أراء وقراءات

ماذا بعد عام من بدء تفشي كورونا

بقلم / أ.د. نادية حجازي نعمان

كتبت إلى العالم أجمع مقالتي السابقة منذ عام وذلك فور إعلان منظمة الصحة العالمية حالة طوارئ دولية نظرًا لتفشي الإصابة بفيروس كورونا كوفيد 19 فى عدة دول في ذلك الوقت.

وأعلن مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم مساء الخميس 30 يناير  2020 بعد اجتماع لجنة الطوارئ بالمنظمة، وهي لجنة خبراء مستقلة، وسط أدلة متزايدة  عن انتشار الفيروس في حوالي 18 دولة .

أعلنت فى مقالتي من خلال  الجريدة الأليكترونية المرموقة وضوح والتي يقودها أ. مدبولي عتمان وهو رئيس تحريرها ونائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية والغير مسبوق فى فن الإدارة .

وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز”، فإن إعلان الطوارئ يمنح تلك المنظمة الدولية السلطة لإصدار تنبيهات وتحذيرات بشأن السفر للمدن والمناطق والبلدان المتأثرة بالمرض.

كانت المنظمة قد أكدت في25/يناير / 2020 عدم وصول الفيروس إلى الشرق الأوسط وكان خبرًا رائعًا ولكن توالت أحداث أخرى وليتنا إلتزمنا بتوجيهات الشريعة الإسلامية التي وضعت من اكثر من 1400 عام قواعد واضحة لتخطي هذه الأزمة .

عندما تواجد الفيروس فى الصين خرج معظم الناس فرارا من الفيروس القاتل وكان هذا اول خطأ تم وأحدث مانحن فيه الآن ثم أعلنت الصين اغلاق المطارات وتعليق رحلات الطيران …..حجر صحى كامل … وكانت فعلا هذه افضل طريقة للسيطرة على الفيروس وقد قال منذ أكثر من 14قرن من الزمان رسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام عن الطاعون وهو وباء مثل وباء كورونا ” اذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها واذا وقع بأرض وانتم بها فلا تخرجوا منها” .. بمعنى أن الحجر الصحى أول من تكلم عنه هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول الرسول ” ليس من أحد يقع الطاعون فيمكث فى بلده صابرا محتسبا يعلم انه لا يصيبه الا ماكتب الله له الا كان له مثل اجر شهيد .

يعتقد البعض أن كورونا أزمة ولكن الأمر ليس كذلك إطلاقًا ولكنها حكمة إلهية لمصلحة البشر فلقد قال الله تعالى فى كتابه العزيز ويتعهد فى هذه الآية

” سنريهم آياتنا فى الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم انه الحق “.. يتعهد الله الجميع بأنه سيظهر العلامات الدالة على صدق الاسلام وصدق نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .وبالفعل تظهر عجائب قدرة هذا الفيروس على فعل مالا يصدقه عقل ولكنها سنن الله فى كونه . بعد انتشار الفساد فى الأرض كان لابد من الخالق أن يعيد عبيده إلى صوابهم شفقة عليهم ورحمة بهم وتقول الآية القرانية

” ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس ليذيقهم بعض الذى عملوا لعلهم يرجعون ” أى يعودون الى الله ويتوبون اليه ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم ” إذا احب قومًا ابتلاهم فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط ومايزال الله ينزل البلاء بالمؤمن والمؤمنه فى نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة …..الكل يردد أن الفيروس غضب من الله  وهذا تفكير خاطئ بكل المقاييس فقد يكون تكفير للذنوب ورفعة للدرجات .

وطرق الوقاية من الأمراض والأوبئة أن نقرأ فى صباح كل يوم ومساء كل ليلة ” بسم الله الذى لا يضر مع اسمه شيء فى الأرض ولا فى السماء وهو السميع العليم ” .ولنكثر جميعا من الحوقلة ( ذكر لا حول ولا قوة إلا بالله ) …..

كم أبطل الله به سحراً .. وصرف حسداً .. وقضى ديناً .. وفتح باباً .. وفرج كرباً .. وشفى مريضاً .. وأحدث معجزة .. إذا رددت “لا حول ولا قوة إلا بالله” بيقين تكون قد تبرأت من قوة أهل الأرض كلهم وتبرأت من حولك وإرادتك وتصرفك .. تكون قد أعلنت ضعفك وهزيمتك ووكلت الأمور لمن له الحول والقوة المطلقة في السموات والأرض وفوضت الأمر لمن يقول : { كن فيكون }. ذكر “لا حول ولا قوة إلا بالله”: هو القوة لمن سقطت قواه ووهنت عزيمته .. وأعلن ضعفه وفقره وانفراده وألمه وعجزه لخالقه .. وهو كنز من كنوز الجنة .. رددوها لا حول ولا قوة إلا بالله …فاللهُم أخرجنا من حولنا وقوتنا إلى حولك وقوتك .. ومن عزمنا إلى عزمك .. ومن ضعفنا إلى قوّتك .. ومن إنكسارنا إلى عزتك . . ومن قلة و ضيق إختيارنا إلى براح إرادتك .

تجري الأيام بنا خلال العام الماضي وينطلق فيروس كورونا ليعلمنا  درسًا لاينسى فلقد طور هذا الفيروس نفسه  إلى فيروس كورونا المستجد والذي له مواصفات أقوى …لقد تمكن من إصابة الأطفال أيضا والجميع يتفرج دون ثمة تفكير فى الأمر ….هلا فكرنا مثل هذا الكائن المتناهي فى الصغر ….هلا فكرنا فى تطوير أنفسنا مثله !!!!! .يقول الله تعالى ” قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ” ….هيا بنا جميعا نرضي خالقنا ونزكي ونطور ونطهر أنفسنا فليس كورونا بأكثر عقل من الإنسان .

هيا نتحرك كلنا معًا …بالإيجابية ستحل الأزمة فالله يقول عز وجل ” إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .

جرى بنا العام بخطوات سريعة جدًا ووجدنا أنفسنا أمام كم هائل من الأبحاث العلمية ولكن جميعها صبت في قارب واحد أن الفيروس ليس له حتى الآن دواء شافي بالكامل  ….يعلم كل العلماء فى هذا المجال وأنا أحدهم حيث أنني أنتمي لقسم النبات والميكروبيولوجي بجامعة الأسكندرية …الكل يعلم أن المضادات الحيوية غير فعالة ضد الإلتهابات الفيروسية …خلال هذا العام المضي لم يتوقف لحظة الباحثون فى هذا المجال وأخيرا وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على دواء ريمديسيفير لعلاج المصابين بهذا المرض الفيروسي بالمستشفيات سواء البالغين أوالأطفال عمر 12 عام كما أعلنت من أيام إدارة الغذاء والدواء الأمريكيةبإمكانية استخدام باريسيتينيب مع الدواء الأول ممن وصل معهم الإصابة للإحتياج إلى أجهزة التنفس الإصطناعية.

الاثنين 1 فبراير 2021

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.