كتبت / أ.د.نادية حجازي نعمان
قرأت عن قصة فيلم فى منتهى الغرابة وأحببت أن ألخصها لكم:
الفيلم بدأ بإن الإٔنسان عمره الحقيقي مُسجل على الذراع الأيسر لكل الناس ويرى المشاهد بعينه الثواني وهي بتخلص والدقائق والساعات ..
والمرعب في الفكرة إنهم بيستعملوا العمر ده في التعاملات المادية بدل الفلوس
بمعنى إنهم لما بيحصلوا على احتياجاتهم العادية اليومية بيستعينوا بالدفع عن طريق عمرهم اللي على ذراعهم..
يعني مثلا اللي عايز يشتري حاجة لازم يستغني عن ٣٠ دقيقة أو ساعة أو يوم مقابل أنه يحصل على شراء شيء أو مثلاً لو هيركب مواصلات لازم يفرغ من ساعة اليد اللي فيها ” عمره ” عشان يقدر يوصل للمكان اللي هو عايزه
هذه الساعة الرقمية اللي بالعمر فيها طبقية فيه فقراء العمر وفيه أغنياء العمر
بمعنى أن فيه ناس معاها عمر زمني أكتر من 100سنة وناس يادوب عايشة اليوم بيومه مجرد ما يخلص وقتهم بيموتوا ..
وفي مشهد يظهر فيه البطل وهو ينتظر أمهُ على المحطة ليمنحها من يده بعض الساعات والأيام عشان يلحقها قبل ما تموت لأن اللي كان باقي من عمرها ساعة ونصف وبطارية العمر تفضى وتموت تلقائي .
ولما ركبت أمه الباص عشان تروح لإبنها…السواق قاله : الأجرة ساعتين من عمرك.. قالت له مش باقي غير ساعة ونص فقط ونظرت للناس من حولها نظرة حيرة، لكن مفيش حد منهم اتحرك ولا بص لها ولا حد عرض عليها أنه يمنحها 5 دقائق حتى من عمره ..
فنزلت الأم وظلت تجري بسرعة عشان تقابل ابنها اللي مجهز لها هدية في ذراعه 10 سنين يهديها لها،ويجري ابنها في الوقت نفسه وفضلوا يجروا والدقائق بتعدي والثواني بتجري ومجرد ما وصلوا لبعض وحضنت ابنها وقعت بعدها و ماتت كان باقي من عمرها ثانية وخلصت .
نظرة هذه المرأة للناس في الباص وهم تجاهلوا حيرتها كان ممكن حد يمنحها دقائق من عمرهُ كانت عاشت، ولكن في الواقع لا احد يستطيع أن يمنحك العمر ..
الفيلم ده فيه رسالة عظيمة جدا
مهما عمل الإنسان في حياته من حسنات او سيئات، من شرور أو خيرات لبني الإنسان ..
حينما يقع أو يمر بأزمة ما، لن يجد أحد بجانبه ولن يجد إنسان يمنحه لحظة من عمره..
يوم ما يقع وتنتهي بطاريته لن ينقذك إلا نفسك وسعيك واجتهادك وحلمك وإيمانك ..
شخصين بس هما اللي هيكونوا على أتم الاستعداد بتفريغ بطارية عمرهم من أجل أن تعيش انت وتحقق احلامك هم أمك وأبوك.
الوحيدين اللي شايفينك إنك أحق بكل دقيقة من حياتهم، و دي بالفطرة وبالمحبة الربانية في الدم
حساباتنا مع ربنا عايزه تتراجع علشان نلحق نفسنا
لن ينفعنا أحد لو أصابنا هوان أو لحظة انكسار واحدة، الثانية الواحدة لو عدت في العبث احنا وحدنا من سيدفع الثمن
24 /10 /2020