الصراط المستقيم

ما حكم السب بألفاظ “يا كلب” و”حمار”؟

كتبت / عزه السيد

س: ما حكم السب بألفاظ “يا كلب” و”حمار” ونحوها؟

أجاب الشيخ ابن الباز رحمه الله وقال: لا شكَّ أن مثل هذه الألفاظ لا تليق من المؤمن مع أخيه، الله يقول جلَّ وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [الحجرات:11].

معنى وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ أي: لا يقل أحدُكم للآخر: يا حمار، يا قط، يا كلب، يا نيص، يا خنزير، يا كذا، يا كذا، لا، يُخاطبه بالتي هي أحسن، يُخاطبه بأحسن أسمائه، وأطيب أسمائه؛ لأنَّ الخطاب بهذه الألقاب الشَّنيعة يُثير الشَّحناء والعداوة والفتن، ويُوغر الصُّدور، وربما أفضى إلى المقاتلة والمضاربة.

فلا يجوز التَّنابز بالألقاب، كما لا يجوز اللَّمز: وَلَاتَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ، واللَّمز: الغيب والغيبة، يا كذا، يلمزه بأشياء يعيبه بها: أنك تفعل كذا، وتفعل كذا، من أشياء يكرهها، بخيل، جاسوس، كذا، كذا، يعني: يرميه بأشياء هو براء منها، أو أشياء لم تُعرف عنه.

فالواجب حفظ اللسان وعدم اللَّمز بما يجرح أخاك من أي كلمةٍ فيها جرحٌ له وعيبٌ له وإيغارٌ لصدره؛ عملًا بقوله سبحانه: وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ، وقد يكون اللَّمز بالإشارة بالإصبع، أو بالعين، أو بغير هذا، فلا يجوز اللَّمز لا بالإشارة، ولا بالقول، ولا بالفعل، ولا يجوز أيضًا التنابز بالألقاب كما سأل السَّائل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.