لم ينقذني من هذا الكابوس سوى نداء زوجتي “الله أكبر..الصلاة خير من النوم”
كيف أنام ..مع ابشع غارات على غزة واكثر من 400 شهيد في هذه الليلة
بقلم / الدكتور محمد النجار
حتى النوم في ساعاته القليلة كنت فيه مع أهل غزة؟ كنت معهم وأنا في منامي.. معهم تحت الأنقاض لا يسمع أنيني أحد،وكيف يسمع وطوابق أبراج المباني التي قصفتها الطائرات الاسرائيلية بلا رحمة فوق رأسي وجسدي ؟
وأصبحت آلاف الأطنان من الخراسانات والطوب والحجارة فوق رأسي؟
وأشلاء أطفال حولي تتقاطر منهم الدماء ، ونشيج شيخ يلفظ أنفاسه الأخيرة ودموع الدم تتدفق من عيونه بعد انفجار رأسه!!
ووسط تلك المعاناة تحت ذلك الركام الرهيب ومشاهد الموت والقتل والرعب والظلام تلتف حول عنقي، وأشباح ظلام الليل مع ظلام الركام يدق رأسي ويرتعش جسدي ولا استطيع اتحرك من هول الموقف وبشاعة المناظر ولا أمل في نقطة ضوء تفتح لو طاقة صغيرة لعل أحد يسمعني ..
واستمعت أخيراً لصوت النجاة “الله أكبر .. الله أكبر ..
فأيقنت أن هذا هو نداء النجاة من تلك المأساة ..
ولم يكن هذا النداء سوى نداء زوجتي “الله أكبر الله أكبر الصلاة خير من النوم”
فكان إنقاذي من ذلك الموقف الرهيب في المنام هو صيحة (((الله اكبر الصلاة خير من النوم))
ايقظتني لصلاة الفجر.
فاستيقظت وأثار الدموع في عيني،وضربات قلبي تدق بشدة، اسمعها في كل وريدي وشراييني، ولازلت اسمع نشيج هذا الشيخ في أنفاسه الأخيرة!!
فكيف يهنأ المرء في النوم لمجرد أحلامه بهذه المناظر المرعبة؟ فكيف بمن يعشيونها حقيقة واقعة؟؟
إنها غزة التي تدفع ثمن الدفاع عن شرف الأمة..
وهل يستطيع النوم إنسان شريف في وسط تلك الجرائم الاسرائيلية؟
الشرف له ثمن ،، وفلسطين ومقدساتنا وغزة يستحقون هذا الثمن.
إنها صيحة الله أكبر التي أيقظتني من الفجيعة في نومي، وهي الصيحة التي في إنقاذ الأمة في كل مآسيها. وفي كل حياتنا الشخصية بإذن الله ..
الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر ولله الحمد
د.محمد النجار 23-10-2023م فجرالإثنين 7ربيع الثاني1445هـ