تقارير وتحقيقات

ماذا يريد منا كبار السن ..؟

كتبت : عزه السيد 

هناك أشخاص في حياتنا يحبوننا وبذلوا الكثير من أجلنا ولكننا ننشغل عنهم ولا نعرف قيمتهم إلا بعد أن نفقدهم وخاصة الأم والأب ومن هو في منزلتهم

إن كان يعيش معك في البيت شخص كبير السن أمك أبوك ،جدك ، جدتك، أو أم زوجك أو أبوه ، …..فكيف نتعامل معهم..؟

والاجابه هنا وعن تجربة شخصية كالأتى

لنعرف أولا من هو كبير السن ؟؟

إن كان رجلا أو امرأة فهو شخص كان يوما من الأيام يملك الشباب والقوة والمال أمره بيده لا بيد غيره يذهب ويأتي دون إذن ويتحرك دون مساعدة من أحد .

أعطى الكثير والكثير ، بذل وقته وجهده وماله وصحته في سبيل إسعاد الآخرين عن طيب خاطر دون مقابل جلس سنين طوال من عمره يزرع ويعتني بزرعه ويسقيه الماء والحب ويحافظ علية من الآفات ويخشى عليه من الخطر، كم فرح وكم حزن وكم صح ومرض وكم تعب وعانى ، وكم من ليال سهر يشغله التفكير ويسيطر عليه الهم ، ولم يشعر به أحد فهو المسؤول الأول والأخير عن كل شيء ، كل شيء في ظهره وحده ، فهو عندما يبذل كل جهده وقوته وماله ويعطى كل ما لديه… يقولون هذا واجبه نحونا ليس تفضلا منه ، وعندما يقصر في شيء مضطرا فلا يعذره أحد . . ولكنه يفعل كل ذلك بحب وكل ما يرجوه أن يحصد ثمرة جهده ويجني من بستانه الذي تعب عليه أجمل أنواع الثمار والزهور ..

والآن بلغ من الكبر عتيا وصار محتاجا إلى غيره وربما يشعر بأنه شخص ثقيل الكل يتأفف منه .

فما هى الطريقه الصحيحه للتعامل معه؟

أولا وأخيرا وقبل كل شيء لابد من احترامه وتوقيره وإشعاره بأنه سيد الجميع وكلمته سيف على رقاب الكل وأنه على حق دائما حتى ولو كان مخطئا ، ولا تحاول أن تفرض رأيك عليه .

ثانيا: عدم الجدال معه في أي شيء ، فإنه الآن طفل كبير .

ثالثا: عدم انتقاد تصرفاته وإظهاره مخطئا حتى لا يحقد عليك .

رابعا : خدمته على أكمل وجه وتنفيذ كل ما يطلبه ، إن كان هذا في مصلحته ، وإن كان متعلقا بشيء ما ولم يكن في مصلحته فلنوصل له المعلومة بلطف مع عدم حرمانه من هذا الشيء مرة واحدة بل تدريجيا على حسب درجة خطورة هذا الشيء عليه .

خامسا: كن دائما مبتسما وأنت تقدم له خدماتك حتى وإن كنت متعبا ولا تشعره بأنك متفضل عليه .

سادسا: لا تنتظر منه الشكر بل كن مقتنعا من داخلك بأن خدمته واجبة عليك وأشعره بذلك كلما شكرك وأثنى عليك .

يجب أن تتق الله فيه فقد وضعه الله بين يديك وألجأه إليك بعد أن كان قويا معافى لا يحتاج لأحد أصبح الآن كبيرا ضعيفا محتاجا لك فلا تخذله وأخرج زكاة العافية التي أنعم الله بها عليك فزكاة العافية هي عدم البخل بها ومساعدة من يحتاج إليك .

قال تعالى : (( واللّه الذي خلقكم ثم يتوفاكم ومنكم من يرّد إلى أرذل العُمُرِ لكي لا يعلم بعد علم شيئاً إن اللّه عليم قدير ))

سورة النحل: آية 70

أتعلم ما هو أرذل العمر؟ هو وقت الهرم الذي تنقص فيه القوى وتفسد الحواس ويكون حال الشخص فيه كحاله وقت الطفولة من ضعف العقل والقوة ، واحتياجه للآخرين .

ويصير نسَّاء بحيث إذا كسب علماً في شيء ينساه ويزل عنه علمه من ساعته يقول لك: من هذا؟ فتقول: فلان فما يلبث قليلا إلا سألك عنه…

اتعلم ؟أحيانا هذا الطفل الكبير يدعي أشياء ليست حقيقية ليجذب انتباهك ، فهو لا يريد الكذب وإنما أراد الاحتيال عليك لتحقق له شيئا آخر يريده فلا تغضب منه وحقق رغبته إن لم يكن فيها مضرة له .

اعلم أن الحياة قصيرة جدا وأنك يوما ما ستكون مثله وربما تجلس في نفس المكان وعلى نفس الفراش ومع نفس الأشخاص ، فقدم لنفسك شيئا ينفعك في دنياك وآخرتك .

قال الله تعالى : )) الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير )) ( 54 ) . سورة الروم

لقد تساءلت كثيرا بينى وبين نفسي… ماذا يريد منا كبير السن ؟؟

فالبعض يقدم الطعام والشراب والنظافة ويظن أنه بذلك قدم كل شيء وانتهت مهمته ولاكن تجربتي الشخصيه اعطتني بعض الاجابات عن سؤال هذا وهى ان تكون مستمعا جيدا فتسمع منه حكاياته وكلامه باهتمام وأنت تنظر إليه وليس إلى التلفاز .

يجب أن نعطيه الشعور بإنه اهم شئ لنا وأنه من أولوياتنا، وان نعطيه الاحترام لأنه كبيرنا

كما يجب ان نعلم أطفالنا توقيرهم واحترامهم ومهابتهم وطاعتهم ، وانغرس في قلوبهم الرحمة والعطف والحنان

يجب أن لا نهزأ أبدا برأيه لان  عنده من الحكمة ما ليس عندنا فحاول أن تستفيد من خبرته الطويلة في الحياة فهو قد مر بتجارب كثيرة منها ما كان سبب في نجاحه ومنها ما كان سببا في فشله في بعض الأمور ، فيجب أن نتعلم من أخطائه حتى لا نقع فيها .

وهذه نصيحه عن تجربه:

لا تنتظر أن يرضى عنك تمام الرضا فهذا ربما لا يحدث فلا تجعل هذا الأمر يحبطك فتقول قدمت كل شيء ولم يعجبه وتتكاسل عن خدمته، بل ابذل كل ما في وسعك لإسعاده وتلبية مطالبه وأنت تتطلع إلى إرضاء الله أولا وآخرا .

اتدرون ما أمر احساس يشعر به الابن الراع لأبيه او امه المسنان، عندما يرى دمعتهم وإعتذارهم منه إذا صدر منهم ما يضايقه من كلمة أو فعل ،وعندما يطلبون منه السماح، يا الله ما أمر هذا الاحساس

إن مثل هذا التصرف يجعل اقسى القلوب تئن وتبكى بدل الدموع دماء، فلنستغل فرصة وجودهم معنا ونجاهد بهم فالمسألة ليست سهلة إنه فعلا جهاد( كما قال النبي الكريم صل الله عليه وسلم للرجل الذى طلب منه أن يرسله للجهاد فقال له النبي الكريم ( ص) ألك أبوان ؟ قال نعم..قال: ففيهما فجاهد) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.