لماذا اسلمت؟ (2).. إسلام إبن رئيس هيئة الإذاعة البريطانية البي بي سي
7 مايو، 2020
0
بقلم/الدكتور محمد النجار
شاب بريطاني يعيش في أفخم قصور لندن ، ووالده بيرت الكاثوليكي((رئيس شبكة هيئة الاذاعة البريطانية-البي بي سي BBc على مستوى العالم)) غني عن التعريف إذ يتربع على عرش الإعلام العالمي ، وشهرته العالمية في الآفاق. ومن أشهر عائلات بريطانيا. ـ ووالدته(جين ليك) الفنانة من أصل أمريكي. ولا يخفى ما تبثه وتنشره هيئة الاذاعة البريطانية في تشويه صورة الاسلام والعرب والمسلمين ، وتمزيق دول المنطقة العربية . ولا يتصور عاقل أن واحدا تربى في هذا القصر وتلك الثقافة المعادية للإسلام ومن دولة اعطت وعد بلفور لاستيلاء اليهود على فلسطين المسلمة ،أن يميل للإسلام بل فضلا عن اعتناقه الاسلام في قلب لندن عاصمة الغرب الاوروبي . انه ذلك الشاب العشريني ((جونثان بيرت ابن رئيس البي بي سي)).. وُلد ((جونثان)) في لندن ، ولم تبدو عليه منذ صغره أي دلالات عن اهتمامه بالدين وذلك لنشأته المُترفة في عائلة ثرية مشهورة ، كما لم يهتم والده الكاثوليكي بتنشئته إيمانيا .. حيث يقول والده : «لم أكن رجل دين ولكن كنت أحترم الدين». انتهى ((جونثان)) من دراسته الثانوية والتحق بجامعة مانشستر البريطانية لدراسة العلوم السياسية والتاريخ. وفي الجامعة تقابل مع طالب مسلم زميل له في الغرفة ، شاهد سلوكه وراقب تصرفاته وطريقته في الحياة ، وبتحاور بسيط أدى الى تغيير تفكيره عن الدين الذي كان لا يكترث به . وقد دفعت نظرته الجديدة للدين والحياة لاختياره مادة (( مقارنة الأديان)) في معهد الدراسات الشرقية والإفريقية بجامعة لندن ” في درجة البكالريوس ، وحصل على مرتبة الشرف من الدرجة الأولى في هذه المادة الدراسية. وقال أصدقاؤه بعد هذا الحماس الظاهر: إن جونثان يعتقد أن أفكاره ووجهات نظره يمكن أن تتوهج عبر الإسلام. يقول جونثان : كان عليَّ ان أدرس مقررين ، أحدهما في علم اللاهوت – مسألة الإله – (مقدمة في التراث العلمي للعهدين القديم والجديد) وشعرت انه مثير للاهتمام لكن ليس عليَّ ان اتبعه ، والمقرر الثاني وضعوه لنا عشوائيا عن الاسلام ، ولم يكن عندي أي فكرة عن الاسلام إلا أن هذا المقرر تم تدريسه لنا من “ميسم الفاروقي” ((ابنة الدكتور اسماعيل الفاروقي يرحمه الله الذي استشهد هو وزوجته في ظروف غامضة في الولايات المتحدة الامريكية)) . وبدأ حب ((جوثان)) للإسلام يتوهج في قلبه ، فقرر ان يعمل في عطلته الاسبوعية يومي السبت والاحد في وفي العطلة الدراسية الصيفية في مكتبة إسلامية متخصصة في بيع الكتب والنشرات الإسلامية حتى يخالط المسلمين ويقرأ أكثر عن الاسلام ، فازداد حبه أكثر للإسلام . وقرر أن يكون ايجابيا بالدخول في محاورات ونقاشات مع رواد المكتبة وزبائنها حول الاسلام ، بل ويشرح لهم رؤية الإسلام العظيم في معالجة القضايا العالمية . ويستطرد جونثان: قرأت كتاب محمد أسد الطريق الى مكة ، وترجمة معاني القرآن الكريم الذي أدهشني . والحقيقة شعرت بعدها أنني مسلم ، وتوقفت عن أكل لحم الخنزير وشرب الخمر ، ثم توجهت الى جمعية الطلبة المسلمين وقلت لهم انني مهتم بأن أصير مسلما. وقرر ذلك الشاب البريطاني سليل العائلة العريقة اعتناق الاسلام رسميا ، وتغيير حياته كليا ، فاختار لنفسه إسماً قرآنيا ((يحيى)) والمذكور في سورة مريم : (( يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (12)) سورة مريم. وسعيا لاستكمال حياته على النهج الاسلامي ، قرر ((جونثان – يحيى)) الزواج من فتاة مسلمة ملتزمة بدين الاسلام ، وفي