تقارير وتحقيقات

مؤامرات الإثيوبيين بالسيطرة على مياه النيل بدأت قبل 655 عاما

سنة 1365 ظهر على الساحة الدولية ضابط فرنسى يدعى فليب دومزيير، واخذ يروج لحملة صليبية على مصر  في عهد حكم الملك الأشرف زين الدين شعبان، وكانت خطته أنه أقنع ملك قبرص بضرورة ضرب مصر في العمق الاقتصادى بالتعاون مع ملك الحبشة في ذلك الوقت عبر تحويل مجرى نهر النيل وتم الترويج لها بشكل دينى لكنها فشلت، بسبب قيام الكنيسة المصرية بفضح مخطط الأحباش وحلمهم بتحويل مجرى النيل، فقام المماليك الذين كانوا يحكمون مصر في ذلك الوقت بضربة استباقية ومنعوا الأوروبيين من الوصول إلى أعالى النيل والبحر الأحمر.

ووفق تقرير نشرته صحيفة المصري اليوم تحت عنوان ( أطماع الأحباش في النيل )، انقطع الحلم الإثيوبى بالسيطرة على النيل لمدة تصل إلى 495 عاما لكن عاد من جديد في عهد الملك الإثيوبى، كاسا هايلو «تيودوروس الثانى» 1860 في فترة نشاط الأطماع البريطانية الفرنسية في السيطرة على الشرق وتأمين طرق التجارة إلى الهند، حيث أوغلت إنجلترا وفرنسا الحقد والغل في الصدر الإثيوبى تجاه مصر، حتى وصل الأمر إلى أن تعلن إثيوبيا الحرب على مصر في عهد محمد سعيد باشا.

ووفقا لكتاب (إسرائيل في النيل) فإن الملك الحبشى أرسل خطاب تهديد لمصر قال  فيه :”إن النيل سيكون كافيًا، لمعاقبتك، حيث إن الله قد وضع في أيدينا ينبوعه وبحيرته ونماءه، فمن ثم يمكننا استخدامه في إيذائك”، لكن تدخلت الكنيسة المصرية للمرة الثانية في عهد البابا كيرلس الرابع، ونجحت في رأب الصدع وإنهاء الخلاف ومات المشروع عام 1860.

واستمر الحلم الإثيوبى تحت الرماد لنحو أكثر من 130 عاما تم خلالها توقيع عدد من الاتفاقيات بين القاهرة وأديس أبابا بين الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك ومليس زيناوى رئيس الوزراء الإثيوبى الأسبق في 1 يوليو عام 1991، نصت على عدم قيام أي من الدولتين بعمل أي نشاط يتعلق بمياه النيل واحترام القوانين الدولية والاتفاقيات الموقعة بين البلدين.

ورغم ذلك لم تلتزم إثيوبيا بذلك واستغلت حالة الحراك الشعبى التي شهدتها البلاد عقب قيام ثورة 2011 وبدأت في إنشاء مشروعها الذي تدعى أنه مشروع تنموى وهو في الحقيقة غير ذلك ومترتبط بالأحلام التاريخية الاستعمارية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.