كلمات / د. محمد توفيق ممدوح الرفاعي *
لا تسخر مني يا سيدي
ولا تلمني
فأنا لست بنت ليل
ولا بائعة هوى
ولم أكن لغير الشرف آية
فهلا دخلت أخاديد جراحاتي وعذرتني
كنت زهرة ربيع تداعب دميتها
صغيرة أغفو في حجر أمي
على حلم يداعب جفني
ويدها تداعب شعري
وفي جوف الليل يا سيدي
آه لو تدري يا سيدي
جرف الطوفان خدرنا
وانتزعتني يد الغدر من حجر أمي
آه لو تدري يا سيدي
كمْ يد شلت يدي
وكم جرح أحدثوه في جسدي
فلا تلمني يا سيدي
آه لو تدري يا سيدي
ما بين اقبيه وخيمة سفاح
كم سفكت بكارتي
وتطايرت على الجدران دمائي
وكمْ اهتز عرش الرحمن لصرختي
والسفاح يقهقه على جسدي
لقد جعلوا من أجساد الحرائر ملعبا لفحولتهم
وكأن الرجولة فيما لعبوا
أسواق النخاسة مضمار كرهم ونصرهم
وأكل لحوم الحرائر جل قدرهم
فهلا عذرتني يا سيدي
فأنا لست بنت ليل
ولا بائعة هوى
إنما أنا امرأة تبحث عن غد ضاع منها
امرأة فقدت أمانها
في ليلة جرف الطوفان خدرها
تبحث عن أهل يلتم بهم شملها
عن وطن يكون فيه حبيبها
فأنا ما زلت بتولا في داخلي
وأتجمل بطهر نقاوتي
واحفظ عهدي وأصون كرامتي
وما جرح السفاح إلا غزية
وما للغزية من عار
هذه أنا يا سيدي
فلا تلمني يا سيدي
*د. محمد توفيق ممدوح الرفاعي
كاتب وشاعر شوري