مؤتمر (ONTiC 2025) بالقاهرة يرسم خريطة علاج لسرطان الرئة
26الف حالة إصابة جديدة بسرطان الرئة سنويا في مصر
كتب – حسام فاروق
شهدت القاهرة انعقاد المؤتمر الدولي لأورام الصدر والرئة ONTiC 2025 على مدار يومين، ليشكل محطة فارقة في مسيرة مكافحة سرطان الرئة محليًا وإقليميًا. المؤتمر الذي جاء برعاية وزارتي الصحة والتعليم العالي ومستشار رئيس الجمهورية، وبحضور نخبة من كبار العلماء والخبراء الدوليين، أكد أن مصر باتت لاعبًا رئيسيًا في صياغة مستقبل علاج هذا المرض الذي يُسجل أكثر من 26 ألف إصابة جديدة سنويًا داخل مصر، ويظل الأكثر فتكًا عالميًا مع أكثر من 2.4 مليون حالة جديدة في عام 2022.
حضور دولي وتوصيات محورية
المؤتمر الذي ترأسته الدكتورة علا خورشيد رئيسة المؤسسة الدولية لأورام الصدر والرئة، والدكتور كريستيان روالفو رئيس الأورام الطبية بجامعة أوهايو، استقطب 42 عالمًا وخبيرًا من واضعي السياسات العلاجية عالميًا، إضافة إلى مشاركة 1200 طبيب وجراح أورام من مختلف الجامعات والمستشفيات المصرية. وقد خلصت المناقشات إلى توصيات جوهرية تمثل حجر الأساس لعلاج سرطان الرئة في مصر والمنطقة، أبرزها اعتماد الفحص الجزيئي الشامل قبل بدء أي علاج، واعتبار الكشف المبكر عبر التصوير منخفض الجرعة ضرورة وطنية لرفع نسب الشفاء وتقليل معدلات الوفيات.
تحول في ممارسات العلاج
أكدت التوصيات أن العلاج المناعي والعلاج الموجه لم يعودا رفاهية، بل أصبحا جزءًا أساسيًا من السيطرة على المرض، مع ضرورة إتاحتهما لكل مريض يستحقهما. كما أبرز المؤتمر أهمية التقنيات الجراحية الحديثة والجراحة الروبوتية والعلاج الإشعاعي الدقيق (SBRT) في تحسين نتائج العلاج وتقليل المضاعفات وتسريع التعافي. ولم يغفل المؤتمر دور الرعاية الداعمة وإدارة الألم كجزء لا يتجزأ من خطة العلاج، لضمان مرافقة المريض طبيًا ونفسيًا حتى اكتمال رحلة الشفاء.
السجل القومي لسرطان الرئة
من أبرز ما خرج به المؤتمر هو الدعوة إلى إنشاء سجل قومي شامل ومرقمن لسرطان الرئة، يتيح قاعدة بيانات دقيقة تساعد في التخطيط الصحي ورصد نتائج العلاج على مستوى الدولة. هذا السجل يمثل خطوة استراتيجية نحو بناء منظومة رعاية حديثة قائمة على الطب الشخصي والطب الدقيق، بما يضمن أفضل فرص للشفاء لكل مريض.
شراكة مصرية أمريكية ورؤية عالمية
أجمع العلماء المشاركون على أن المعركة ضد سرطان الرئة انتقلت من مرحلة “العلاج الكيماوي الشامل” إلى “الطب الجزيئي الفردي”، حيث يعتمد المستقبل على تفكيك الشفرة الجينية للورم واستهدافها بدقة. وأكدت الدكتورة علا خورشيد أن الهدف الأساسي هو تحويل أحدث إنجازات العلم إلى حلول علاجية قابلة للتطبيق في النظم الصحية محدودة الموارد، مع التركيز على الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، وضمان الوصول العادل للتشخيص والعلاج واستدامة التمويل.
منصة دولية
مؤتمر ONTiC 2025 لم يكن مجرد حدث علمي، بل منصة دولية أعادت رسم خريطة علاج سرطان الرئة، وأكدت أن مصر تمتلك الكفاءات والإمكانات لتقود هذا التحول في المنطقة. ومع التوصيات الملزمة التي خرج بها المؤتمر، تتجه مصر نحو بناء منظومة صحية حديثة قادرة على مواجهة أحد أكثر الأمراض فتكًا في العالم، وتحويل التحديات إلى فرص للشفاء والأمل.
