السودانشئون عربية

للمرة الأولى منذ أشهر.. برنامج الأغذية العالمي يحرك 3 قوافل لمناطق بالسودان

 

كتبت: د. هيام الإبس

أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة عن تحريك ثلاث قوافل تحمل مساعدات غذائية وتغذوية إلى السودان، تحديدًا إلى معسكر زمزم في شمال دارفور وكادقلي في جنوب كردفان، وذلك للمرة الأولى منذ أشهر. يأتي هذا التحرك وسط دعوات البرنامج لتوفير ممرات آمنة للقوافل الإنسانية إلى المناطق التي انقطعت عنها المساعدات منذ بداية الصراع، خاصة معسكر زمزم الذي يعاني من أزمة مجاعة تأكدت في أغسطس الماضي. وأكد البرنامج أن هذه القوافل يجب أن تصل إلى وجهاتها بأمان وسرعة.

خطوة أولى حاسمة

قال ممثل برنامج الأغذية العالمي ومديره القطري في السودان، إيدي رو: “إنهم يحملون المساعدات للعائلات التي تكافح من أجل البقاء، ويجب ألا تكون هدفًا في الصراع”. وأوضح أن التسليم الآمن لهذه المساعدات يعد خطوة أولى مهمة لتوسيع نطاق الوصول وزيادة المساعدات الإنسانية، ما يساهم في منع انتشار المجاعة.

وتقطع شاحنات المساعدات التابعة للبرنامج مسافة تصل إلى 1500 كيلومتر، مرورًا بخطوط الصراع وعشرات نقاط التفتيش والتضاريس الوعرة، للوصول إلى وجهاتها النهائية. وقد تمكنت القافلة الأولى من عبور حدود “أدري” من تشاد إلى دارفور يوم السبت 9 نوفمبر، حاملة مساعدات لـ12,500 شخص.

للمرة الأولى منذ أشهر.. برنامج الأغذية العالمي يحرك 3 قوافل لمناطق بالسودان 2للمرة الأولى منذ أشهر.. برنامج الأغذية العالمي يحرك 3 قوافل لمناطق بالسودان 3

قرار حاسم لفتح الحدود

أعلنت حكومة السودان يوم الأربعاء عن تمديد فتح ممر “أدري” الحيوي لمدة ثلاثة أشهر إضافية، لتسهيل نقل المساعدات الإنسانية. ورحب برنامج الأغذية العالمي بهذا القرار، معتبرًا إياه “شريان حياة حيوي” لإيصال المساعدات الطارئة للأسر المتضررة في دارفور، ويساهم في توسيع نطاق المساعدة لملايين الأشخاص المعرضين لخطر المجاعة.

وفي وقت مبكر من يوم الثلاثاء، غادرت قافلتان من بورتسودان، إحداهما إلى معسكر زمزم بشمال دارفور، محملة بمساعدات لـ27,400 شخص، وتشمل المكملات الغذائية للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية. وقد نفدت الإمدادات الغذائية في المعسكر الشهر الماضي، حيث سجلت وفيات بين الأطفال بسبب سوء التغذية. أما القافلة الأخرى، فهي متجهة إلى كادقلي في جنوب كردفان، محملة بمساعدات لنحو 10,000 شخص.

استمرار تدفق المساعدات

أكد برنامج الأغذية العالمي أنه يعمل على مدار الساعة لضمان تدفق المساعدات للمجتمعات المتضررة في أنحاء السودان، رغم التحديات الصعبة والمخاطر المحيطة. ودعا جميع الأطراف والجماعات المسلحة إلى الالتزام بتعهداتها وفق القانون الإنساني الدولي وضمان تسليم المساعدات بسلامة.

إذا استمر القتال في السودان مع تقييد وصول المساعدات الإنسانية، فإن البلاد قد تواجه كارثة جوع بحجم تاريخي. وحتى الآن، قدم برنامج الأغذية العالمي مساعدات عاجلة لنحو سبعة ملايين شخص في السودان، لكنه يؤكد الحاجة إلى المزيد لمواجهة الأزمة المتفاقمة.

يذكر أن برنامج الأغذية العالمي هو أكبر منظمة إنسانية عالمية، تسعى لإنقاذ الأرواح في حالات الطوارئ، وتعمل على استخدام المساعدات الغذائية لتحقيق السلام والاستقرار والازدهار للأشخاص المتأثرين بالصراعات والكوارث وتغير المناخ.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.