أراء وقراءاتاحدث الاخبار

لنكن أكثر واقعيه… بقلم : الدكتورة منى هبره

لنكن أكثر واقعيه... بقلم : الدكتورة منى هبره 8

ساعه بين التقليب بين مجموعات الواتس ، اطير من مجموعه لاخرى لعلي اجد خبرا جميلا  أو مقاله مميزه ، أو حتى نبأ علمي جديد .

لا شيء مختلف :مجموعات من المقالات والبوستات المتشابهه التي تتكلم عن الاسلام وقرب رمضان ، وجدول للعباده أقوى ، وأوقاتا لتكثيف العباده ، وكيف اختم القرآن في رمضان في يوم وليله ، وقصص عن السالفين ومبالغات عن حياتهم وزهدهم في العيش كأنهم على عبادتهم وتقواهم  لم يبنوا أمة  قوامها العلم والجهد والاجتهاد والعمل ، وكأن الحضارة التي تركوها بنيت فقط على الأقوال دون الأعمال.

لنكن أكثر واقعيه…….

نظرت الى زوجي جالسا الى جانبي يقلب في قنوات الاخبار وتساءلت سؤالا او ان اعيد طرحه عليكم احبتي ؟؟؟

قلت له :اشعر ان جوالي يكاد يخرج له لحيه من شده التقوى ، ومن كثره النصوص الدينيه ، اليس من الغريب في أهذا شأن جوالات اهلها أن  يكون حالهم  وواقعهم هكذا ؟؟؟

لماذا ما نقوله وما نرسله لبعضنا البعض في واد ، وحالنا في واد اخر ؟!.

لا اخفيكم ان زوجي سرح بنظره بعيدا ثم أجاب بعد فتره من الزمن : لعل الداخل غير الخارج !! .. لعل الداخل غير الخارج ؟؟

إذا كان الخارج هو إنعكاس للداخل الذي في النفوس ، وكان الواقع الخارجي مؤلما ومليئا باشياء لا يحبها الله ولا الرسول ،

إذا ما الذي يوجد في الداخل ؟؟

بماذا تمتلئ النفوس حتى أفرزت هذا الواقع الغريب ؟؟

دعونا نتخيل حال القلوب ونضرب أمثله :

لو كانت القلوب مليئه بالحب والرحمه الن يكون الواقع أسمى  ، وعلاقاتنا ببعض تمتلئ حباً  ، والفه ، والناس كلها سعيده ، والفقر والبؤس في أدنى حالتهما بوجود التكافل بين أعضاء المجتمع المحب الرحيم .

لو كانت القلوب ممتلئة سلاما ، واعذارا .. ألن يكون الواقع أكثر أمنا وسلاما بين البشر أجمعين ،ولعاشت الذئاب مع النعاج في قطيع واحد .

لو كانت القلوب ممتلئه ورعا وتقوى.. ألن يكون الواقع اقتصادا مزدهرا ، وخدمات كامله متكامله في كل مرافق الحياه.

لو كانت القلوب ممتلئه اخلاصا ، وايمانا ..ألن يكون الواقع مجتمعا متينا يحمل القوي فيه الضعيف و يتكفل فيه الغني الفقير.

لو كانت القلوب أحبتي ممتلئه إخلاصاً ، ستكون هي الأمر على أيدينا بحسن العمل ، وعلى أفعالنا وأخلاقنا بحسن الفعل والخلق وسيكون الواقع عملا وعلما وانجازا ، وسواعد تدفع بعضها البعض الى واقع ينهض بنفسه ويشرّف أصحابه .

لعلي سرحت في خيالي الى الجنه… ،

سأعود الى الارض !! …وكلي أمل ان أحوالنا ستنصلح فقط بمجرد وعينا أن نرفق القول بالفعل ، وأن تعمل أيدينا ، و أفعالنا أكثر مما تقوله ألسنتنا .

