تقارير وتحقيقات

ماذا أفعل إذا بكى شخص أمامي فجأة

من اختيارات أ.د.نادية حجازي نعمان

من المواقف التي يمكن أن يتعرض لها أي شخص هو أن يبكي أمامه أحد بشكل مفاجئ، سواء كان يعرفه أو لا سيتسبب هذا الموقف في التوتر والقلق، وربما تنتج عنه ردود فعل غير مريحة للباكي، حتى وإن كانت غير مقصودة.

تقول مارسيا رينولدز، مؤلفة كتب عن التنمية البشرية: “عندما يبكي شخص ما في محادثة غالبًا ما يتفاعل الشخص الآخر بدافع عدم ارتياحه، وتكون ردود الأفعال ضارة أكثر من كونها مفيدة، إذا هرعت لتهدئة البكاء، فقد يشعرون بالضعف أو الإحراج أو حتى بالذنب قد يشعرون بقلة حيلتهم أو حتى عدم احترامهم لوجودك”، وفقا لموقع “سيكولوجي توداي” للصحة النفسية.

ردود الفعل غير المفهومة أحيانا قد تسبب إحباطا للشخص الذي يبكي، أو الندم على فعل ذلك أمامك، على حد قول رينولدز، لذلك تجنب مقاطعتهم أو محاولة إيقافهم، فقط امنحهم المساحة الآمنة للشعور بالراحة لا الخوف أو التوتر.

تتطلب مساعدة الشخص الذي يبكي ذكاءً عاطفيًا، لا سيما في شكل إدارة الذات، ويجب أن ندرك أن التعبير العاطفي لشخص آخر له تأثير علينا، وأن نكون قادرين على التعبير عن ماهية هذا التأثير، الخوف، القلق، الغضب وغير ذلك. على حد وصف ديبورا غرايسون رجيل، مستشار الاتصال القيادي بجامعة كولومبيا.

وتقول رجيل إن إدارة الذات تتطلب أن نتحكم في عواطفنا في الوقت الحالي، وأن نتكيف مع ما هو مطلوب لهذا الشخص تحديدا، وفق ما ذكرته لموقع “هارفرد بيزنس ريفيو”.

على الرغم من أنه من الصعب الامتناع عن الحكم على ردود الفعل العاطفية، فلا تحكم على البكاء على أنه أمر سيئ، وفق ما قالته رينولدز، فالعواطف هي استجابات كيميائية وهرمونية للمنبهات، ويجب أن يشعروا بالأمان في البكاء حتى يتمكنوا من معالجة التجربة وتخطيها.

تقول رينولدز: “عندما لا تسمح بمعالجة المشاعر بالكامل وتحاول إيقافها للشخص الذي يبكي، فإنك تحرمه من فرصة أن يكون على طبيعته معك، يجب أن يشعروا بالأمان الكافي لمشاركة كل أفكارهم وتردداتهم وشكوكهم وصراعاتهم دون قلق”، ومن النصائح المهمة في هذا السياق:

  • مشاركة التجربة العاطفية مع الشخص الذي يبكي، وإظهار تعاطفك معه، من خلال محاولة التعايش مع مشاعره مثل الحزن أو اليأس أو الخذلان.

ولكن لا تدع هذه المشاعر تستمر معك لفترة طويلة، يجب أن تفرق بين القلق التعاطفي عندما تشعر بالتعاطف تجاه شخص ما، وبين الضيق التعاطفي عندما تجسد مشاعرهم بمرور الوقت.

  • تجنب توجيه النقد أو الكلمات السلبية لهم بمجرد انطلاقهم في البكاء.

  • لا تكن فضوليا بدرجة كبيرة والاهتمام بما يدور في رأس الشخص الذي يبكي، في البداية يجب أن يشعروا بالأمان ثم توجيه السؤال إذا كان بإمكانهم الحديث أم لا، لا تفرض عليهم شيء.

  • استخدم الصمت للسماح لهم بالتفكير في هدوء دون إلحاح بسيل من الأسئلة.

-لا تركز على محاولة توقف البكاء، بل امنحهم المساحة الكافية للتعبير عن مشاعرهم وإخراج الطاقة السلبية بداخلهم.

نقلا عن الكاتبة الشيماء أحمد الفاروق

الجمعة 12 مارس 2021

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.