شهر يوليو عام 1997م تزوج من ((فتاة هندية مسلمة اسمها فوزية بورا)) تعمل صحفية وحاصلة على مرتبة الشرف في اللغة الإنجليزية من جامعة أكسفورد ، و تُحَضِّر الماجستير في “تاريخ مصر الوسيط” في جامعة أكسفورد البريطانية ، ولم يقضيا شهر العسل في اللهو والشواطئ العارية ، إنما قَضَيَا شهر العسل في زيارة القدس ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسوريا والأردن والاثار الاسلامية والمسيحية ايمانا منهما بأن هذه المنطقة العربية مهد الحضارات الانسانية .. ويقول جونثان : إننا أمة الاسلام ، أمرنا الله بالدعوة إلى الله وبالموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، حيث يقول الله تعالى في كتابه العزيز: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)، «النحل: 125». ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: “بلغوا عني ولو آية”. وهكذا نرى إسلام هذا الشاب طواعية وبإرادته المحضة دون إكراه ، وتحول الى مسلم ايجابي ، وتم ميلاده من جديد في اليوم الذي اعلن فيه اسلامه .. .. فهل نبحث عن انفسنا نحن المسلمين ونولد من جديد بفهم اسلامي صحيح مع تنفيذ كل تعلمناه عن الاسلام حتى ننهض بأمتنا من جديد ..؟! الدروس المستفادة من اسلام الشاب البريطاني جونثان ((يحيى)): 1. نحن أمة الاسلام ، أمة خاتم الانبياء والمرسلين ، وهذا شرف عظيم لمن يدرك حقيقة هذا التشريف بما فيه من تكليف يتمثل في نشر عقيدة الاسلام وشريعته السمحة. 2. لم يكن انتشار الاسلام بالسيف كما روج المستشرقون والعملاء لهم ، وقد رأينا ذلك في قصة اسلام جوثان ((يحيى)). 3. احتياج البشرية للإسلام ، وضرورة ابلاغ غير المسلمين بالإسلام بكافة الطرق ، وقد رأينا أعدادا كبيرة تأثرت بأقل معلومة صحيحة عن الاسلام تفتح لها قلوبهم وينشرح بها صدورهم ويدخلون في الاسلام مثل هذا الشاب جوثان ((يحيى)). 4. مسئولية الحكام المسلمين والأفراد امام الله عن التقصير في الدعوة الى الله . 5. تأثير سلوك الانسان المسلم على غير المسلمين ، وقد انتشر الاسلام في شرق اسيا عن طريق تجار حضرموت وسلوكهم الاسلامي الراقي في الصدق والامانة والسماحة وحسن التعامل مع اهل هذه البلاد رغم ان هؤلاء التجار لم يكونوا علماء أو فقهاء ، انما كانوا مسلمين حقيقيين. 6. يتوهج نور الايمان في القلوب الصافية حتى لو كانت ناشئة في القصور العالية والعائلات الغنية المترفة كما رأينا في قصة اسلام ((جونثان)) ابن رئيس شبكة هيئة الاذاعة البريطانية . 7. انتشار الإسلام في البيئات الحرة مثلما راينا ولا زلنا نرى انتشار الاسلام في اوربا وامريكا ، عكس مايحدث في الدول المتخلفة الطائفية والمستبدة .. وهذا يوضح حقيقة هدف الفتوحات الاسلامية وهو السعي لتحرير الانسان ليختار دينه وعقيدته بكامل حريته دون اكراه من قبيلة أو من عشيرة أو نظام ((وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)). 8. يجب على الرجل المسلم والمرأة المسلمة ان يختار كل منهما لحياته شريكا مسلما إسلاما حقيقيا وليس اسلاما شكليا موروثا خاليا من الالتزام بشعائر الاسلام وشريعته واخلاقه ، بما يضمن اقامة اسرة مسلمة تقيم شعائر الاسلام وتضيف للمجتمع ابناء صالحين يساهمون في بناء المجتمع وتعمير الارض . . اكيد هناك دروس اخرى ليتنا نتلقاها من القراء يسرنا أن نتلقاها ..
ادعو الله ان يلهمنا الصواب في الفكر والقول والعمل ، ويرزقنا الاخلاص فيما نكتب وننشر ، ويعفو عنا إذا نسينا أو أخطأنا وأن يتقبل منا الصيام والقيام ويحفظنا ويحفظ ديننا وأوطاننا ومقدساتنا .. اللهم امين