فيقيني ان مجرد استمرار الحياه على الارض معناه أن الخير لايزال غالبا للشر ،

و إذاً لماذا نرى كثيرا من مظاهر الشر ؟!

جاءني الرد من بعيد:

لان الخير يعمل بهدوء واستمرار دون كلل أو ملل ، حتى آفاق بعيده .بينما يستعرض الشر عضلاته ، مارا في الشوارع والساحات .

لان الخير دائما يخطط لاهداف بعيده بينما يعمل الشر دائما على الاهداف القصيره لانه لا يملك القدره على الاستمرار للبعيد .

واذا ..لماذا تمتلئ جوالاتنا بالدعوات الى الخير والى ما يرضي رب الكون ؟؟.

ولا نرى في واقعنا ما يعكس هذا ؟ ؟!!لنكن أكثر واقعيه... بقلم : الدكتورة منى هبره 9

أدمنا تذكير الغير ….ونسينا تذكير أنفسنا .

تعودنا الإشارة إلى الشر …… ونسينا أن بقوم بفعل ما يزيل الشر بدلا من الاشاره إليه فقط .

تطرفنا في الدعوه إلى الخير…. وتركنا دفع الشر ، ولو بكلمة ، بحركة ، بفعل خفي لا نطلب من ورائه شهره ولا مقابل.

ألم نخلق اساسا لعمارة الأرض……؟؟!!

وهل يكون الإعمار إلا باقتران القول بالعمل ؟؟!!

ومتى انفصل القول عن العمل إلا في أيامنا هذه ؟؟!!شهر

الا يجب إن يدلنا واقعنا المحبط أننا مقصرون في العمل ، وأننا المسؤولين عن تغيير الواقع وليس فقط مجرد التذكير والإشارة لما ينبغي عمله.

لنعتدل اذا ، ولنوازن جوانب حياتنا ، في كل ابعادنا واركان حياتنا.

لنكن اكثر واقعيه في طرحنا لقضايانا الدينيه :فنحن بحاجة إلى تذكره بنوافح الإيمان بنفس القدر الذي نحتاج فيه التذكرة بما يصلح به واقعنا من أعمال تزكي أرواحنا و تصلح واقعنا ، وتصلح ما أفسد المفسدون .

فرب معالجه لمشكله حدثت بين أخوين تفتح بابا للصلح بينهما ، ولعل عرض مشكله بين جارين ، تؤلف قلوب أهل شارع وحيّ.

لربّ قيامك بتنظيف رصيفك مما يرميه الآخرين دون اعتبار لقيمة عليا في الدين اسمها النظافه تساهم في نظافه الخارج والداخل.

ولعل موظف مخلص في عمله يضرب المثل في ربط الاخلاق بالعمل فلا يتغيب ، ولا يتحجج على مراجعته بأعذار واهية ويقوم بعمله كاملا دون الحاجه الى رشوة أو غيره تعزز قيمه الإخلاص في العمل .لنكن أكثر واقعيه... بقلم : الدكتورة منى هبره 10

ولعل فهم المسؤول في موقعة أن المسؤوليه خدمه لمن انتخبوه وليس خدمة لمصالحه الشخصيه  يعمل على رفع بلد بإكمله ، وتعزز معنى التكليف الحقيقي .

ولعل اخلاص معلم في محراب تعليمه ، ينشأ جيلا محبا للعلم والعمل ، ينهض للحياه مشمراً ذراعيه وعقله لتغيير واقع يحاصرنا من جميع الأطراف بالسوء والإحباط.

ليس بالأقوال نحيا احبتي وإنما ،

بتكامل الاقوال والاعمال ،

بايمان يصدقه عمل ، وتجارب تنتج تطبيقا ،

بإن تكتب فقط ما تعتنقه وتفعله في حياتك،

وأن تذكر نفسك والآخرين بقيم وأعمال تصلح حقا واقعا أفسده التنافر بين القول والعمل .

لنعمل دائما وجميع أحبتي أن تكون الحياه :

#حياه

#جمال

#وعي

#د.منى_هبره

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.