لماذا رفضت جامعة الزيتونة منح الملك سلمان الدكتوراه الفخرية
بقلم الدكتور /محمد النجار
أرادت الرئاسة التونسية تكريم الملك سلمان بن عبدالعزيز عاهل المملكة العربية السعودية ، وربما لم تجد لديها افضل من منحه شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة الزيتونة العريقة ، فطلبت تجهيز شهادة الدكتوراه الفخرية بشكل يليق بالملك سلمان قبل زيارته لتونس اليوم الخميس28/03/2019م لحضور الدورة الثلاثين للقمة العربية يوم 31 مارس 2019 .
رفض جامعة الزيتون طلب الرئاسة :
وفوجئت الرئاسة التونسية برفض قاطع من جامعة الزيتونة بعدم منح شهادة الدكتوراه الفخرية للملك سلمان وذلك في “تصريح تلفزيوني رسمي وعلني” على قناة التاسعة التونسية من رئيس جامعة الزيتونة قائلا :
” إن الجامعة تُسند الشهادات لأصحاب العلم فقط” .
وقال :” أن مواقف جامعة الزيتونة كانت دائما مشرفة لأنها ” لم تكن يوما أداة لخدمة الدولة ، وأنها لن تكون أيضا وسيلة هدم في مؤسسات الدولة ”
واستطرد قائلا : أن للدولة طرق أخرى لتكريم الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز.
والواقع ان ذلك الرفض من رئيس جامعة الزيتونة لطلب الرئاسة التونسية بتقديم شهادة الدكتوراه للملك سلمان موقفا طبيعيا ، حيث أن العلم لا يتم تقديمه هدايا مجانية أو مجاملة ترفيهية ، حتى لا ينتقص حق العلم والعلماء خاصة إذا كان المطلوب تقديم شهادة الدكتوراه الفخرية ربما لم يحصل على شهادة جامعية ، وربما يمكن تجاوز ذلك اذا كان المطلوب له شهادة الدكتوراه الفخرية تشهد له المؤسسات الدولية في المجالات الانسانية مثل مجالات العلم والسلام والحريات وحقوق الانسان .
كما ان الدولة لا تعدم وسيلة لتكريم الرؤساء والملوك بعيدا عن تسخير الصروح العلمية للمواقف السياسية خاصة في الظروف التي تمر بها الدول العربية وهي مشرذمة وشعوبها مشردة وتحت خط الجهل والفقر والمرض.