مابين الدنيا والآخره .. ضاعت الأمة بأكملها !! بقلم : الدكتورة منى هبره

مابين الدنيا والآخره .. ضاعت الأمة بأكملها !! بقلم : الدكتورة منى هبره 1
العمل عبادة ( الارشيف)

نهتم جميعًا بآخرتنا، ننظر لها على أنها المآل الأخير ، و لها نخبئ كل الأحلام ، والأمنيات ، وكل شيء لم يتحقق لنا في هذه الدنيا، نحوله للآخره ونطلب من العلي القدير أن يكون نصيبنا في الآخره ، وهكذا دواليك …

أما الدنيا فأغلبنا ينظر إليها إما نظرة يائس محبط، أو نظرة زاهدٍ تارك كل ما فيها أملاً في الحصول على النعيم في اليوم الآخر !!

وما بين هاتين النظرتين. ضاعت الأمة بأكملها ؟؟؟

وتركنا الدنيا التي خُلقنا فيها بالأصل لنكون فيها عمّارًا لها ، تركناها لأقوام اعتقدنا أنهم قد عُجلت لهم طيباتهم في الدنيا، وخُبئت لنا طيباتنا للآخره وكأننا لم نقرأ الآية :

(قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ، قل هي للذين آمنوا في الحياه الدنيا خالصة يوم القيامة )

سبقنا أقوام في اكتشاف ما يوجد على سطح الارض، وفي باطنها ، وفي خارجها .

ووصلوا إلى تقنيات واختراعات لم تخطر ببال أحد ، أنا واحدة من الذين شهدوا انقلابًا في المعلومات لم يعد العقل أحيانًا – قادرًا على استيعابها ، الجوال-  لتقريب المسافات، الطائرات لاختصار الوقت، الكرة الأرضية أصبحت ملعبًا لوسائل التواصل الاجتماعي التي قربت كل بعيد، واختصرت الأزمنة، ونحن لا نزال في مرحلة التفاصيل : هل يجوز هذا قبل هذا، و كم يبلغ طول الثوب أو قصره في أمور لا أنكرها في الدين، بل أنكر أن يغلب اهتمامنا بها على اهتمامنا بالأصل وهو إعمار الكون بالخير !

وكم يؤلمني قول أحدهم :هم يتعبون ويؤلفون ويعملون ونحن نقلدهم :

لم ارتضينا هذه المكانة ؟؟

لم تركنا لهم الأمور كلها يعملوا بها ونحن الأولى بالاكتشاف والاختراع ، والفكر والتفكير والتأليف .

الأجوبه جاهزة :

هم يجدون من يقدر عملهم ونحن لا نجد، هم تتوفر لهم وسائل وخيارات لا تتوفر لنا

هم لديهم كذا وكذا ونحن لا نملك.

وأسباب كثيرة لا استطيع عدّها أو حصرها، والحقيقة أن الأسباب الحقيقية هي ما ذكرته أولاً :

نحن إما يائسون لم نقم لنقهر اليأس ونتعلم كيف تتم الأمور .. وكيف يتم التخطيط، وكيف نمارس الإدارة ، وكيف تتم طرق عمل الأشياء، و نظرنا إلى من يعمل بطريقة : مسكين لِمَ يعذب نفسه ، لن يجد من يقدره، لن يلاقي النتيجة التي يحلم بها، مسكين نهايته ستكون إلى جانبنا يتحسر على ما أضاع وما فعل : ونسينا أن من يعمل إنما هو يجتهد، فمن أخطأ فله أجر، ومن أصاب فله أجران ،

إضافه إلى أنه ملأ حياته بالعمل، وهذا العمل قد قدم له المتعه رغم كل الصعاب والتي يحلو لي أن أصفها بأحداث الحياة، فلو كانت الحياة على نسق واحد لقتلنا الملل ولضقنا بها زرعًا !!

أو يكون من زمرة الزاهدين: الذين فهموا خطأ أن الحياة هي ممر للآخرة، فتركوا العمل فيها وجلسوا ينتظرون النهاية معتبرين أن التسبيح والتحميد، والصلاة والذكر هي العبادة فقط !!

وأكيد لن أنكر أن ما ذكرت من وسائل هي العبادة: إنما هي العبادة الخاصة بل بينك وبين ربك إنما لب العبادة هو العمل : والعمل بما منحك الله إياه من سر خاص: جزء مميز فيك، لابد من أن تجتهد لتعرف ما هو ؟! ومن ثم تقوم بالتعبد من خلاله بالعمل به :سماه البعض الشغف ، وسماه آخرون السر ، والبعض قال إنه ذاتك ونفسك ، إنما الحزء الهام هو كيف أصل إلى هذا الجزء :ماهي الطرق التي يجب أن أسلكها لأعرف ما الذي حباني به ربي لأقوم بعمله كي يكون شاهدًا لي يوم القيامة ؟! إن كنت من العاملين المخلصين

ما بين هذين الصنفين ضاعت الأمة …

الآن نقول :آن الأوان

آن أوانك أيتها الأمة وأنت المليئة بالذوات الفاعلة من الشباب والفتيات، من الرجال والنساء، من الشيوخ من كافه الأعمار

خيرك يا أمتي فيك، فقط يحتاج أن يقدح زناده فتعلو الهمم، وتتحرك العبقريات ، وتنشط الأجساد في بناء ذواتها والتأثير في بيئاتها لتصبح أكثر صحة، أكثر إنتاجًا، أكثر إنحازًا، أكثر تفكيرًا ، فتنتهي الأمية في بلادي، ونتعلب على الجهل، وتنتشر ثقافه (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا ) .

من أحياها بالعلم

من أحياها بخلق حسن

من أحياها بتفكر وتدبر

من أحياها بابتسامه وصدر رحب

من احياها بكلمة طيبة

من أحياها بحسن ظن وتفاؤل

من أحياها بأمل لغد أفضل

ولنتذكر أن الحياة :

#حياة

#جمال

#وعي

 

د .منى _هبره

Exit mobile version