تقارير وتحقيقات

لماذا منح الرئيس ماكرون الجنسية الفرنسية لمهاجر غير شرعي ؟

قصة حفيفية توضح الاسلوب الحضاري لتعامل فرنسا مع حادث انقاذ ظقل من السقوط 

كتب/ د.محمد النجار

كان مامادو غاساما (22 عاما)  ،المهاجر الافريقي غير الشرعي من مالي ، يمر من الشارع فرأى  جمعا من الناس يصرخون وسيارات تطلق أبواقها” لطفل عمره اربع سنوات معلق ويتدلى من الدور الرابع يتهيأ  للسقوط . وفي خلال ثلاثين ثانية كان هذا الشاب الافريقي يتسلق واجهة المبنى ويمسك بالطفل وينقذه على مرآى من الشارع مما أدهش المارة الذين التقطوا هذا المشهد بالصور والفيديو التي شاهدها اكثر من اربعة ملايين فرنسي خلال ساعات قليلة.

وقد حظي تصرف مامادو البطولي بإعجاب فرنسي على الصعيدين الشعبي والرسمي  بما فيهم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي قابله اليوم الاثنين 28 مايو 2018م في قصر الاليزيه ،قال له الرئيس ماكرون ” لقد أصبحت مثالا لأن ملايين من الناس شاهدوك، إذا من الطبيعي أن يكون الوطن وفيا تجاهك”.  وقرر الرئيس الفرنسي تسوية أوراقه تمهيدا لمنحه الجنسية الفرنسية.

وحظي الموقف العفوي والبطولي بتقدير وامتنان كبيرن من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في فرنسا، و تعالت المطالبات من المواطنين وأيضا من شخصيات سياسية لتسوية وضعه الإداري.

وكان الناطق باسم الجمهورية بنجامان غريفو  قال الأحد في تغريدة على حسابه في تويتر “مامادو غاساما تصرف بشكل بطولي، لإنقاذه في باريس، طفلا دون أن يفكر في حياته هو. هذه الشجاعة الكبيرة تمثل وفاء لقيم التضامن في جمهوريتنا، يجب أن يفتح أمامه أبواب مجتمعنا”.

وكان بعض المارة  قداتصل بفرق الإنقاذ في حدود الساعة الثامنة من مساء السبت محذرين من وجود طفل يتدلى من الطابق الرابع من شرفة بناية في شمال العاصمة الفرنسية. ولدى وصولها تبين لها أن شابا تمكن من إنقاذ الطفل البالغ من العمر أربع سنوات. وقالت “بالصدفة، تواجد شخص يتمتع بلياقة بدنية عالية وبالشجاعة ليهب لمساعدة الطفل”.

وقد تكلفت فرق الإنقاذ بالطفل ومنقذه، اللذان كانا في حالة الصدمة. بحسب ما نقلته صحيفة “لوبارزيان” الفرنسية.

من جانبه قال  مامادو غاساما لوسائل الاعلام :”رأيت جمعا من الناسا يصرخون وسيارات تطلق أبواقها”. وتابع “تسلقت المبنى وأحمد الله لأني تمكنت من إنقاذه. لقد شعرت بخوف شديد ونقلت الطفل إلى غرفة المعيشة ورحت عندها أرتجف، لم أكن قادرا على الوقوف على رجلي واضطررت إلى الجلوس”.

كما يتضح التعامل الحضاري مع القضيةبالتحقيق مع والد الطفل وايداعه السجن لإهماله ، بعد ان أظهر تحقيق الشرطة الباريسية أن الطفل خرج إلى الشرفة بينما كان والداه غائبان عن المنزل. وقد وضع والد الطفل (37 عاما) ولا سوابق إجرامية له ، في الحبس على ذمة التحقيق لتركه طفله من دون مراقبة بحسب ما أفاد مصدر قضائي. وكانت والدة الطفل خارج باريس عند وقوع الحادث.

بينما تم نقل الطفل عقب الحادث إلى مستشفى “روبرت دوبريه” قبل وضعه في مركز رعاية “إليانور روزفلت” لرعاية الأطفال في الدائرة العشرين بباريس. بحسب ما نقلت قناة “بي إف أم” الفرنسية.

هكذا كان تقدير رئيس فرنسا شخصيا لهذا المهاجر الافريقي غير الشرعي لكنه انقذ طفلا فمنحه الجنسية بينما في بلاد العرب لايجد المواطن ابن البلد أي رعاية أو اهتمام مما يدفع الشباب يكرهون دولتهم وحكومتهم بل وينحرفون بأفكارهم نكاية في اهمال حكوماتهم وانتقاما من تصرفات السلطات الهمجية في بلادهم ..

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.