لعبة الإلهاء والمؤامرة الكبرى
بقلم / رمضان النجار
كانت الدولة العباسية دولة قوية فى أزهى عصور القوة وخاصة فى عهد هارون الرشيد أقوى وأتقى خلفاء بنى العباس . وبعد وفاته بدأ الضعف يتسلل داخل الدولة العباسية وكان السبب الرئيس فى ذلك هو توغل الفرس والترك والمعتزلة فى مفاصل الدولة العباسية بعد أن قربهم الخليفة المأمون وسمح لهم بنشر البدع والتسلط على أهل السنة وظهور محنة خلق القرآن الذى عذب فيها الإمام أحمد بن حنبل رضى الله عنه وأرضاه.
بداية المحنة وقصة الإلهاء
كان المأمون قاسيا على أهل السنة من الذين أنكروا على المعتزلة والمأمون القول بخلق القرأن . وكان المأمون يقرب المعتزلة ويوليهم القضاء وبعض شئون الحكم .ثم مات المأمون وإستمرت المحنة فى عهد المعتصم الذى كان قاسيا فى التعامل مع الإمام أحمد بن حنبل. وبعد وفاة المعتصم زادت الفتنة فى عهد الواثق بن المعتصم الذى كان أشد من عمه وأبيه فى إتباع أهل الرأى والمعتزلة وتمسكا بقضية خلق القرآن فقام بطرد الإمام أحمد بن حنبل من المدينة التى كان يعيش فيها ، ثم قتل الإمام الخزاعى الذى كان على رأى الإمام أحمد بن حنبل بأن القرآن كلام الله وليس مخلوقا. ورغم ذلك كان الإمام أحمد بن حنبل يدعوا أنصاره للثبات وعدم الخروج على الحاكم وعدم الإنجرار وراء أهل الفتنة والغوغاء .
النوايا الحقيقية لأهل الفتنة
ظهرت النوايا الحقيقية للمعتزلة وأهل الفتن بعد وفاة الواثق وتولى أخيه المتوكل خلافة المسلمين .وكان المتوكل يكره المعتزلة ويرفض القول بخلق القرأن وقام بالإعتذار للإمام أحمد بن حنبل وكل من رفض القول بأن القرآن مخلوق .المفارقة هنا هو قيام المعتزلة بالتحريض على قتل الخليفة المتوكل حتى تم قتله على يد حراسه فالذين كانوا يريدون قتل أحمد بن حنبل درءا للفتنة هم من قتلوا خليفة المسلمين إنتصارا لأنفسهم وهواهم وتنفيذا لمخطط الفوضى وإضعاف الدولة الإسلامية .
فرق كبير بين أهل الحق وأهل الباطل فى تقدير قيمة الدولة والخوف عليها من الانجرار فى الفتن وللأسف بعد وفاة المتوكل بدأ الضعف يضرب الخلافة العباسية فى كل مكان لأن أهل الفتن شغلوا حكام المسلمين إبتداء من المأمون وإنتهاء بالمتوكل عن أمور الدولة حتى ساد الضعف البلاد وتمكن أهل الفتنة والضلالة من قتل الخليفة المتوكل.
المؤامرة تتكرر فى كل زمان ومكان
وهذا الأمر مازال يتكرر فى كل زمان ومكان فأهل الفتنة والضلالة يتصدرون المشهد ويصرفون أنظار الناس عن الأخطار التى تحيط بالبلاد بقضايا خلافيه من شأنها زرع بذور الفتنة داخل المجتمع وتأجيج الصراع المذهبى والطائفى داخل الدولة فى الوقت الذى نحتاج فيه للم الشمل والوقوف بقوة خلف القيادة السياسة والدولة ضد الطغيان الخارجى المدعوم من دول تأوى أهل الفتن وتدعمهم فى كل مكان لإضعاف أكبر قوة فى العالم الإسلامى وهى مصر .
مايقوم به أهل الباطل مثل الجماعة الصهيونية المتطرفة الذي يسمون أنفسهم ” فرسان الهيكل” من السيطرة على العالم عن طريق تحريك عملائهم فى كل مكان أشبه مايكون بلعبة تحريك الدمى من خلف الستار بواسطة الخيوط والمطلوب هو عملية الإلهاء لتنفيذ المخططات المعدة مسبقا.
حفظ الله مصر
رمضان عبد الفتاح النجار
كاتب وباحث