تتنامى دعوات السلام في المنطقة العربية خاصة مع اسرائيل حتى تنعم المنطقة العربية بالهدوء والسلام وتنمية الاقتصاد في المنطقة ، كما تتطلع اسرائيل الاستفادة من اقتصاديات النفط الخليجي والسوق الاقتصادية الواسعة في العالم العربي والاسلامي ، واذا كانت انظمة كثير من الدول العربية تحاول التطبيع مع اسرائيل دون أن تراها الشعوب ، فإن اجهزة الاعلام الاسرائيلية اصبحت تتحدث علانية عن هرولة بعض هذه الانظمة العربية بأكثر مما كانت تتوقعه اسرائيل. والسؤال : هل اسرائيل تسعى للسلام الحقيقي مع العالم العربي والاسلامي؟ وإذا افترضنا ان تأتي تصريحات المسئولين الاسرائليين بنعم ، فهل الواقع الحقيقي يدل على رغبة حقيقية لاسرائيل في السلام ، ولنأخذ جانب واحد من التصرفات الاسرائيلية متمثلا في قرار الكنيست الاسرائيلي الذي يمثل اليهود حيث أقر الكنيست الاسرائيلي يوم الاربعاء 18-07-2018 الموافق 05 ذوالقعدة 1439هـ’ قانون “الدولة القومية” وينص على أن إسرائيل هي “الدولة القومية للشعب اليهودي”، وأن حق تقرير المصير فيها “يخص الشعب اليهودي فقط”. كما ينص على أن تنمية الاستيطان اليهودي من القيم الوطنية، وتعمل الدولة لأجل تشجيعه ودعم إقامته وتثبيته. فماذا تعني يهودية اسرائيل؟؟؟ !!! 1. أن القدس الكاملة والموحدة هي عاصمة إسرائيل ، وليس للمسلمين أي حق فيها. 2. أن اللغة العبرية ستصبح اللغة الرسمية في إسرائيل بعدما كانت اللغتان العربية والعبرية شبه رسميتين وتستخدمان في الوثائق الرسمية. 3. الاستيلاء على الاراضي العربية واقامة المستوطنات اليهودية عليها بحماية القانون اليهودي. 4. تهجير الأمم الغير يهودية، ومن هذا المنطلق الأوضاع المزرية في الأماكن والقرى الغير يهودية (العربية والدرزية والشركسية والبدوية والمسيحية) ، هي ثمرة سياسة تنتهجها إسرائيل تجاه سكانها الغير يهود، بأمر من الغرب. 5. توحيد القدس وتهويدها، دون الإبقاء على أي معالم أخرى غير يهودية، وجعلها عاصمة إسرائيل الأبدية، وعلى هذا الاساس، تتجه الحكومات الاسرائيلية دائما مع تقدم اسرائيل في العمر نحو اليمين المتطرف، ليصبح اعتقاد الغرب بدولة إسرائيل دولة يهودية خالصة، تنتظر عودة المسيح. فما موقف الداعم الرئيسي لاسرائيل وهي الولايات المتحدة الامريكية؟ كان المتفائلون الذين ينتظرون قيام امريكا بدور تهدئة تعطي فيه الشعب الفلسطيني حقه في اقامة دولة على جزء من أرضها في فلسطين وتكون القدس عاصمة لها ، وكان هذا سيؤدي الى السلام فترة زمنية تهدأ فيها المنطقة وتنعم شعوبها بشئ من الرخاء الاقتصادي والأمنى إلا أن امريكا فاجأت الجميع بما فيهم محبيها ومروجي سياساتها في العالم العربي بعدة اجراءات منها : 1. الاعتراف بأن القدس المسلمة عاصمة ابدية لإسرائيل ا 2. نقل السفارة الامريكية في الارض المحتلة الى القدس لتطبيق الاعتراف عمليا بأن القدس عاصمة اسرائيل ولا عودة لها للفلسطينيين. 3. ابقاء المسجد الاقصى مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أيدي الصهاينة اليهود ،وذلك يتحقق بالابقاء على الاحتلال الصهيوني على القدس. 4. إلغاء حق عودة الفلسطينيين الى ديارهم والذي اكتسبوه بموجب القرارات الدولية. 5. الغاء حصة امريكا في منظمة الاونوروا التي كانت تساعد في تعليم اطفال اللاجئين الفلسطينيين. فماذا تبقى لمصداقية اسرائيل المغتصبة لأرض فلسطين المسلمة ولمسجدها الاقصى مسرى رسولها ؟؟ وماذا تبقى لأمريكا (أم اسرائيل) من مصداقية بعد قيامها بكل الاجراءات العدائية ضد المسلمين لصالح اسرائيل ؟؟ وتتساءل امريكا عن اسباب الكراهية في المنطقة العربية ، فهل يحق لها أن تتساءل هذا السؤال ؟