تقارير وتحقيقات

لماذا الاعتراض السعودي على التوصية بوقف التطبيع مع اسرائيل

بقلم:الدكتور محمد النجار.
تحت عنوان “القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين” تم عقد مؤتمر البرلمانيين العرب التاسع والعشرين في الاردن يوم الاحد الماضي 03-03-2019م وكان من بين توصياته الختامية توصية بوقف كل اشكال التقارب والتطبيع مع الاحتلال الصهيوني.
ولا شك أن هذه التوصية تُعبِرُ عن موقف الشعوب العربية والاسلامية بالإجماع على رفض التطبيع والتقارب مع اسرائيل، ويشهد بذلك موقف الشعوب التي ارتبطت دولها بمعاهدات مع الكيان الصهيوني من رفضها الفعلي للتعامل بأي شكل مع الكيان الصهيوني.
والعجيب في الأمر ان السعودية متمثلة في رئيس مجلس شورتها عبدالله بن محمد أل الشيخ اعترض على هذه التوصية الرئيسية التي تنص على ((وقف كل اشكال التقارب والتطبيع مع الاحتلال الصهيوني)) وطالب بإزالتها قائلا : ان هذا من مسئولية السياسيين وليس البرلمانيين.
وقد رد عليه رئيس الاتحاد البرلماني العربي”رئيس مجلس النواب الأردني”، عاطف الطراونة قائلا : أن الشعوب العربية ترفض جملة وتفصيلا التقارب والتطبيع مع إسرائيل وأن البرلمان العربي يرضخ لإرادة الشعوب العربية”.
وقد أثار موقف السعودية متمثلا في رئيس مجلس الشورى(حتى وإن كان قد حاول بعد ذلك تفسير موقفه) جدلا في هذا المؤتمر انتهى بإبقاء تلك الفقرة التي دعت الى وقف التطبيع مع إسرائيل وكافة أشكال التقارب معها.
ويثير موقف السعودية (بغض النظر عن مواقف دول اخرى مثل الامارات) وهي خادمة الحرمين الشريفين وبها قبلة المسلمين ان تكون هي الداعية لرفض التوصية التي تطالب بمقاطعة اسرائيل ووقف التطبيع معها حيث حافظت السعودية طيلة السنوات الماضية على رفع شعار الاسلام ورعاية احوال المسلمين ، مما جعل الشعوب المسلمة تنظر الى السعودية نظرة الدولة الراعية للإسلام ومصالح المسلمين وحماية الاسلامية خاصة القدس الشريف مسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم . فما الذي حدث في السياسة السعودية وموقفها الذي يثير كثير من التساؤلات والهواجس لدى الشعوب المسلمة في الوقت الحاضر؟ ومدى تأثير تلك التغيرات على مشاعر المسلمين تجاه السعودية مستقبلا ؟
واذا لم تنتبه السعودية فستكون مغامرة لها غير محمودة العواقب وستؤثر سلبا على مستقبل السعودية التاريخي.
هذ .. وقد تسلم رئيس مجلس الشورى السعودي جائزة التميز في نفس المؤتمر وأشاد بدور المملكة ودور الملك سلمان وولي عهده الامير محمد بن سلمان وجهودهم في ترسيخ الشورى وتفعيلها في البرلمانات العربية لصالح الشعوب العربية.
نسأل الله ان يحفظ كل بلاد المسلمين مما يُحاك لها في العلن والخفاء من اعدائها في الداخل والخارج ومخاطر التقسيم والطائفية التي يخطط لها اعداؤها في غيبة الوعي العربي والاسلامي ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.