترضت واعتبرت هذه المساعدات متناقضة مع دور الإمارات في الصراع السوداني.
جذور الصراع وتأثيراته
أشار الناشط ضرار آدم ضرار إلى أن اللاجئين السودانيين في أوغندا عاشوا مراحل مختلفة من التوتر السياسي. فبينما كانت العلاقات هادئة نسبيًا خلال فترة نظام البشير، تغير الوضع بعد اندلاع الحرب في أبريل 2023، ما أدى إلى تصاعد الخلافات بين المجموعات الداعمة للجيش وأخرى مؤيدة لقوات الدعم السريع.
دور وسائل التواصل الاجتماعي
لعبت منصات التواصل الاجتماعي دورًا في تأجيج هذه الصراعات، حيث أصبحت أدوات لنشر خطاب الكراهية والشحن القبلي بين اللاجئين.
دعوات للتضامن والحذر
دعا المكتب القيادي للاجئين السودانيين إلى ضرورة توحيد الجهود ونبذ الخلافات السياسية داخل تجمعات اللاجئين، مشددًا على الالتزام بالقوانين الأوغندية التي تمنع أي أنشطة سياسية داخل المعسكرات.
وأكد عثمان آدم أن استمرار الخلافات يضر بمصالح اللاجئين ويعرضهم لمخاطر قانونية واجتماعية كبيرة، داعيًا المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى تكثيف الجهود لدعم اللاجئين وتخفيف معاناتهم.