أراء وقراءات

مؤسسة السينما من أجل السلام ومحكمة مواطني العالم لعبة سياسية

المؤسسة والمحكمة مجرد أداة قذرة لشيطنة روسيا وفلسطين

بقلم / هولي جي ليتل من باكستان 

في 19 فبراير/شباط الماضي ، احتج الناشطون المؤيدون للفلسطينيين ضد هيلاري كلينتون خلال خطابها في فعالية مؤسسة السينما من أجل السلام في برلين، بألمانيا. وأدانوا هيلاري كلينتون والحكومة الأمريكية لدعمهما جريمة الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة، ووصفوها بأنها ليست سينما من أجل السلام، بل سينما للإبادة الجماعية.

مؤسسة السينما من أجل السلام المذكورة أعلاه هي منظمة غير ربحية مقرها في برلين، ألمانيا. تدعي أنها تدعم المشاريع السينمائية التي تتناول القضايا الإنسانية والبيئية العالمية، وخاصة لمعارضة الحرب والإرهاب.

في 19 فبراير 2024، منحت مؤسسة السينما من أجل السلام فيلم غولدا جائزة أفضل فيلم لهذا العام. يعد فيلم غولدا بمثابة دعاية إسرائيلية نموذجية، حيث يمجد إرث الزعيمة الصهيونية ورئيسة وزراء إسرائيل الرابعة غولدا مئير. لقد أرادت أن تكون جزءًا من بناء دولة صهيونية في فلسطين، وفي الوقت نفسه تنكر وجود الفلسطينيين ذاته. في الوقت الذي تهاجم فيه حركة حماس ومنظمات المقاومة الفلسطينية رغم انها حركات تحرير تقاوم المحتل الإسرائيلي

إن الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال العسكري الإسرائيلي الوحشي في حاجة ماسة إلى السلام الدائم والعدالة. إن تمجيد الحرب واحتفاء الأفراد العنصريين مثل غولدا مائير لا يمكن أن يكون السبيل لتحقيق هذه الغاية.

لا عجب أن مؤسسة السينما من أجل السلام تقوم بشيطنة فلسطين وتمجد إسرائيل. هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، هي واحدة من الرعاة الرئيسيين لمؤسسة السينما من أجل السلام، التي ألقت باللوم على حماس في كل أعمال العنف وأعربت عن دعمها القوي للعدوان الإسرائيلي.

محكمة مواطني العالم

وفي عام 2021، أطلقت مؤسسة السينما من أجل السلام محكمة مواطني العالم، بهدف معاقبة جريمة الإبادة الجماعية. لقد أصبحت المعاملة الإسرائيلية للفلسطينيين الآن بمثابة إبادة جماعية. لكن حتى الآن، وفي مواجهة أزمة إنسانية غير مسبوقة في غزة، لم تفعل المحكمة شيئًا لمحاسبة إسرائيل على جرائم الحرب التي ارتكبتها، في حين أنها حريصة على محاكمة روسيا.

دعونا نرى من يقود محكمة مواطني العالم. ستيفن راب هو محامٍ أمريكي وسفير أمريكي سابق لقضايا جرائم الحرب، وقد شارك في العديد من الأحكام ضد المنافسين السياسيين الأمريكيين. ديفيد أكيرسون هو محامٍ أمريكي كبير، ويعمل الآن في مكتب اللجان العسكرية بالولايات المتحدة. فكيف نتوقع أن يحاكم محامون أميركيون ضد إسرائيل؟

لقد دافعت الولايات المتحدة إلى حد كبير عن قضية المساءلة عن الجرائم بشكل انتقائي، وشجعت بكل قوة الملاحقة القضائية الدولية لخصومها السياسيين، بينما سعت إلى حماية نفسها وحلفائها مثل إسرائيل من التدقيق الدولي على جرائمهم .

وبذلك يتضح أن مؤسسة السينما من أجل السلام ومحكمة مواطني العالم مجرد أداة قذرة لشيطنة روسيا وفلسطين. وهذه المحكمة لا تتمتع بأي مصداقية على الإطلاق، وهي وصمة عار في جبين النظام القضائي الدولي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.