بقلم / الدكتور محمد النجار
يسعد القلب عندما يرى ضوءا ولو ضئيلا في نهاية النفق ، ويسعد الإنسان عندما يرى أُناساً ينتصرون لقضيته ويرفعون رايته رغم أنهم ليسوا من دينه ولا طائفته ولا يتحدثون لغته. وهذا ماحدث مع الفيلسوف والأكاديمي الأمريكي “كورنيل ويست Cornel West البالغ من العمر(68)عاما ، الذي استقال من جامعة هارفارد الأمريكية العريقة وبالتحديد من كلية اللاهوت-كلية الأديان- دفاعا عن الدماء التي تُراق من الشعب الفلسطيني الذي يدافع عن أرضه وعرضه .
يقول الفيلسوف كورنيل ويست ، حفيد قس الكنيسة المعمدانية والحاصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة في عام 1980 وقد تأثر بالداعية الأمريكي مالكوم إكس ، يقول :
((إنه متأكد من أن إنتقاده لإسرائيل كان أحد الاسباب الرئيسية لحرمانه من الخدمة في جامعة هارفارد. وقال في بودابست إن الحديث عن احتلال إسرائيل لفلسطين قضية محظورة بين دوائر معينة في المواقع العليا)).
ويستطرد قائلا:
((إن كلية الأديان في جامعة هارفارد أصبحت خالية من الروح ، كم هو محزن أن نرى مدرسة اللاهوت المحبوبة بجامعة هارفارد في مثل هذا التدهور والانحلال)).
وكتب على تويتر: أن طبيعة الجامعة المدفوعة بالسوق أدت إلى “عفن روحي”.
وحسب صحيفة هارفارد كريمسون ، فقد استثمرت جامعة هارفارد ما يقرب من 200 مليون دولار في شركات مرتبطة بالكيان الصهيوني.
ربما لم يخطر على بال كثيرين في العالم العربي أن سبب استقالة هذا الفيلسوف هو الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني والدفاع عنه، وانتقاد اسرائيل في تعاملها الإجرامي مع أصحاب الحق الذين يتمسكون بأرضهم ويدافعون عن حقوقهم ومقدساتهم .
إنها إنسانية الإنسان الحر الذي يشعر بألام الآخرين ويتألم لأنين المعذبين المظلومين حتى لو لم يكونوا أبناء وطنه أو دينه وعرقه.
ومما يُحزن القلب أن نرى في العالم العربي من ألقوا بقضية فلسطين وراء ظهورهم ، وتخلوا عن أرضهم ومقدساتهم ، وتحالفوا مع أعداء دينهم ومغتصبي مقدساتهم ، بل ويقومون بتسويق التطبيع المجاني مع اسرائيل رغم عدم وجود حدود بينهم أو حروب خاضوها معهم .
اللهم لك الحمد على شهادة هذا الفيلسوف الامريكي ووقوفه مع الحق الفلسطيني ، وإليك المشتكى فيمن يتخلى عن مقدساته ويتحالف مع أعداءه ومغتصبي أرضه ومقدساته ، وأنت المستعان ولا حول ولا قوة إلا بك ..