الاسرة والطفل

ماهي اسباب كثرة الشكوي بين الأزواج

 

كتبت : ياسمين يحي

 

كثير من الأزواج بعد مرور بضع سنوات على زواجهم، لا تكاد تسمع منهم إلا الشكوى من شريكهم:

لقد كانت حياتُنا الثنائية في السنوات الأولى من زواجنا حلوة ممتعة، كنا نتشارك ونتعاون، نشعر بقرب بعضنا إلى بعض، يلبي بعضنا رغبات بعض، كِلانا يحترم شخصية الآخر واستقلاليتَه في إطار الاحترام والتقدير المتبادل..

إلخ، أما الآن فقد تغيَّر كل شيء؛ العناد، الغرور، الاعتداد بالذات، الابتعاد الوجداني، الإهمال المدمِّر، رفض تقديم المساعدة…

.

هذه هي قصة كثير من الأزواج، وبسببها تجدهم يتجرعون المرارة الأليمة، ويعانون المأساة الحزينة، ثم إما الطلاق، وإما الخيانة، وإما مصابرة الألم والمأساة حتى الموت!

وللأسف فهؤلاء البؤساء لا يدركون أن من أكبر الأسباب التي تُنتج هذه النتيجة المأساوية، وتبلُغ بهم هذه الحال الحزينة: إهمالَهم للمشاركة الفعَّالة في علاقتهم الثنائية!

إن المهم أن ندرك أن الحياة الزواجية السعيدة والممتعة، الناجحة والرائعة، الراسخة والمتماسكة، لا يمكن أبدًا أن يفوز بها شريكان قبل أن يحققا المشاركةَ الفعالة بينهما؛ فهذه الحقيقة تدعمها الحقائق التالية:

_قانون الدين يحتم المشاركة:

لأن غرض الدِّين من الزواج هو تعاون الزوجينِ على طاعة الله.

_حقيقة الفطرة تحتم المشاركة:

لأن مقصد الفطرة من الزواج هو استكمال فضائلها الرُّوحانية.

_دستور الحب يحتم المشاركة:

لأن غاية الحب من الزواج هو أن يشعر الحبيبان بالذوبان والتماهي بينهما.

_قواعد الحياة تحتم المشاركة:

لأن حكمة الحياة من الزواج هي إشاعة معاني الفضيلة الجميلة في الواقع.

إذًا فهذه العناصر كلها تحتِّم على الزوجين أن تكون سِمة علاقتهما الثنائية هي المشاركة الفعالة في كل شيء:

كبير أو صغير، حتى تترسَّخ فيهما ككل العادات التلقائية؛ ولهذا يكون ثواب الزوجين المحافظين على شعار:

“مشاركتنا ضمان نجاحنا وسعادتنا:

أن علاقتهما الثنائية تستمر بشكل متواصل، ولكن في مستوى الجمال، الاستقرار، الإثارة، المتعة، العمق..

ويكون عقاب الزوجين المهمِلَين لهذا الشعار:

أن علاقتهما الثنائية – ربما – تستمر بشكل متواصل، ولكن في مستوى النفور، الاضطراب، البرودة، الضحالة، الجفاف…..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى