أراء وقراءاتشئون عربية

ماذا كان ينتظر وائل في تلك اللحظة؟

ماذا كان ينتظر وائل الدحدوح في تلك اللحظة؟

ماذا كان يتوقع؟ ماذا كان يرجو ويتمنى؟ أن يحرك حمزة أنامله فعلًا؟ أن يشعر بوجه أبيه فيرتدَّ حيًّا؟ أن ينهي المزاح الثقيل بأن يعود واقفًا ويأخذه في حضنه؟ أن يخبره أنهم كفّنوه بالخطأ وأنه نجا من الموت كمعجزة؟

 

هنا.. يعود سيدُنا وائل إلى قبل سبعة وعشرين عامًا، حين كان المشهد مشابهًا، لكن في ظروف ميلاد لا وداع، حين لمست أصابع حمزة وجهه للمرة الأولى، وخربشته أظفاره للمرة الأولى، وعلقت أصابعه داخل لحيته للمرة الأولى، حين وهبته أمه آمنة إلى حضن أبيه وعيونها لامعة بالحنين، ليبكي حينها حمزة ويضحك وائل..

 

واليوم، يمسك وائل بيد حمزة كي يرد فيه الروح ولو لدقيقة تسمع بوداع أخير، يتمنى أن تغوص أصابعه في لحيته كما كان يفعل، يتمنى أن تخربشه أظفاره، وأن تدغدغه أنامله، وأن تلتحم كفه بوجهه، فيرى الدنيا كلها ملخصةً في يدٍ متناهية الصغر إلى جواره، ولكن هي الدنيا، وتداول الأيام، وأقدار الله، أن تسترده أمه آمنة من أبيه إلى حضنها وعيونها لامعة بالحنين، ليضحك اليوم حمزة، ويبكي وائل.

مختارة من حساب يوسف الدموكي على منصة X.

 

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.