لماذا عجزت الدفاعات الإسرائيلية عن صدّ جميع الصواريخ الإيرانية؟

كتب – محمد السيد راشد
رغم ما تمتلكه إسرائيل من منظومات دفاعية متقدمة، إلا أن التصعيد العسكري الأخير مع إيران كشف عن ثغرات واضحة في قدرة هذه الأنظمة على صدّ الهجمات الصاروخية المكثفة، خاصة مع وصول صواريخ باليستية إلى عمق مدن حيوية مثل تل أبيب وحيفا.
منظومة معقدة لكنها ليست محصنة
يقول محمود الكن، الصحفي في قناة الجزيرة، لا توجد منظومة دفاع جوي في العالم تصل فعاليتها إلى 100%. فآليات الدفاع تعتمد على عدة طبقات، وتستخدم أحيانًا أكثر من صاروخ اعتراض ضد كل صاروخ مهاجم، ما يُجهد النظام الدفاعي عند التعرض لهجوم مكثف.
الطبقات الدفاعية الإسرائيلية:
-
القبة الحديدية: مخصصة لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى من 4 إلى 70 كيلومترًا.
-
مقلاع داود: تغطي مدى من 40 إلى 300 كيلومتر.
-
السهم 3 (Arrow 3) وTHAAD: مخصصة لاعتراض الصواريخ الباليستية التي قد يتجاوز مداها 1500 كيلومتر.
الإشباع الصاروخي: نقطة ضعف حرجة
أوضح “الكن” أن منظومة مثل ثاد THAAD الأمريكية قد أظهرت نجاحًا كبيرًا في الاختبارات النظرية، لكنها تواجه تحديًا كبيرًا على أرض الواقع، خصوصًا عند إطلاق دفعات متزامنة من عشرات الصواريخ، حيث تدخل في عملية تُعرف بـ”الإشباع الصاروخي”.
وتعني هذه العملية أن المنظومة تضطر إلى اختيار أولويات: أي صاروخ يجب اعتراضه أولاً؟ وأي الصواريخ قد يُسمح له بالسقوط إذا كان متجهًا نحو مناطق غير مأهولة؟
الصواريخ الفرط صوتية.. تهديد من نوع آخر
ويضيف “الكن” أن بعض الصواريخ المستخدمة ربما كانت فرط صوتية، أي أن سرعتها تتجاوز 5 أضعاف سرعة الصوت، وهذه الصواريخ تقوم بمناورات متقدمة أثناء العودة من الفضاء إلى الغلاف الجوي، وتستخدم “الانزلاق” الجوي لتفادي الاعتراض.
وتسبب هذه الصواريخ ظاهرة “التأيّن” – أي أنها تولد شحنات كهربائية تؤدي إلى تشويش على أنظمة الرادار، وهو ما يقلّل فعالية الأنظمة الدفاعية ويُعقّد من عملية رصد واعتراض الصواريخ في الوقت المناسب.
السياق الميداني: هجوم إسرائيلي وردّ إيراني عنيف
بدأت إسرائيل فجر الجمعة هجومًا واسعًا تحت اسم “الأسد الصاعد”، شنت خلاله غارات جوية استهدفت منشآت نووية وقواعد صواريخ ومقار أمنية في العمق الإيراني، وأعلنت اغتيال قادة عسكريين وعلماء في المجال النووي.
وفي مساء اليوم ذاته، بدأت إيران الرد بهجوم صاروخي ضخم تضمن:
-
صواريخ باليستية بعيدة المدى
-
طائرات مسيّرة انتحارية
-
ضربات طالت منشآت حيوية في تل أبيب وحيفا
وأسفر الهجوم الإيراني عن سقوط قتلى وعشرات المصابين، إضافة إلى أضرار مادية كبيرة شملت مباني ومركبات ومرافق حيوية.