أراء وقراءات

لماذا الأزهر الشريف ؟ ؟

بقلم/ محمد الخمَّارى

الناس فى حاجةٍ إلى الاستقرارِ الرُّوحيِّ  والاطمئنانِ النفسى أكثر من حاجتهم إلى الارتياح البدنى والعضلى . فإذا كان الطعامُ والشرابُ غذاءٌ للبدن فإن العلمَ غذاءٌ للروح .

أيقن العالَمُ أن الحروب الفكرية والنفسية لها مردودٌ ونتائجُ أكبر بكثير من مردودِ ضراوةِ حروبِ القنابلِ العُنقوديةِ والهيدروجينيةِ . بل مسخُها واستنساخُها للهدف ( الواقع والمستقبل) أضعاف مسخ الصواريخِ والقذائفِ  لتلك الأهداف. وعلى الرُّغمِ من هذه الاعتبارات والنظريات والنظرات الحديثة للعالم الجديد إلَّا أن أزهرَنا الشريفَ ما زال في سُباتٍ عميقٍ ولم يلمعْ فجرُ ليله بفعلِ فاعلٍ ترك الدورَ الرئيسي الذى به نالَ الشرفَ من إصلاحٍ للناسِ  ظاهراً وباطناً بالوعظِ والإرشادِ كمدرسةٍ فكريةٍ وسلوكيةٍ معتدلةٍ فلما تخلَّى عن هذا الدورِ العظيمِ تسلَّق القردةُ جدرانَه ووَلَغَ الكلابُ فى مواعينه .

اقشعرَّ جلدى أسفاً على اهتمامِه المبالغِ فيه بإصلاح الأبدان دون إصلاح العقولِ والأفكارِ . دخل في سباقٍ لا ناقةَ لهُ فيه ولا جملٌ ، وجَّهَ طلابَه وحفَّزَهم نحو كلياتِ القمةِ ( الطب _ الهندسة ) ، وترك مَنْ يحكمُ فى دماءِ النَّاسِ وأعراضِهم وعقولِهم وتهذيبِ سلوكِهم لِنُخالةِ طلابه منهم كُسَيرٌ وعُجَيرٌ وثالثٌ ليس به خيرٌ على منابر الوعظ والإرشاد والإصلاح الفكرى ومنها على شاشاتِ التلفازِ فى حالة هرجٍ ومرجٍ وتخبطٍ وصدامٍ ليس بين مسائل المستحبات والفضائل والمكروهات فحسب. بل خلافاتٌ في أحكام الحلال والحرام فى الواجبِ والمتروكِ ِ ( خلاف التضاد )   مما يدفعُ مؤسسةَ الأزهر إلى إيجاد مبررات مستمرة للذود عن هذه الصدامات بين أفراد عائلتها وفى بعض الأحيان تتبرأُ من بعضِهم .

قليلٌ ما نرى منهم مَن يملكُ أدواتِ تحريرِ القضايا الشرعيةِ لكن عن الكثير منهم حدِّثْ ولا حرجَ ابتداءً من خُطباءِ الجُمعةِ مروراً بهيئة التدريس خصوصاً المراحل الأولى والمتوسطة الذين يُحكمُ بجهل كثيرٍ منهم مع أول منطوقٍ و ملفوظٍ سمعه تلميذٌ فى المرحلةِ الابتدائيةِ الذي يعلمُ أن المبتدأ مرفوع وكذلك الخبر وأن المفاعيل الخمسة من منصوبات الأسماء فلم يجد ذلك على لسان ولغة كثير من الخطباء والواعظين وفى الأصل أن هذا التلميذَ لا يشغلُهُ ولا يفيدُه فى تلك المرحلة العُمُرية المبكرة أحكامَ زنا المحارمِ ورضاعَ الكبير و أكلَ لحمِ الجَزورِ ( الجَمَل) أو حدودَ الحرابةِ ( البُغاة ) إنما رسوب ونجاح المتكلم يكون طبقاً لما تدركه عقول المستمعين فضلاً عن سقوط الواعظين من  البداية من عيون كثير من الجالسين لعدم امتلاكهم للاقناع بالحجة والبرهان

نحن لا نقبل رُغماً عنا ضعفاء الأزهر بحجة لاسبيل لهم إلا هذا السبيل من منظومة التعليم ذات المؤهل الواحد  ( الجامعى ) ولو كان غير مُؤَهَّل .

*  يا أزهرُ أرجوك رجاءَ متوسلٍ  ….

عُدْ لدارك سالماً عاجلاً     .

*  حاجةُ الوَرَى لدورك مَطْلَبٌ…..

خُذْ بأيدينا كما كُنتَ سابقاً     .

* مَنْ لنا بعدَ الإلهِ غيرِكُمُ ……

بمكةَ البيتُ !! وبمصرَ البيتُ أزهرُ جامعاً     .

* عنكُمُ المعبودُ وجِنانُه عُرِفَ ……

بكُمُ النَّجاةُ من جهالةِ الجهلِ سرمداً .

( الشعر تأليف كاتب المقال )

لماذا الأزهر الشريف ؟ ؟ 2
محمد الخمَّارى
كاتب صحفي وخبير استراتيجي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.