الصومالشئون عربية

لتجفيف منابع الإرهاب.. الصومال يقطع خطوط إمداد “داعش” ويقضي على قائد بحركة “الشباب”

كتبت: د. هيام الإبس

تشهد الساحة الصومالية تصعيدًا لافتًا في العمليات الأمنية والعسكرية، في إطار استراتيجية متكاملة لتجفيف منابع الإرهاب وتفكيك البنية التحتية لتنظيمي داعش وحركة الشباب، وسط تنسيق إقليمي متزايد لمواجهة التهديدات المتصاعدة في منطقة القرن الأفريقي.

بونتلاند تضرب خطوط الإمداد الداعشية في جبال “كال مسكاد”

أعلنت السلطات الأمنية في ولاية بونتلاند، الثلاثاء، تنفيذ عملية ميدانية واسعة استهدفت خطوط الإمداد الخاصة بعناصر تنظيم داعش الإرهابي في منطقة جودير، ضمن جبال باري الوعرة شمال شرقي البلاد.

وأسفرت العملية، التي نفذتها وحدة الاستجابة السريعة “بيرماد” التابعة لشرطة بونتلاند، عن اعتراض مركبة محملة بمواد غذائية وألواح شمسية ومعدات دعم يُعتقد أنها كانت متجهة إلى مواقع داعش في جبال كال مسكاد، المعروفة بتضاريسها المعقدة وصعوبة السيطرة عليها.

وفي السياق ذاته، نفذت وحدة “واران” التابعة لقوات الدفاع بالولاية عمليات تمشيط في المناطق الواقعة بين “لقطة غارار” و”سلسول”، تم خلالها ضبط مخابئ سرية ومعدات دعم لوجستي، كانت تُستخدم لتأمين بقاء عناصر التنظيم المتطرف.

وأكدت سلطات بونتلاند أن هذه العمليات تأتي ضمن جهود مستمرة لتعطيل شبكات تمويل داعش، وحرمانه من الموارد، وتفكيك بنيته العملياتية التي استغل من خلالها وعورة المنطقة منذ عام 2015 لتنفيذ هجمات خاطفة والفرار من قبضة الأمن.

القضاء على قائد بارز في حركة الشباب وإحباط هجوم في “هيران”

بالتوازي، واصلت القوات الخاصة الصومالية “دنب” عملياتها المركزة ضد مواقع وتجمعات حركة الشباب، حيث أعلنت عن تصفية قائد بارز يدعى أحمد محمد (المعروف بمسعود) في عملية نوعية بإقليم باي، كان مسؤولًا عن زرع العبوات الناسفة على الطرق العامة، واستهداف المدنيين وقوات الأمن.

كما شنّت القوات عملية أمنية أخرى في منطقة ليقو بإقليم شبيلي السفلى، تم خلالها تدمير عدد من المخابئ المستخدمة من قبل الحركة، فيما تتواصل عمليات التمشيط في القرى المجاورة لضمان تطهيرها بالكامل من الخلايا الإرهابية.

وفي تطور ميداني جديد، تصدت قوات الأمن والجيش الصومالي لهجوم عنيف شنته حركة الشباب فجر الاثنين على منطقة مكساس بإقليم هيران. واستخدم المهاجمون عبوات ناسفة وهجمات مباشرة، إلا أن القوات الحكومية تمكنت من صد الهجوم، وألحقت خسائر فادحة بالإرهابيين.

وأكدت القيادة العسكرية الصومالية أن القضاء على فلول الإرهاب يمثل أولوية استراتيجية لا تقبل التهاون، مشددة على استمرار العمليات حتى استئصال التنظيمات الإرهابية من كافة الأراضي الصومالية.

تحركات دبلوماسية وأمنية لتعزيز الأمن الإقليمي

 

سياسيًا، بحث الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، على هامش مشاركته في قمة الغذاء الأممية في أديس أبابا، مع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي محمود علي يوسف، تطورات الملف الأمني، والمصالحة الوطنية، وخطة نقل المهام الأمنية من بعثة الاتحاد الأفريقي إلى الحكومة الصومالية.

وأشاد المسؤول الأفريقي بالتقدم الأمني الذي أحرزته مقديشو، واصفًا إياه بـ”التحول الحاسم” نحو تحقيق استقرار دائم في منطقة القرن الأفريقي.

من جهته، دعا الرئيس الصومالي إلى استمرار الدعم الدولي، مؤكدًا أن المرحلة الحالية تتطلب شراكة استراتيجية تضمن الحفاظ على المكتسبات وتعزيز منظومة الأمن.

تعاون استخباراتي متزايد بين مقديشو وأديس أبابا

وفي سياق التنسيق الأمني الإقليمي، عقد مدير الاستخبارات والأمن القومي الصومالي، مهد محمد صلاد، اجتماعًا مع مدير جهاز الاستخبارات الإثيوبي رضوان حسين في العاصمة الإثيوبية.

تناول الاجتماع سبل تعزيز التعاون الاستخباراتي، وتبادل المعلومات، وتنسيق العمليات المشتركة ضد الجماعات المتطرفة العابرة للحدود، وعلى رأسها تنظيم “الشباب”، الذي يُعد تهديدًا مشتركًا للبلدين والمنطقة بأكملها.

وأكد الجانبان أن التنسيق الأمني الوثيق يمثل حجر الزاوية في مكافحة الإرهاب الإقليمي، لاسيما في ظل تصاعد نشاط التنظيمات المتطرفة في المناطق الحدودية الصومالية الإثيوبية.


الكلمات المفتاحية: الصومال، حركة الشباب، داعش في الصومال، ولاية بونتلاند، قوات “دنب”، أحمد محمد مسعود، عمليات مكافحة الإرهاب، القرن الأفريقي، الاستخبارات الصومالية، أديس أبابا، حسن شيخ محمود، الأمن القومي، وضوح الإخباري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى